محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور المصممة الرومانية Dana Stinea Messika
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
أسست "دانا ستينيا ميسيكا" Dana Stinea Messika المصممة الرومانية الأصل وزوجة سيد الماس الذائع الصيت "أندريه ميسيكا" André Messika علامة الأزياء النسائية الجاهزة "داناميه" Danamé سنة 2016 ، بعد أن قررت تحقيق هدفها في وضع فن التطريز اليدوي في المكان الذي يستحقه، وجعله متاحا للجميع. تعود "دانا ميسيكا"، التي كانت عارضة أزياء قبل أن تتعرف إلى زوجها، وتتخصص في دراسات الجنسين وتاريخ الفن، إلى قطاع الأزياء مع تصاميم فاخرة وعصرية تعكس شغفها بالموضة وكل ما هو عزيز على قلبها، وتحتفل بالأعمال والحرف اليدوية القديمة، ليحوّل التطريز التقليدي أقمشة نفيسة إلى ما أطلقت عليه المصممة اسم "جواهر قابلة للارتداء".
تخبرنا "دانا ميسيكا" في هذا اللقاء عن هوية علامتها ومصادر إلهامها، وعن توقعاتها لعالم الموضة بعد أزمة فيروس كورونا، والعناصر المشتركة بين الموضة والمجوهرات التي تلعب دورا كبيرا في عائلتها.
أنت ابنة خيّاطة، وقد جذبك عالم الموضة منذ سن صغيرة. هلا أخبرتنا عن طفولتك وتجربتك، حيث كنت محاطة بكل ما يتعلق بالموضة.
نعم، أمضيت سنوات الطفولة مع آلة خياطة وطاولة قص كبيرة في وسط غرفة الجلوس. تلك الفترة عزيزة على قلبي على الرغم من أنني لا أملك ذكريات متألقة عنها، لأن والدتي كانت أما عزباء كادحة. تعلمت عن التجارة أكثر من الموضة والتقنيات والقص والدرز. ولطالما جذبتني الأقمشة الأكثر لمعانا والألوان الأكثر إشراقا. لكنني قبل كل شيء، تعلمت فضيلة المثابرة. فهمت في مرحلة باكرة من حياتي أن الموهبة والذوق الرفيع والأناقة المميزة لا تكفي. مثل أي قطاع آخر، يتطلب قطاع الأزياء مثابرة وعملا جادا، وهذا أهم ما تعلمته من والدتي.
بعد عملك في عرض الأزياء، قررت إطلاق ماركة الأزياء DANAMÉ هل حلمت دائما بامتلاك علامة أزياء خاصة بك؟
أمضيت عشرة أعوام من سنوات الرشد في عالم الموضة. تركت هذه المهنة بعد أن تعرفت إلى زوجي، وعقدنا قراننا، وأسسنا عائلتنا. كنت أمّا موجودة وفاعلة جدا في حياة أطفالي، ورغبت في أن أمضي أطول وقت ممكن معهم، وأنا أدرس للحصول على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في باريس. أسست علامتي التجارية بعد ذلك بوقت طويل، حين كبر كل أولادي إلى حد ما. فأدركت كم أن هذا المجال متطلب، وأردت أن أكون موجودة وجاهزة بشكل تام، وأن أكرس طاقتي لعلامتنا. العمل في قطاع الموضة من جديد كان أشبه بالعودة إلى البيت بعد سنين عديدة من السفر إلى أماكن نائية. بعد أن تسلحت بنضوج وانضباط كافيين ومناسبين لمهنة متطلبة إلى هذا الحد، عدت إلى المنزل الآن: أكبر سنا، وأنضج، وأكثر حكمة، وبلا شك مليئة بالشغف. تنظرين إلى النساء كجواهر عبر تصاميمك.
أخبرينا أكثر عن امرأة DANAMÉ .
