ندى أبو فرحات:أشعر بأن ما أقوم به هو بمثابة الوداع المشرف لبلدي لبنان
يقال إن الفن رسالة... هي جملة دائماً ما تتكرر! لكن يبدو أن رسالتها تحمل نوراً إلى الآخر. فهي فعلاً تلعب دوراً سامياً في مجتمعها ولها دور ملموس في تعزيز القيم الانسانية. هي الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات التي كانت أولى النجمات اللواتي نزلن إلى الشارع لتلبية النداء الوطني ومساعدة المحتاج، من خلال المشاركة بكل سبل التبرع لمعاونة الناس على الحياة بعد هذه الأزمة الكبرى، وهي تتحدث في حوارها مع "هي" عن رأيها في كل ما يجري.
نزلت الى الشارع منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت، وتقومين بمساعدة المتضررين والمحتاجين من خلال حملة wehelp..تفيضين بالذات وأملاً في حقل من الدمار!
الواجب الانساني يقضي مساعدة المحتاج، ناهيك أنني أملك حباً كبيراً للبنان وعاصمته وشعبه الذي يعاني الأمرين.
رغم مرارة الحال إلا أنك صامدة!
حملة التبرعات والمساعدات تفيض خيراً من المتبرعين، وهم مشكورين على ذلك، حتى أنّ بعضهم يرافقنا في مشوار العطاء، ويساهم في تقديم يد العون بنفسه إلى الأشخاص المتضررين والمحتاجين. نزلنا الى الشارع منذ اليوم الأول من وقوع الانفجار، وقفنا عند باب المنازل، وعرضنا على المتضررين المساعدة التي يحتاجونها، علماً أن الدولة هي المسؤولة الأولى عن التعويضات، لكن وآسفاه! فإنّ الذي يذهب لا يعود.
ما أكثر ما يحتاجه الناس في هذه الفترة؟
نقدم حول 1800 وجبة غذائية يومياً، كما أنّ المتطوعين في هذه الحملة يبذلون مجهوداً كبيراً. أكثر ما يحتاجه الناس هو المساعدة في تركيب النوافذ وترميم المنازل قبل حلول فصل الشتاء.
هل الشعب اللبناني متضامن بكل أطرافه؟
نحتاج إلى أن نتضامن جميعنا. خسرنا أرواحاً كثيرة ولا يزال البعض ينتقد ويهاجم بسبب انتماءاته الطائفية والسياسية، ومواقع التواصل الاجتماعية شاهدة على ذلك.
كيف تقيمين عمل الجمعيات المتواجدة في مختلف المناطق المتضررة؟
لاشك أنها تقوم بعمل دؤوب ومضني. نحن كـWe Help لسنا بجمعية، لكننا نتعاون مع جمعيات مختلفة وهي تقدم لنا يد العون، ونحن بالمثل.
يمكث البعض في منزله من دون القيام بأي محاولة للمساعدة، ويطلقون الأحكام غير آبهين بما حدث لنا، وكأنهم يعيشون على كوكب آخر. ماذا تقولين لهؤلاء؟
ليبقوا بعيدا عنا، لا نريدهم بيننا، لكن ما يقلقني ويزعجني هو أنّ البعض يساعد حسب الهوية والطائفة، وهذا أمر خطير، ونحن القيمين على حملة We Help نرفض التعاون مع هؤلاء، لأننا جميعنا نساعد دون أي نوع من التمييز.
معظمنا يشعر بأنه خسر شيئاً أو ربما قطعة منه. بماذا تشعرين؟
أشعر بأنني أمنح لبنان الفرصة الأخيرة، حالي مثل حال الكثيرين. هذا الانفجار فجر فينا كل المخاوف التي ظللنا نتجنبها خوفاً من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم، ودفع بالكثيرين منا إلى الرحيل والهجرة. أشعر بأن ما أقوم به هو بمثابة الوداع المشرف لبلدي. وهذا يحزنني ويحزن زوجي، لقد قضوا على ذكرياتنا وأحلامنا.
يشعر البعض بالانكسار رغم مرور الأيام والأسابيع..
علينا أن نكون أقوياء. ثمة أشخاص بحاجة إلينا، كبار وأطفال! لا نستطيع الاستسلام، كما أتوجه بالشكر إلى الجمعيات التي تقدم المساعدة النفسية للأطفال، من خلال القيام بتمارين تساهم في التفريغ النفسي الذي يحتاجه الطفل بسبب الصدمة التي لحقت الانفجار.