الكرات المغناطيسية تهدد حياة رضيع وميدكير تنجح في إنقاذه

الكرات المغناطيسية تهدد حياة رضيع وميدكير تنجح في إنقاذه

ريهام كامل
17 يناير 2021

قامت مستشفى ميدكير للنساء والأطفال بمعالجة وإنقاذ رضيعين في الربيع الأول والثاني من العمر وذلك في غضون أسبوعين فقط، حيث تم حجزهم في قسم العناية المركزة بعد أن تعرضا لمضاعفات خطيرة نتيجة إبتلاع كرات مغناطيسية أثناء اللعب.

نجحت مستشفى ميدكير للنساء والأطفال في إجراء عملية جراحية عاجلة لإنقاذ حياة رضيع ابتلع 46 كرة مغناطيسية أثناء اللعب، وذلك عقب أسبوع واحد فقط من خروج رضيع في عامه الأول كان يعاني من ثقب في الأمعاء نتيجة ابتلاعه هو الآخر لعدد 8 كرات مغناطيسية.

تهديد حياة الأطفال

يُعد ابتلاع الأطفال للمواد الخطرة من أكثر أسباب إصابة الأطفال شيوعًا لمن هم دون 6 سنوات من العمر. قد لا تتسبب تلك المواد التي يبتلعها الأطفال في حدوث أعراض جسيمة تذكر نظراً لتأثيرها المحدود، ولكن في أحيان أخرى، قد يكون لها تأثير كبير ينذر بمخاطر من شأنها أن تهدد حياة الأطفال. ولا شك أن الكرات المغناطيسية تشكل تهديداً صحياً خطراً على حياة الأطفال. لأنها تُعرِّضهم لمخاطر شديدة للغاية نتيجة لنقص التروية والانسداد الدموي ومن ثم ثقب واهتراء الأمعاء وخنقها بالعديد من الكرات المغناطيسية المعروفة بخواصها الفيزيائية في التقاطب وعدم انفصالها بسهولة.

إستمرار حوادث الكرات المغناطيسية

فعلى الرغم من نجاح الإجراءات الإحترازية الرامية للحد من وتيرة حالات التسمم وشدتها لدى الأطفال، ولكن استقبال هذه الحالات ما زال مستمراً ويشكل خطراً داهماً يتطلب وضع استراتيجيات آمنة وفعالة للحد منها وعلاجها.

وتحذر الدكتورة ديمة الطرشة - المتخصصة في مجال النمو والتطور في قسم طب الأطفال وأمراض حديثي الولادة في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال - قائلةً "فضول الأطفال يدفعهم دائماً لاستكشاف كل ما حولهم، وقد لا يستطيعون التمييز بين الحلوى والأغراض الخاصة والمنزلية الشائعة وغيرها من الهدايا والديكورات ذات العبوات والزخارف زاهية الألوان التي تخطف أنظارهم وتجذب اهتمامهم."

أعراض أولية

وتعد مواد التنظيف ومستحضرات التجميل والأدوية والمبيدات الحشرية والكحول من أكثر المواد السامة والخطرة التي يشيع تناول الأطفال لها بشكل عفوي. وقد لا يؤدى ابتلاع تلك المواد إلى ظهور أي أعراض أولية، أو قد تظهر أعراض متفاوتة على بعض الأطفال مثل الشعور بالغثيان والقيء وارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضه وارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه وعدم انتظام ضربات القلب والنوبات المرضية أو حتى قد تصل بعض الحالات إلى الغيبوبة.

وأضافت د. الطرشة "تتفاوت تلك الأعراض من طفل لآخر على حسب نوع المادة التي تناولها الطفل وكميتها، ولذا في حال عدم وجود الأهل أثناء تناول الطفل لمادة خطرة وعدم درايتهم بطبيعتها فمن الضروري أن يتابعوا ظهور الأعراض عليه بدقة."

علاج الحالات

وعادة ما يتضمن العلاج في مثل هذه الحالات الخطرة وضع الطفل في العناية المركزة والتدخل الجراحي الفوري للحد من المضاعفات الصحية الخطرة لتلك المواد السامة، والتي تتسبب في أعراض متفاوتة مثل الحمى والقيء الشديد واهتراء وثقب جدار الأمعاء وتوغل التخثر داخل الأوعية الدموية والالتصاقات وتكوين الناسور والصدمة الإنتانية.

وقد صرح الدكتور مازن سلوم، أخصائي جراحة الأطفال "نحرص تماماً في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال على صحة وسلامة الأطفال الذين ابتلعوا مواد سُمية خطرة. ونظراً لتكرار تلك الحالات الخطرة بشكل مُلفت، فمن الأهمية بمكان تذكير الآباء وحثهم على إحكام الرقابة على أبنائهم وإبعاد الأشياء التي قد تمثل خطورة على صحتهم وحياتهم مثل المغناطيس والبطاريات عن متناول أيديهم تماماً، كي يظلوا آمنين وبعيدين كل البعد عن غرفة العناية المركزة."

وتتبع مستشفى ميدكير للنساء والأطفال نهجاً علاجياً متميزاً يتمحور حول العناية بالمريض بشكل أساسي ووضعه على رأس أولوياتها، والعمل على توفير كل الموارد اللازمة لتلبية متطلبات الطفل أثناء فترة علاجه. هذا ويعمل فريق متكامل من أطباء العناية المركزة والممرضات ومعالجي أمراض الجهاز التنفسي وغيرهم من كافة التخصصات على توفير كافة سبل الراحة لضمان تقديم خدمة علاجية متميزة ومبتكرة لكل طفل يحتاجها.