المرأة في تاريخ بريطانيا.. ملكات عدة ورئيستين للحكومة
على الرغم من أن لبريطانيا تاريخ حافل صنعته ملكات توجن على عرش المملكة المتحدة، إلا أن منصب رئاسة وزراءها لم تحظى به سوى سيدتين فقط إلى الآن وهما مارغريت تاتشر و تيريزا ماي، وحصلا الاثنتين على المنصب في فترة تولي الملكة إليزابيث الثانية.
مارغريت تاتشر
تأتي شهرة مارغريت تاتشر، من كونها أول سيدة في تاريخ بريطانيا ترأس الحكومة وحزب سياسي هو حزب المحافظين، واشتهرت بقوتها وصراحتها، كما أنها تولت منصب رئيس الوزراء لأطول فترة يمضيها شخص واحد في ذلك المنصب بالمملكة المتحدة منذ أوائل القرن التاسع عشر.
انتخبت مارغريت تاتشر ثلاث مرات متتالية على مدار عقدين من الزمن، وفي عهدها أصبحت بريطانيا في طليعة الدول الصناعية الكبرى وارتفع دخل الفرد فيها، وقد عرفت بدقة بياناتها وبراعتها الخطابية وأسلوبها المؤثر وصوتها الرزين.
ولدت تاتشر في عام 1925 وبالتحديد في يوم 13 اكتوبر، وكان والدها صاحب محل" بقالة" ووالدتها تعمل بمجال "الخياطة"، وتدرجت في المناصب إلى أن أصبحت رئيسة للوزراء، في 4 مايو 1979، وفي العام نفسه كانت هناك أزمة مالية تعصف بالاقتصاد البريطاني، قامت على أثرها بتغير السياسات الضريبية وتداول الأموال، مما أدى إلى انخفاض مستوى التضخم وتحسن الوضع الاقتصادي.
وفي عام 1992، منحت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا وسام الاستحقاق لمارغريت تاتشر، وأدرجتها مجلة التايم في قائمة 100 شخص الأكثر تأثيراً في العالم في القرن العشرين.
وتعرضت تاتشر لعدد من السكتات منذ يونيو 2009، وكشفت ابنتها كارول في كتاب نشرته عام 2008 أن والدتها كانت تعاني من خرف الشيخوخة مما جعل ظهورها في المناسبات المهمة نادرا.
وتوفيت مارغريت تاتشر، في 8 أبريل عام 2013، في لندن عن عمر يناهز 87 عامًا إثر إصابتها بسكتة دماغية، وحضر مراسم دفنتها حوالي 2300 مدعو في مقدمتهم الملكة إليزابيث الثانية.
تيريزا ماي
وبتعيين تيريزا تعود المرأة إلى صدارة المشهد السياسي في بريطانيا، حيث ترأست حزب المحافظين، وتولت رئاسة الوزراء في 13 يوليو عام 2016، بعد أن قبلت الملكة إليزابيث الثانية استقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، لتصبح ثاني امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ المملكة المتحدة.
وقبل أن تصبح رئيسة للوزراء تولت منصب وزيرة الداخلية في الفترة ما بين 12 مايو 2010 إلى 13 يوليو 2016.
وفي 12 ديسمبر 2018، قدم 48 نائباً محافظاً رسائل عدم الثقة لرئيس لجنة 1922 السير غراهام برادي، مما استدعى إجراء تصويت بسحب الثقة في قيادتها للحزب.
و قبل التصويت، قالت ماي أنها لن تقود حزبها في الانتخابات العامة المقبلة، واستطاعت بذلك الحفاظ على منصبها، إذ صوّت 200 من أعضاء البرلمان المحافظين لدعم قيادتها مقابل 117 صوت، وفي 24 مايو عام 2019، أعلنت أنها ستستقيل من منصب رئاسة الوزراء في 7 يونيو 2019.