مصلح العامري لـ "هي": رؤية 2030 هي مصدر إلهام وأمل لجميع السعوديين والسعوديات
يشارك الطالب مصلح العامري مجلة "هي" تجربته الدراسية في المملكة المتحدة، وخبرته في تخصص إدارة الأعمال وتخصص الهندسة الكهربائية وعن جوانب التكامل والاختلاف بينهما. إضافة إلى تجربته التطوعية الثرية بالصعوبات خصوصًا وقت جائحة كورونا، وكيف حوّل تحديات الجائحة إلى إنجازات. حلمه أن يخدم بلده ويكون أحد القيادات العليا للوطن المعطاء.
تجربة مصلح الدراسية والعملية غنية بالتحديات والإنجازات، حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شفيلد، بالإضافة الى ماجستير ثاني في تخصص الهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
عمل كمهندس ورئيس للعديد من الأقسام بالشركة السعودية للكهرباء.
حصل المهندس العامري على 6 شهادات احترافية في مجالات متعددة، وشارك في العديد من الأعمال التطوعية كان آخرها
تمثيله الإعلامي للنادي السعودي في مدينة شفيلد.
حدثنا عن تجربتك الدراسية؟ وما التخصص الذي تدرسونه؟
حصلت هذا العام على درجة الماجستير في إدارة الأعمال MBA Master of Business Administration من جامعة شفيلد ببريطانيا University of Sheffield، تخصص الـMBA هو برنامج موجه للقياديين ولرواد الأعمال وذلك لتعزيز مهاراتهم المهنية لتحقيق أهدافهم القيادية وزيادة فرص وصولهم لها من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لها، لذا فإن دراسته ترتكز على الجمع بين الجوانب المالية والاقتصادية والمحاسبية والإدارة الاستراتيجية للحسابات من جانب، ومن جانب آخر يهتم بالتسويق ودراسة الأسواق واستهدافها والقيادة الفعالة وأخير إدارة التشغيل وإدارة سلسلة الإمداد.
الجدير بالذكر بأن خلفيتي الأكاديمية بالبكالوريوس والماجستير هي مجال مختلف وهو الهندسة الكهربائية Electrical Engineering في مجال الطاقة Power والذي يرتكز بالأساس على كفاءة الطاقة وإدارة منشآت الطاقة بجميع أنواعها وكذلك إدارة مصادر الطاقة المتجددة. ويجب معرفه الفرق بين خريج الهندسة بشكل عام والهندسة الكهربائية بشكل خاص، الذي يكون متمكنا في الجوانب الفنية ومهارات التفكير الهندسي والنقدي، بينما القيادات الواعدة بالشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة تكون مستهدفة هذه المهارات المهمة إضافة إلى المهارات القيادية والمالية مع القدرة على إنشاء ودراسة نماذج العمل واتخاذ القرارات المتناسبة معها.
نصيحتك للمقبلين على الابتعاث بشكل عام؟ والنصيحة لمن يحب دراسة نفس تخصصك؟
الابتعاث، تجربة متكاملة من جميع النواحي تكتشف فيها ذاتك بعيداً عن المؤثرات الاجتماعية والعملية، إضافة إلى ذلك يكسبك الكثير من المهارات التي تزيد بها ثقتك بنفسك وتجعلك قادراً على التميز والتنافس في سوق العمل، لذا أنصح وبقوة استثمار فترة الابتعاث لتنمية هذه المهارات بالأنشطة خارج المنهج الدراسي وكذلك بالتطوع والاندماج مع الشعب البريطاني للاستفادة من بعض الجوانب المميزة لديهم.
أما بالنسبة لنصيحتي لطلاب ماجستير إدارة الأعمال فهي مكونة من جانبين ما قبل وما بعد الوصول: ينصح من يلتحق بهذا البرنامج أن تكون لديه خبرة عملية كافية من 4 إلى 10 سنوات، وكذلك ينبغي أن يكون على دراية كافية بأهدافه المستقبلية وبنقاط ضعفه وقوته، وفي حال كانت تتوافق احتياجاته التطويرية مع مخرجات البرنامج المذكورة أعلاه فليستعن بالله ويستمتع بهذه التجربة المتميزة. مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا البرنامج لا يستهدف بالأساس الأكاديميين، وإنما يستهدف القادة الواعدين للشركات والمؤسسات العامة والخاصة.
أما بالنسبة للطلبة الدارسين لهذا التخصص فنصيحتي لهم بالأساس أن يستفيدوا كثيرا من التجارب الدراسية والحالات الواقعية Case Studies أثناء دراستها، وليتذكروا دومًا بأن هدف ابتعاثهم ودراستهم ليس النجاح الأكاديمي فقط وإنما اكتساب مهارات سيحتاجونها طيلة حياتهم المهنية، لذا ينبغي استغلال هذه الفرصة الاستثنائية بشكل احترافي. كما إنني أننصح الطلاب عمومًا وطلاب إدارة الأعمال خصوصا بعدم إهمال أنشطة خارج المنهج الدراسي فهي مكمّلة لما يتعلمه الدارس على مقاعد الدراسة. وتعتمد نوعية الأنشطة المناسبة على المهارات التي يحتاج الدارس إلى التطوير والتحسين فيها.