أحترم النساء كثيرا، وأتعاطف معهن بشكل كبير. الجزء الأكبر من دراستي الأكاديمية ارتكز على أحوال النساء عبر التاريخ، وفي ثقافات وحضارات مختلفة. تجمعنا جوهريا تجارب وخبرات مشتركة. فنحب، ونتألم، ونتعلم، ونكافح، ونخسر، وننتصر، ونعيش. الرابط الذي يهمني هو بين النساء والماس، فتجمعهما القوة والمتانة. الماس هو أقوى معدن على سطح الأرض بفضل الروابط الصلبة الوثيقة بين ذراته. المرأة قوية وجبارة أيضا، فهي تعطي الحياة، وتربي صغارها، وتعمل داخل المنزل وخارجه، وتنجح في الحفاظ على علاقات حب عميقة وطويلة الأمد مع أحبائها. أعتقد أن النساء ولدن مع جينة متانة وصلابة إضافية (مبتسمة). وإذا كانت المرأة شبيهة بالماس، فإنها كالجوهرة.
ما أكثر ما يلهمك؟
طيبة القلب تلهمني أكثر من الذكاء والموهبة والنجاح. فأن نكون طيبين برأيي أعظم نجاح إنساني، ويسمح لكل شيء بالنمو، من البشر إلى الطبيعة والكوكب. قبل بضع سنوات، أجرى العالم الياباني "ماسارو إيموتو" تجارب على بلورات الماء، أظهرت أن قطرات الماء التي تعرضت لكلمات إيجابية ولطيفة تحولت إلى أجمل البلورات، على عكس القطرات التي توجّهت إليها كلمات لئيمة. إذا، نعم، إن الطيبة أساس كل نمو. كما أستوحي بشكل أساسي من المفاهيم والقيم، بدلا من قصات وأشكال وخطوط فعلية. إذا كنت ملتزمة قيمة قوية، فالتصميم الجيد سيتبعها. أخيرا وليس آخرا، النساء أكبر مصادرإلهامي. أتمنى أن أقدّم لهن مسكنا مريحا جدا، مسكنا يمكثن فيه بعد بشرتهن.
هل تعتقدين أن مفهوم "الأقل أكثر" ينطبق على الموضة؟
أؤمن بأن التصميم الملائم والمتوازن يجب أن يتناسب بشكل رائع مع قوام المرأة التي ترتديه، ويتميز بقماش جميل يدلل بشرتها، ويكون مريحا وأنيقا وحسيا وفي الوقت نفسه "جوهرة قابلة للارتداء". أعرف أنني أطلب الكثير، لكنني أعتقد أنه من الممكن تحقيق تصميم متوازن. عموما أحب الخطوط النظيفة النقية للحصول على تصميم يناسب الجسم بشكل مريح وبلا جهد؛ لكنني بلا شك أتبع مفهوم "الأقل أكثر".
ارتدت نجمات كثيرات مثل "جولييت بينوش" من تصاميمك. من الشخصية الشهيرة التي تحبين أن تُلبسيها أحد ابتكاراتك؟ ولماذا؟
أحب أن أُلبس النساء بكل أنواعهن وأعمارهن وأحجامهن. وتعجبني في المقام الأول المرأة الجريئة والشجاعة، والتي تملك حس فكاهة مميزا. بالنسبة إلى المشاهير، سأختار "صوفي مارسو". أحب شخصيتها، وكيف أنها خارج عالم المشاهير، فهذا يثبت أنها حريصة جدا على حياتها الشخصية، وهو أمر أحترمه جدا. ولا ننسى طبعا كم أنها مضحكة وحادة الذكاء.
هل تتعاونين مع زوجك؟ وإلى أي مدى يشارك في عملك؟
هو حبي الوحيد منذ 31 سنة. هناك أشياء كثيرة في حياتي أشكر الله عليها، لكن لا شك في أن تمضية حياتي إلى جانب زوجي من أهم الأمورالتي تبعث في نفسي الشعور بالامتنان. إنه إنسان نادر، والتواضع أهم فضائله. نعمل معا بشكل غير رسمي، فيطلب رأيي وأطلب رأيه. خلال 31 سنة، ولدت روابط معقدة وعميقة بيننا تتبلور في حياتنا معا بشكل أو بآخر. أما بالنسبة إلى علامة أزيائي، فزوجي هو “العقل الموجه” كما أحب أن أناديه.
