الرئيس التنفيذي لدار Van Cleef & Arpels: مجموعة Sous les étoiles تشبه الحلم
صورت دار "فان كليف أند أربلز" Van Cleef & Arpels رؤية بديعة للكون مفعمة بالأحلام في أحدث مجموعاتها للمجوهرات الراقية، وقد حملت عنوان "سو ليزيتوال" Sous les étoiles . توجهت الدار إلى مصدر إلهام تاريخي لتعبر عن أسلوبها الشاعري المميز وحرية الإبداع في مئة وخمسين قطعة فاخرة تجسد، بأثمن الأحجار الكريمة وأجمل التصاميم، رؤيتها للكواكب والأجرام السماوية. وتكمل "فان كليف أند أربلز" مع هذه المجموعة مغامرة بدأت منذ عشر سنوات مع مجموعة "لي فواياج اكسترا اوردينير" Les Voyages Extraordinaires التي استكشفت أعمال "جول فيرن". بمناسبة إطلاق هذه المجموعة التقت "هي" بالمدير العام والرئيس التنفيذي لدار "فان كليف أند أربلز" Van Cleef & Arpels ، "نيكولا بوس" Nicholas Bos ، للتعرف إلى بعض تفاصيلها، وأجرت هذا الحديث الشائق.
ماذا كانت نقطة البداية في تصميم هذه المجموعة؟ وماذا كان مصدر الإلهام؟
بالنسبة لمجموعة المجوهرات الراقية الجديدة هذه، قررنا إعادة استكشاف أحد مصادر الوحي التاريخية للدار وهو الفلك. خصوصية مجموعة "سو ليزيتوال" Sous les étoiles هي الرؤية المعاصرة للكون التي تنقلها، أمام مفترق طرق الواقع والتجريد. إنها تدعو هواة الجمال للنظر إلى السماء، والغوص في هذه الدنيا المرصعة بالجواهر، والتي تشبه الحلم. ألهمت السماء المرصعة بالنجوم العديد من الشعراء والكتاب على مر العهود، وألهمت كتاباتهم الدار. على سبيل المثال، أثر كتاب "علم الفلك الشعبي" L’Astronomie populaire ، الذي ألفه "كميل فلاماريون" عام 1880 ، في فريق التصميم الإبداعي برسوماته الغنية وأوصافه الشاعرية. كما استعنّا بعالم فيزياء فلكية، لاستكشاف ألوان الكون، ولنكون دقيقين قدر الإمكان فيما نعكسه في قطع المجموعة. وتعرض جميع الإبداعات تصاميم ديناميكية وهندسية.
صورت دار "فان كليف أند أربلز" السماء والنجوم عبر تاريخها. هل تعكس أي من قطع "سو ليزيتوال" أيا من تفاصيل أو جماليات القطع التاريخية؟
في "فان كليف أند أربلز"، عندما نتخيل مجموعة جديدة، فإننا دائما "نغوص" في تراثنا، فيستمد فريق التصميم الإبداعي الوحي من الأرشيف، ويعيد تصوير التصاميم بطريقة معاصرة. أما بالنسبة لهذه المجموعة، فقد ركزنا بشكل أساسي على الأشكال المجردة والمنمقة التي تخيلتها الدار عبر تاريخها. أفكر بشكل خاص في مجوهرات "بيلون" Pylônes من ثلاثينيات القرن الماضي بخطوطها المتصاعدة التي لعبت دورا في تصميم عقد "سيفييد" Céphéid . كما شكّل أيضا تصميم "توربيون" Tourbillon ، الذي تم ابتكاره في الفترة ذاتها، مصدر وحي في العديد من التصاميم، مثل ساعة المجوهرات الراقية "غالاكسي سيكريت" Galaxie secrete ، وأيضا سوار "سانتييه ديتوال" .Sentier d’étoiles أضرب مثلا آخر، وهو حكاية بروش "ساتورن" Saturne ، وهو أحد القطع التصويرية في المجموعة. يستمد تصميم هذا البروش الوحي من العديد من إبداعات دار "فان كليف أند أربلز" من الستينيات والسبعينيات التي تداخل في صياغتها الذهب بالملمس الخشن. وقد استخدمت هذه التقنية في قلادة "مون" Moon عام 1969 لإعادة تصوير سطح القمر غير المنتظم وحفره بالذهب المشغول.