هل من مشاركات وأنشطة جانبية خارج المنهج الدراسي؟
بالطبع، شاركت كعضو إداري بالنادي السعودي في شفيلد قدت فيها مع فريقي الرائع التواصل الرقمي والأنشطة الإعلامية بالنادي، حقق النادي نجاحات كبيرة ولله الحمد أوصلته أن يكون من أفضل الأندية الطلابية على مستوى المملكة المتحدة عام 2020، كما أنني شاركت في منظمة Sheffield Speakers وكذلك عملت مع مبادرة "ريادية" كمتطوع في جانب التحول الرقمي إضافة إلى بعض المبادرات مع اتحاد الطلاب بجامعة شفيلد في مجالات الطاقة النظيفة.
كيف تجد رؤية 2030 بدعمها للشباب السعوديين؟
رؤية 2030 هي مصدر إلهام وأمل لجميع السعوديين والسعوديات، صنعت فينا الأمل، وأعطتنا الثقة وحملتنا المسؤولية بأن نكون بمستوى الطموح وهو "عنان السماء" كما قالي سمو سيدي ولي العهد حفظه الله، ونحن أهل لها وقادرون على تحقيقها.
أبرز المعوقات والتحديات التي تواجهكم في رحله الابتعاث؟ نصائح لمواجهتها؟
التحديات كثيرة، ولكن التحدي الأكبر هو في كيفية التعايش معها والتغلب عليها، ولعلي أن أشير هنا إلى أبرز تحديين وهما الوقت والثقافة. الوقت في دراسة الماجستير ضيق جداً مقارنة بمدة الدراسة وأهمية المهارات المُراد اكتسابها من خارج المنهج الدراسي، ولكن كلمة السر هنا باعتقادي، بعد توفيق الله عز وجل هي ترتيب الأولويات والتخطيط الجيد مع وضع هامش "طوارئ" احتياطي أثناء التخطيط التحدي الآخر هو اختلاف الثقافات بين بلدنا وبين المملكة المتحدة، فمن وجهة نظري علينا عدم التعمق في المقارنة والنقد بين الثقافتين، علينا أن نتعايش معها كما هي، فهي نتاج حضارة امتدت مئات السنين سواء اتفقنا أم اختلفنا معها، لذلك عندما نتقبلها ونتعايش معها نكون قادرين على أن نبني علاقات متميزة وعميقة مع أهلها لنستفيد أفضل استفادة من دراستنا ببلد الابتعاث.
حدثنا عن تجربتك في التعايش مع جائحة كورونا؟
كورونا من وجهة نظري على قساوتها إلا أنني احمد الله أني عايشتها أثناء فترة الدراسة، رأيت كيف تُدار الأزمات بشكل عملي أكثر مما تعلمته في كلية الإدارة. ولعلي في هذا المحور أن أشير إلى جانب آخر مهم في التعايش مع الجائحة وهو مثل ما كان الممرضين والأطباء هم أبطال مرحلة أثناء الجائحة، فإن المتطوعين وأعضاء الأندية الطلابية أثناء الجائحة كانوا هم أبطال المرحلة بالخارج باعتقادي. رأيت مواقف تتجلى فيها الوطنية لا غير، رأيت أبطالًا ضحوا بصحتهم وأرواحهم ووقتهم لأجل أبناء وطنهم. لا زلت أذكر مبادرة "كن في عون أخيك" التي أطلقناها مع مجموعة من المتطوعين منذ بداية الجائحة لتقديم يد العون والمساعدة وكذلك توفير خدمات النقل بسيارات خاصة وبشكل مجاني لكل من احتاج لها، ولا زلت أذكر فرحة الأطفال وابتهاجهم بمبادرة أطلقناها في عيد الفطر وقت الإغلاق الكامل ببريطانيا أسميناها "فرحة طفل" وزعنا خلالها عيدية لكل الأطفال
السعوديين بالمدينة وأوصلناها إلى أبواب منازلهم، أما التحول الرقمي في أنشطتنا التطوعية فقد كان سيد الموقف أثناء الجائحة قدمنا فيها أنشطة وفعاليات عن بعد استهدفناها جميع مبتعثي المملكة المتحدة، وكذلك عملنا على إنتاج فيديو "لاتطلع عشان نرجع لكم" وصل لأكثر من 300 ألف مشاهدة، كان عبارة عن رسائل مصورة منا كمبتعثين إلى أهلنا بالوطن الغالي أثناء الإغلاق الكامل لنقول لهم رجعتنا إليكم واكتمال فرحتكم برؤيتنا مربوطة بالتزامكم بإجراءات العزل المنزلي وتوجيهات وزارة الصحة كي تقل عدد الإصابات وينتهي الإغلاق وهذا ما حصل ولله الحمد والمنة. الجهود أثناء الجائحة أكثر مما تُصف بكلمات لكن يكفيني فخراً من هذه التجربة أنني ازددت يقيناً بأنني ابن وطن عظيم وشعب مِعطاء.
منصب تتمنى تقلده؟
المنصب الذي أتمنى تقلده هو أن أصبح أحد القيادات العليا في بلدي المملكة العربية السعودية، وأسأل الله أن يمد في العمر لتحقيقه.
مشروع تتمنى تحقيقه؟
ما أتمناه هو أضع بصمة واضحة في رؤية المملكة 2030 وما سيتبعها من برامج ومبادرات لنساهم في جعل المملكة في مكانتها الحقيقية التي يجب أن تكون فيها.
طموحاتك وأحلامك؟
الطموح والأحلام كبيرة ولا مجال لحصرها، ولعل التوازن بين الحياة والعمل والمال والصحة هو ما أسعى لتحقيقه. الحلم هو أن أكون أحد كبار التنفيذين ببلدي وعشقي المملكة العربية السعودية مع تحقيق التوازن المذكور أعلاه.