قال يوما رجل أعمال مهم: إن كل رائد أعمال بحاجة إلى عقل موجه واحد على الأقل في مشروعه. أنا ممتنة لوجوده في مشروعي. فينصحني في النواحي الدولية والاقتصادية والمالية، ويترك الجزء الإبداعي لي ولفريقي.
ما مدى التشابه أو الاختلاف بين صناعتي الأزياء والمجوهرات؟
أكبر قاسم مشترك أراه بين الأزياء والمجوهرات هو الجانب الإبداعي. الإبداع برأيي متصل بمكتبة لامحدودة يستطيع الوصول إليها القليل من المحظوظين. وإحضار الأفكار من هذه المكتبة هو الطريقة التي أسهم من خلالها في جعل المرأة تشعر بالثقة والراحة مع ذاتها. هي صفقة يربح بها الجميع.. وفي ذهني، أبتكر مجوهرات ترتديها النساء كأزياء، أو ما أحب أن أسميه "الجوهرة القابلة للارتداء".
في قلوب النساء الخليجيات مكانة خاصة لباريس. كيف ستنظر نساء المنطقة إلى علامتك؟
أتمنى أن تدرك نساء منطقة الخليج من خلال علامتنا الحب الذي أحسه تجاه نساء العالم. نحن نساء العالم الحقيقي لسن دمى "باربي". عشنا عمرا، وتغيرت أجسامنا مع الوقت، وأعطينا الحياة، وأطعمنا أولادنا، ونتقدم في السن. لكن لا بأس في ذلك. يمكننا أن نكون نساء حقيقيات، وأن نكون جميلات وأنيقات جدا بطريقة سهلة وعفوية. يمكننا أن نشعر بأننا رائعات في أي مرحلة من حياتنا. هذا ما أتمنى أن تفهمه نساء المنطقة عن علامتنا.
بعد تأثير وباء "كوفيد- 19" في كل القطاعات والصناعات، بما فيها الأزياء، كيف ترين مستقبل الأزياء بعد الأزمة؟
للمرة الأولى في التاريخ، نشهد ظاهرة على هذا المستوى. فقد أُرغم فيها أربعة مليارات شخص على البقاء في بيوتهم، ومنهم عائلتنا بأكملها. والعالم بأكمله سيتأثر جدا بتداعيات هذه الظاهرة. وفي قطاعي تحديدا، تتغير الأمور بشكل كبير، فيعيد المصممون مثلا وضع جداول العروض، وبعضهم يطالب بالتزام أكبر فيما يتعلق بالاستدامة والهدر والتلويث. علامتنا صغيرة ويافعة، لكنها تتمسك بهذه القيم في جوهرها. لا نصنع مجموعات كثيرة، ومجموعاتنا صغيرة، فنحاول أن نخفف هدرنا قدرالإمكان. وبالنسبة إلى صيحات الموضة، أعتقد أننا نتجه نحو عالم انطوائي يعطي مكانا أكبر للقيم البسيطة والأساسية والأكثر أهمية، مثل العائلة والأحباء والحميمية وكل ما يلامس الروح بقوة وعمق. وهنا تصبح "داناميه" ذات صلة أكبر بواقع الموضة بعد "كوفيد - 19". فتقدّم أزياء يسهل ارتداؤها والنظر إليها ودفع أسعارها. هويتها عفوية وسهلة وأنيقة، وتشكّل بديلا جيدا لما يقدّمه عالم الترف اليوم. فلا تحتاج المرأة إلى بذل جهد لتبدو جميلة في أزيائها.
ما مشاريعك المستقبلية؟
مشاريعي للمستقبل واضحة جدا. أريد أن أثبت هذا المشروع الجديد على قدميه، وأعطيه جناحين، وأراه يحلق. هذا هو الإرث الذي أتركه لابنتي الصغرى التي يبدو أنها تملك ذوقا رائعا وأسلوبا مدهشا منذ سن صغيرة.