Villa Ephrussi de Rothschild آخر علامة فارقة لأسرة "روتشيلد" في الريفييرا الفرنسية
تقف "فيلا إفروسي دو روتشيلد" على نتوء يبعد بضعة أميال عن مدينة نيس الفرنسية، متباهية بجدرانها الوردية وأحواضها الزينية وحدائقها الخضراء. وتعود بنا إلى نمط عيش الريفييرا الفرنسية في عصر ماضٍ غصّ بالرحلات البحرية عبر المحيط الأطلسي، والحفلات الباذخة، والترف اللامحدود.
أصبح الموقع اليوم متحفا رمزيا يعرض مجموعات تعود إلى حقب مختلفة بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر، وتشتمل على المفروشات وأقمشة النجود وأعمال الفنون الزخرفية. وتقدّم الفيلا وحدائقها ديكورا أنيقا وفاخرا لاستضافة مآدب العشاء الاستثنائية، وحفلات الاستقبال المميزة، والزيارات الخاصة للاطلاع على المجموعات الفنية، وحفلات الحديقة الأنيقة، مع إمكانية استئجار كامل أو جزئي.
خليط معماري مدهش
يصعب تحديد أسلوب عمارة الفيلا، التي تعكس شخصية مالكيها أكثر مما تمثل حقبة معينة. أحبت "بياتريس دو روتشيلد" الريفييرا الفرنسية لنورها ومناخها، وأرادت مزيجا من فنون العمارة الفينيسية والفرنسية والإسبانية.
نستطيع أن نلمس التأثير الفينيسي عبر الواجهة الوردية المصممة بنوافذ عالية ذات طراز معروف بالأسلوب البالادي (أي المستوحى من أعمال المهندس "أندريا بالاديو"). فيما ألهمت إسبانيا باحة داخلية ساحرة تطوقها صالة عرض فنية متوسطة الارتفاع، وأعمدة ذات طابع قوطي أصيل يعود بنا إلى القرون الوسطى. تذكرت "بياتريس دو روتشيلد" قصر عائلتها "شاتو دو فيريير" الذي بني في خمسينيات القرن التاسع عشر شرق باريس، وحمل توقيع المهندس المعماري الإنجليزي "جوزيف باكستون". صمم "باكستون" في "شاتو دو فيريير" باحة واسعة لاستقبال الضيوف، ووضع معظم الغرف الأخرى حولها. وكانت قاعات الدخول عموما أجزاء محورية في منازل "روتشيلد"، إلى درجة أنها كانت تتحول دائما إلى الغرف الأساسية فيها. وفي "فيلا إفروسي"، تعكس صالة الاستقبال ببواباتها الحديدية وأعمالها الفنية العائدة إلى القرون الوسطى، فسيفساء ساحرة من التأثيرات ومصادر الإلهام المختلفة.
أما أجزاء الفيلا الأخرى، فتستمد إلهامها من الأسلوب الفرنسي في القرن الثامن عشر الذي كانت تعشقه البارونة "إفروسي". وقد واصلت جمع الأعمال والقطع الفنية، على غرار عائلتها التي اشتهرت بشغفها الكبير بالفنون، فجمعت تشكيلة مذهلة من الألواح الخشبية التي أتى بعضها من فندق "هوتيل دو كريون" التاريخي في ساحة "كونكورد". واختارت مفروشات من صنع أمهر الحرفيين في حقبة "ماري أنطوانيت" التي كانت تستوحي منها الكثير من فساتينها الضخمة. كما حصلت على أقمشة نجود استثنائية وخزفيات رائعة، مثل القطع الموجودة في قصر والديها في شارع "رو سان فلورنتان" الباريسي الذي يضم اليوم صالونات السفارة الأمريكية. ولا ننسى اللوحات التي تحتفل بطريقة العيش في النظام الملكي القديم، وتشتمل على أعمال للفنانين "جان-هونوريه فراغونار"، و"فرانسوا بوشيه"، و"هوبير روبير".
الحدائق التسع
كانت "بياتريس" شغوفة أيضا بفنون البستنة، وهي إحدى ركائز بيوت الريفييرا. وعكست في حدائقها النزعة الانتقائية ذاتها التي تميزت بها عمارة المبنى، فجعلتها متأثرة بمزيج من مصادر الإلهام المتنوعة والمبهجة. لعل أروعها الحديقة الفخمة الممتدة أمام الفيلا، والمصممة بأسلوب فرنسي، والمؤلفة من حدائق منفصلة منسقة بدقة، وأحواض ونوافير زينية موزعة بهندسة مثالية.
في كل موسم صيفي، تقام حفلات فخمة وأعراس فاخرة في الفيلا وحدائقها. فحالما يقفل المتحف أبوابه للزوار، يتحول إلى عنوان احتفالي متألق.
من حلم إلى حقيقة
سألنا "أليخاندرا بوبيل" منظمة الحفلات، واختصاصية الفعاليات المقامة في أماكن غير مألوفة، وخبيرة التراث الفرنسي:
أين تكمن فرادة "فيلا إفروسي دو روتشيلد"؟
فضلا عن موقع "فيلا إفروسي" في أروع جزء من الريفييرا الفرنسية، إن ما يجذب معظم العرسان الذين أعمل معهم إلى الفيلا، هندستها المعمارية التاريخية ومشهد المحيط الذي يخطف الأنفاس خلف الحدائق الخضراء الخلابة. كما تتميز بواجهة أنيقة للغاية وملونة بدرجة وردية باستيلية راقية تعزز أنوثتها وأناقتها، وهو أحد الأسباب التي ألهمت قطاع تنظيم الحفلات تلقيب الفيلا بالقصر الوردي الأيقوني.