تحتوي المجموعة تصورات جديدة لقطع ومصادر إلهام هي بمنزلة توقيع للدار، مثل بروشات الباليرينا والحوريات، والترصيع الغامض والكوتور. هل تحدثنا عن موضعها في المجموعة؟
تتميز دار "فان كليف أند أربلز" بأسلوبها الخاص، وهو ما يجعل تصاميمها مميزة للغاية. تُعد تصاميمنا وتقنياتنا الباهرة جزءا من هويتنا الإبداعية، وغالبا ما تكون مطلوبة بإلحاح من جامعي المجوهرات الراقية. كما ذكرتِ، فإن الشخصيات الأنثوية مثل الجنيات وراقصات الباليه تسكن عالمنا منذ الأربعينيات. وقد أعدنا تصورها في مجموعة "سو ليزيتوال" Sous les étoiles ، مستلهمين من موضوعها الشائق. ولطالما كان عالم الكوتور من مصادر الوحي الرئيسة للدار، فنحن نعيد تصوير حركة النسيج مثل الطيات أو الأقمشة أو الأشرطة بالمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في العديد من إبداعاتنا. وهكذا، وفي المجموعة الجديدة يعكس عقد "أنتينا" Antennae صدى الزخارف التراثية للدار بدءا من ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي، ويعيد تصور شكل ثني النسيج، وإنما في صفوف من الأحجار الكريمة. ومع خطوطها المتداخلة التي تشكّل عقدة، فإن هذه القلادة قابلة للعكس أيضا، فيمكن لصاحبتها أن تختار إما أن تتزين بالياقوت الوردي أو الياقوت الأرجواني في مقدمة خط العنق. عنصر رمزي آخر لدار "فان كليف أند أربلز "هو” الترصيع الغامض" Mystery Set ، وهي تقنية ابتكرتها الدار، وحصلت على براءة اختراعها عام 1933 . وتتكون من انزلاق الأحجار الكريمة على قضبان ذهبية لإخفاء الهيكل، ولإنشاء سطح مخملي. مكنتنا هذه التقنية، في مجموعة "سو ليزيتوال"، من إبداع تصاميم ديناميكية مع خطوط باهرة من الياقوت أو الصفير. أذكر منها سوار "إيزون" Ison ، المرصع بأحجار الياقوت الأحمر المنحرفة المرصوفة على السكك الذهبية التي تتبع شكل السوار فتعطي انطباعا بالحركة اللامتناهية.
تشتهر الدار بصياغتها لقطع مجوهرات راقية قابلة للتحويل. هل تخبرنا عن مكانها في هذه المجموعة؟
تماشيا مع تقاليد الدار، فإن العديد من تصاميم هذه المجموعة قابلة للتحويل، الأمر الذي يتطلب خبرة وتقنية كبيرتين. يجب أن يبتكر ويطور حرفيو الدار الخبراء، الذين يعرفون بلقب "الأيدي الذهبية" Mains d’Or ، آليات معقدة تسمح بتحويل القطعة إلى عدة قطع مع ضمان أنها آمنة ومريحة للارتداء. يمثّل كل تصميم للمجوهرات الراقية تحديا لفرقنا. نحن لا نساوم على الجودة. مثلا، عقد "هيليوس" Hélios الطويل وأقراط "أورايون" Orion و"بورياليس" Boréales وقلادة "هالي" .Halley يمكن ارتداء عقد "هيليوس" Hélios الطويل بثلاثة أحجام مختلفة، مع الشرابة أو بدونها. كما يمكن أيضا تحويله إلى تاج. في هذا التكوين، يركب الجزء الخلفي من العقد على هيكل مخفي من الذهب باستخدام مشابك أمنية مخفية. كما تخيلت الدار أيضا زوجين من الأقراط، "أورايون" Orion و"بورياليس" Boréales ، والتي يمكن فصل معلقاتها عنها ووضعها على سلسلة ذهبية. أما عقد "هالي" Halley ، فهو من روائع المجموعة، وقد استوحينا تصميمه من مرور مذنب "هالي" الذي يمكن رؤيته من الأرض كلّ 75 عاما. وفيها تشكل ماسة صفراء زاهية فاخرة، تزن 11.29 قيراطا، رأس المذنب. وكما نفعل في العديد من إبداعاتنا، أردنا أن نوفر لمالكها إمكانية تحويل هذه القطعة، وبذلك يمكن إزالة الحجر الكريم المركزي ووضعه على خاتم ذي تصميم مماثل. في الوقت نفسه، يمكن للماسة فئة DFL ، وزنها 3.26 قيراط، والتي تزين الخاتم، بدورها، أن تنزع عن الخاتم وتركب على العقد لتكمله.
تقدم المجموعة نظرة الدار الشاعرية الفريدة لموضوع الفلك، وتشهد على تقنياتها الحرفية في صياغة المجوهرات. ما القطع التي شكلت التحدي الأكبر عند إعداد هذه المجموعة؟
يحتاج كل إبداع من مجموعة المجوهرات الراقية هذه، إلى معرفة وخبرة كبيرتين. على سبيل المثال، كانت صياغة سوار "تير إي لون" Terre et Lune ، الذي يصور الأرض والقمر، صعبة للغاية. القمر مزين بالألماس المرصع بهياكل مقلوبة، وهو ما يخلق لعبة من الضوء والراحة، بينما رصع كوكب الأرض ثلاثي الأبعاد بالصفير بتقنية "الترصيع الغامض". هذه التقنية معقدة بشكل خاص حينما تطبق على التصاميم ذات الأحجام الكروية والمستديرة. وقد أعيد تقطيع كل جوهرة لتتناسب مع هذه الخطوط المنحنية، وتغطي المعدن الذي تتكئ عليه.