سارة مراد لـ"هي": لكل فستان زفاف قصة وموضته لا تنتهي

قدّمت مؤخراً المصممة اللبنانية سارة مراد مجموعتها لفساتين الهوت كوتور لعام 2021 المستوحاة من الورود. كلّ فستان جسّد نوعاً معيّناً من الورود، وتميّزت كلّها بألوان الباستيل الفرحة.

"هي" تحدثت مع مصمّمة الأزياء اللبنانية سارة مراد عن مجموعتها لعام 2021 وعن نصائحها للعروس وعن مشاريعها المستقبلية:

سارة مراد

أخبرينا عن بدايتك في عالم تصميم الأزياء؟

درستُ في جامعة متخصّصة بتصميم الأزياء  ESMOD في بيروت، وتخرّجتُ في العام 2011. عملتُ لمدّة سنتين مع المصمم اللبناني زهير مراد، وبعدها انتقلت للعمل مع المصمم ربيع كيروز. إلى أن قرّرتُ تأسيس عمل خاصّ بي، والعمل وحدي في متجر ببيروت في العام 2013، وخطوة وراء خطوة وصلتُ إلى حيث أنا اليوم.

ما هي التصاميم الأحب إلى قلبك؟ فساتين الزفاف أم الهوت كوتور؟

هما عالمان مختلفان عن بعضهما البعض. لكن في الوقت نفسه هناك متعة في العمل عليهما. أما التحدي فيكون أكبر في العمل على تصميم فساتين الزفاف، لأنّها تتطلّب ابتكار أفكار جديدة، والمحافظة في الوقت نفسه على الروح الكلاسيكية والمعاصرة للعروس.

العروس في العادة لا تخاطر خلال اختيار فساتين الزفاف، على عكس فساتين الهوت كوتور. وهذا يدفعني إلى البحث المستمرّ والدائم عن فساتين الأعراس لتطوير الأفكار والقصات، ولإيجاد تنوّع في الأقمشة التي أحبّ تشكيلها دائماً، بالإضافة إلى الغرق في تفاصيل صغيرة تُميّز كلّ فستان عن غيره.

أما في مجال فساتين الهوت كوتور فأشعر أنّني أملك حريّة أكبر، وأتجرّأ على المجازفة  في تأليف أفكار جديدة بعيداً عن التصاميم الكلاسيكية والبسيطة، حتّى أنّني أجرّب ألواناً وموديلات جديدة، لكن مع الحفاظ على هوية تصاميمي.

أخبرينا عن مجموعة La Vie Est Une Poesie   لربيع وصيف 2021.

مجموعتي الجديدة لربيع وصيف 2021 أسميتها "la vie est une poesie "، وهذا العنوان يعني الاحتفال باستمرارية الحياة. كالأغنية التي تكون أحياناً حزينة وأحياناً أخرى سعيدة، لكنّها دائماً جميلة. رغبتُ من خلالها أن أعطي أملاً، خصوصاً في الأيام الصعبة التي نعيشها هذا العام، وللتأكيد على أنّ الحياة جميلة. وعكستُ هذا من خلال الألوان الفرحة والمضيئة، كالأزرق الفاتح واللافندر والبيستاش، والقصات الناعمة، والأقمشة مثل التول والأوغانزا.

كل فستان مثّل نوع من الورود، لم أدخل الشك والتطريز في مجموعتي لأنّ العروس باتت تبحث عن موديلات متطوّرة أكثر ومواكبة للموضة بعيداً عن الموديلات التقليدية التي نراها يومياً.

كذلك أحببتُ التركيز على القصّات الجديدة والألوان والأقمشة البعيدة عن الشك، والتركيز على تفاصيل الفستان وحركة القماش بعيداً عن الشك. وأؤكد أنّ الهوت كوتور ليست عبارة عن فستان مشكوك أو مطرز فقط  وإنّما المهم دقة العمل وابتكار فكرة جديدة.

فساتين متنوعة من سارة مراد

ما هي برأيك الأقمشة التي تزيد من قيمة الفستان؟

أحبّ كثيرا المزج بين أقمشة التول والدانتيل الناعم أو الدانتيل مع الأورغانزا كما يُمكن استخدام نوع واحد من القماش. وعند استعمالها بطريقة جديدة ومختلفة تُعطي قيمة للفستان وفي الوقت نفسه يبقى محافظاً على طابعه العصري الذي لا تبطل موضته.

أعطنا رأيكِ في فستان زفاف من من المشاهير لفت نظركِ مؤخراً؟

أعجبني فكرة فستان زفاف الملكة بياتريس التي اختارت فستان جدتها الملكة اليزابيت وعدلت عليه ليتناسب مع جسمها. فهي أضافت إليه الأكمام، مع تعديل على التنّورة. الفكرة كانت جميلة، خصوصاً خلال هذه الأيام، حيث بات من الصعب الحصول على أي شيء نريده، خصوصاً إقامة حفلات زفاف ضخمة.

 فمن الجميل استعمال الفساتين القديمة وتعديلها أو إعادة تدويرها خصوصاً اذا كان الفستان مشغولاً بطريقة جميلة ويمتلك قيمة معنوية ومادية ويحافظ على نفسه على مرّ السنين. فالفستان ليس موضة وتنتهي، دائماً يمتلك قصّة. وهذا ما قامت به الملكة بياتريس فلم تلجأ إلى تصميم فستان جديد.

فساتين سارة مراد بلون السومو

بماذا تنصحين العروس التي تبحث عن فستان زفاف أو فستان خطوبة؟

أنصح كلّ عروس، سواء التي تبحث عن فستان زفاف أو فستان خطوبة، أن تختار تصميماً يشعرها بالراحة ويُناسب جسمها وشخصيتها، وأن تبتعد عن التفاصيل الكثيرة. من المهم اختيارها لفستان بسيط وناعم يتميّز بقماشه الجميل، وتفصيل صغير يُميّزه عن بقية الفساتين. فكثرة التفاصيل تنقص ولا تضيف إلى إطلالتها، كما تُخفي جوهر الجمال الذي تتمتع به كلّ امرأة.

ماذا تقولين بعد خسارتك متجرك في بيروت بسبب الانفجار؟

انفجار بيروت من أقسى الأحداث التي مرّت علينا كلبنانيين يعملون في بيروت ويعملون  لأجلها. مجموعتي La vie est une poesie تحتفل باستمرارية الحياة. وأحبّ دائماً تقديم أعمال توّجه رسالة أمل بغد أفضل وحياة مزدهرة مليئة بالفرح. وهذا ما أرغب دائما بأن تعكسه ألوان الفساتين والروح التي أضعها في كلّ تصميم.

فساتين سارة مراد باللون الزهري

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

مشاريعي المستقبلية الاستمرارية، وتوسيع علامتي على نطاق عالمي، وأتأمل بأن تكون أيامنا واعدة. فقد علّمنا عام 2020 أن نقدّر النعم التي نعيش فيها، وآمل أنّ المستقبل سيكون أفضل.