بمناسبة يوم الأرض.. علامات أزياء صديقة للبيئة تغيّر مفاهيم صناعة الموضة العربية
أبدى المجتمع الإبداعي في عالم صناعة الأزياء استجابة سريعة بعد الجائحة، وأدخل ممارسات صديقة البيئة، الأمر الذي يبشر بمستقبل أكثر مراعاة للبيئة وأقل هدرا للطاقة.
فالأجيال الجديدة من المتسوقين، ولا سيما أبناء جيل الألفية وجيل "زد" اللاحق يبدون اهتماما أكبر بكوكب الأرض والتغير المناخي، وهناك توجه واضح إلى تكييف طريقة إنفاقهم بما يتوافق مع ذلك.
سنسلط الضوء على أشهر العلامات المحلية المستدامة، والتي تعتبر أكثر صديقة للكوكب، وأقرب اعتمادا على المواد المعاد تدويرها، وتلك العضوية منها.
"ذا جفنج موڤمنت" The Giving Movement
"ذا جفنج موڤمنت" هي أوّل علامة للملابس الرياضية المريحة في المنطقة تُراعي البيئة والاستدامة، لا بل تُشكّل مبادرة اجتماعية حظيت بالثناء لرؤيتها التقدّمية حول الممارسات المستدامة وتطبيقها بشكل فعّال.
تناصر هذه العلامة تصنيع الأزياء بطريقة تحترم البيئة والحيوانات والناس من خلال استخدام أقمشة ذات جودة أعلى تدوم لمدة أطول. فضلا عن ذلك تُشجّع التنوّع والصدق والشفافية، وتقبّل جميع الناس مع مقاسات تتراوح بين XS وXXXL.
أسّس دومينيك نويل-بارنز العلامة خلال جائحة كوفيد 19، وبدوره يقول: "لا تطرح هذه العلامة التي قلبت المقاييس في عالم الموضة أزياء سريعة من دون معنى، بل أزياء ذات بُعد عميق. إنّها علامة مستدامة مصنّعة محليا في دولة الإمارات، تترك وقعا إيجابيا على المجتمع مع كل عملية شراء".
"سارة التميمي" Sara Tamimi
اكتسبت هذه العلامة التجاریة، والتي بدأت في أبوظبي، شهرة سریعة وتقدیرا في مجال صناعة الأزیاء، ویرجع ذلك إلى طابع التصمیمات العصریة والمستدامة التي تقدمها. مهمتها الأساسیة هي تقدیم تصمیمات بطابع راقي وجريء دون التخلي عن الالتزام بالمسؤولية البيئية.
المدیرة الإبداعية سارة التمیمي، تؤكد: "الموضة السريعة والأصباغ السامّة هي الأكثر ضررا بالنسبة لبيئتنا، لقد توصلنا إلى طرق مبتكرة جديدة لنتماشى مع الموضة الرحيمة. وأثبتنا أننا علامة مستدامة، وخاصة مع الأقمشة التي نستخدمها واعتمادنا على الطلبات المسبقة بدلا من الإنتاج بكميات ضخمة، ومع ذلك فإن هدفنا الرئيس يركز جيدا على القطع الخالدة التي يمكن الاحتفاظ بها إلى الأبد ، كما نتجنب المواد والأصبغة الكيميائية الضارة كالكروم.
"ريمامي" Reemami
تعتبر علامة ريمامي واحدة من علامات الأزياء الواعدة على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث أسست على يد المصممة ريم البنا قبل 12 سنة، وعرفت بتصاميمها العصرية التي تتزين بالطبعات اللافتة.
تشرح لنا ريم البنا: "في يومنا هذا ولكوننا علامة تجارية شبابية ناشئة، ليس بوسعنا إلا أن نقدم حلولا ونكون أكثر وعيا من خلال تبني مفهوم الاستدامة، ولا يمكننا الاستمرار في تلك الكارثة بزيادة الاستهلاك، وعدم تدوير الملابس".
ومن الطرق المستدامة التي تتبعها علامة ريمامي للحد من أضرار الموضة السريعة، هي التركيز على إنتاج قطع خالدة باستخدام القطن العضوي أو الأقمشة المعاد تدويرها، واعتماد أفضل الممارسات المستدامة المبتكرة، إضافة إلى احترام العاملين، والتأكد من أجورهم وساعات العمل العادلة.
"أباديا" Abadia
تقدم علامة أباديا تصاميم عصرية تعكس الأصالة العربية بأسلوب يدعم الحرف المحلية وازدهارها. تصنع هذه الأزياء في لبنان، فيما يضفي حرفيون في الإمارات والسعوديّة التفاصيل التراثية.
تتبنى المصممة شهد الشهيل فكر الاستدامة البيئية في تصاميمها، فهي تقدم في علامة أباديا قطعا أنيقة يمكن أن تعيش لسنوات وتورث للأجيال القادمة، وفي الوقت ذاته، تدعم الحرفيين والحرفيات في المنطقة لتمكينهم بشكل فعلي في المستقبل.
"أول ثينغس موتشي" All Things Mochi
أسست آية طبري علامة All Things Mochi عام 2013، واتخذت من دبي مقرا لها. تتماشى مجموعات آية مع الموضة والأخلاقيات البيئية بطريقة مسؤولة من خلال ابتكار أزياء مستدامة.
نمت هذه العلامة سريعا بفضل تصاميم آية طبري المميزة والمستدامة، والتي تستمدها من ثقافات المجتمعات والبلدان التي ترعرعت فيها، إضافة إلى استخدام أكثر الخامات ملاءمة للبيئة والمجتمع، والاستعانة في كل قطعة بأيدي الحرفيين، ودعم أساليب التطريز التقليدية، وهو ما يضيف عنصر الأصالة إلى قطعها الصديقة للبيئة.
"رنوى ياسين" RĒNWA YASSĪN
من دور الأزياء الصديقة للبيئة RĒNWA YASSĪN لمؤسستها اللبنانية رنوى ياسين، والتي تبتكر تصاميم أنيقة تحاكي المرأة المعاصرة بأقمشة مستدامة ومواد معاد تدويرها معتمدة على اليد العاملة المحلية.
وعن كيفية إدخال الاستدامة في مجموعاتها، قالت: "الاستدامة هي أن أكون أكثر مسؤولية في تقليل الأثر البيئي. أنا ملتزمة بالخيارات التي أتخذها بعناية كشكل من أشكال الفعل الأخلاقي مع حالة الطوارئ المناخية، وستكون خططي المستقبلية هي تسريع خطواتي نحو الاستدامة وزيادة التوعية البيئية".
نظرة مستقبلية لعالم صناعة الأزياء العربية
برهنت الموضة المستدامة في العالم العربي، على أنه لا يزال هناك لون وجمال نتطلع إليه في العالم وداخل أنفسنا. وأن الأناقة لا تعني التضحية بالاستدامة البيئية. كما يتوقع تزايد عدد العلامات التجارية التي ستدمج الاستدامة في عقلية علاماتهم التجارية بحلول العام.