هكذا تتعامل الملكة مع أزمة انتقاد الأمير هاري للعائلة المالكة
الأشهر الماضية كانت بالتأكيد حافلة للغاية بالنسبة لملكة بريطانيا ليس فقط لما شهدته من الكثير من الأحداث والأزمات على الصعيد الوطني والعالمي-بما في ذلك أزمة تفشي جائحة كورونا وتداعياتها السلبية-ولكن على الصعيد الشخصي أيضا حيث شهدت أزمة انسحاب حفيدها الأمير هاري Prince Harry من الحياة الملكية، وما تبعه ذلك من تكهنات وتقارير سليبة عن الأزمة بين العائلة المالكة البريطانية والأمير هاري وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس، وتساؤلات عن دور الملكة في الأزمة، وهي تكهنات ازدادت اشتعالا بفضل تصريحات الأمير هاري وزوجته لوسائل الإعلام عن العائلة المالكة والتي تضمنت اتهامات صريحة بالعنصرية اتجاه ميغان الأمريكية ذات الأصول الإفريقية، واتهامات أيضا بتجاهل معاناتهما وإساءة معاملتهما من قبل العائلة المالكة.
أزمة هاري ووفاة الأمير فيليب أثرا بالملكة
وفي ظل كل ذلك تضاف أزمة شخصية جديدة في حياة الملكة بعد معاناة زوجها ورفيق حياتها منذ أكثر من سبعين عام، الأمير فيليب Prince Philip، من أزمة صحية خطيرة انتهت بوفاته في إبريل في هذا العام، ولكن أزمات الملكة الشخصية لم تنتهي عند ذلك الحد بل استمرت مع استمرار أزمة انتقادات الأمير هاري الضمنية للعائلة المالكة والنظام الملكي، ولكن كيف تتعامل الملكة مع أزمة انتقاد الأمير هاري للعائلة المالكة؟
ملكة بريطانيا لم تنساق وراق التصاريح الإعلامية
طبقا لما ذكره ماثيو دينيسون MATTHEW DENNISON، في مقتطفات من كتابه الجديد The Queen، فإن ملكة بريطانيا قررت التعامل مع أزمة انتقاد الأمير هاري للعائلة المالكة بنفس طريقة تعاملها مع أزمات سابقة مشابهة، مثل أزمة مقابلة الأميرة الراحلة ديانا Princess Diana على شبكة بي بي سي، وهو تجنب الانسياق وراء التقارير والتصريحات الإعلامية الاستفزازية والاكتفاء بالرد عليها بالاستمرار في أداء واجبها بتفاني وفي صمت، وهو الأمر الذي أكسبها الكثير من الاحترام لدى الرأي العام في داخل وخارج بريطانيا.
الملكة إليزابيث تعاملت مع أزمة الأمير هاري بالسمو فوق الأزمة
ماثيو دينيسون تحدث أيضا عن أن الملكة استطاعت التعامل مع أزمة الأمير هاري بفضل إجادتها لفن السمو فوق الأزمات، وهو ما قاله عنها رئيس أساقفة كانتربري السابق روبرت رونسي Robert Runcie حيث وصف الملكة قائلا: "إنها في مستوى مرتفع تماما عن الآخرين فيما يتعلق بالسمو فوق الأزمات والكوارث، أو تغيير المواقف والمصادفات السيئة للأفضل، إنها تتحكم في عواطفها بشكل كبير، خلال أوقات الأزمات وكما اعتادت أن تفعل في مختلف نواحي حياتها، بالنسبة لها، فإن الواجب يأتي دائما أولا، وقبل كل شيء، بما في ذلك الأزمات والمشكلات العائلية".
ملكة بريطانيا ذات طبيعة متواضعة وصادقة
طبقا لماثيو دينيسون فإن ما يساعد الملكة أيضا على تجاوزت الأزمات هو طبيعتها المتواضعة تواضع صادق وحقيقي والتي تجعلها لا تقع في الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الشخصيات الشهيرة حول العالم-والذي وقع فيه عدد ليس بالقليل من أفراد العائلات الملكية-وهو السماح لأجواء الشهرة والنفوذ والرأي العام بالتأثير على خياراتها وقناعاتها الشخصية، بالتأثير عليها وتشتيتها عن القيام بواجبها، وهو ما يجعلها أكثر ثباتا وثقة وأكثر قدرة على تجنب الوقوع في الأخطاء فيما يتعلق بالتعامل مع أوقات الأزمة والاستجابة لها.