تاج ماسي ... للأميرة يوجيني بقصة مبهرة لقطعة توارثتها الأجيال
خُصِّصَت التيجان منذ القِدم لفئة السلاطين والملوك والأمراء، لما لهذه القطعه من عظمة تعكس السمو والأرستقراطية، وتختصر في تفاصيلها روايات الأصالة والعراقة.
تستمر موضة التيجان حتى يومنا وسط العائلات المالكة، هذه الأسر التي تنتقل تيجانها عبر الإرث من جيل إلى جيل، فتحظى كل عائلة بمجموعة من التيجان الفخمة الخاصة بها، ولكلّ تاج صيت شائع وتاريخ غنيّ مثل تصميمه.
في بريطانيا، تملي قواعد اللّباس الملكي أن ترتدي النساء المتزوجات فقط التيجان. هذا التقليد يأتي كوسمٍ للمرأة المتزوجة وعلامة واضحة لاحترام السيدة المعنية والتعامل معها على أنّها سيدة مرتبطة رسميًا. كما أنّ اعتمار التاج من قبل العروس في يوم زفافها هو عرفٌ ملكي غير قابل للطعن. علمًا أنّ الملكة إليزابيث هي شخصيًا من تختار تاج عروس العائلة أو بالحد الأدنى تشارك في الاختيار، فانتقاء العروس للتاج لا يصبح قيد التنفيذ إلّا بموافقة الملكة الجدّة.
تاج الأميرة يوجيني Princess Eugenie
لن تكون الأميرة يوجيني Princess Eugenie والتي تزوجت في 12 أكتوبر 2018 آخر سيدات العائلة المالكة اللّواتي يرتدين تيجان في يوم زفافهن ويحدثن به ضجةً على صعيد العالم.
لقد نجحت الأميرة يوجيني بأن تخطف الأنظار وتصبح حديث الصحافة العالمية في يوم زفافها لارتدائها تاجًا يُعرفُ باسم جريفيل إميرالد كوكوشنيكGreville Emerald Kokoshnik، والذي أعارته لها جدتها الملكة إليزابيث.
إذًا، وكما جرت العادة حظيت حفيدة الملكة الأميرة يوجيني بأوّل تاج لها في يوم زفافها. وفي حين جاءت التوقعات بأن ترتدي العروس تاج يورك الماسي الذي وضعته والدتها سارة فيرغسون في حفل زفافها إلى الأمير أندرو عام 1986، خالفت يوجيني جميع التكهنات وارتدت تاج الزمرد والماس الذي نادرًا ما يتمّ ارتداؤه من قبل أفراد العائلة المالكة علنًا.
خرجت يوجيني عن التقاليد باختيارها عدم ارتداء الطرحة ممّا سمح للجميع برؤية تفاصيل التاج بدقة ووضوح، وقد بدت في يومها غاية من الرقي والفخامة، حتى أنّ عالِم الأحجار الكريمة جرانت موبلي قال إن "الأميرة يوجيني كرّمت التاريخ والتقاليد المرتبطين بالعائلة المالكة بأسلوبها الشخصي".
تاريخ التاج
صُنِع التاج يدويًا في عام 1919 من قبل بوشرون Boucheron لصالح مارجريت جريفيل Margaret Greville، وهي إحدى الشخصيات البارزة في المجتمع البريطاني والمقرّبة من العائلة المالكة. عندما توفيت Greville عام 1942، أورثت التاج لصديقتها الملكة الأم (التي كانت تُعرف آنذاك باسم الملكة إليزابيث)، وعندما توفيت الملكة الأم في عام 2002 تمّ نقل التاج إلى ابنتها، الملكة إليزابيث الثانية.
توضح العائلة المالكة على موقعها الرسمي عبر الإنترنت أنّه تم صنع التاج "بأسلوب كوكوشنيك العصري والذي شاع في البلاط الإمبراطوري الروسي".
وقد ترددت معلومات لم تؤكدها العائلة رسميًا، مفادها أنّ التاج هو الخيار الأوّل للدوقة ميغان ماركل لحفل زفافها، ولكنّ الملكة الأم لم توافق على طلبها.
مواصفات التاج
يبلغ وزن الزمرد المركزي على التاج 93.7 قيراطًا، وهو مزخرف بشريط بلاتيني مرصع بالألماس اللّامع والوردي. وبالإضافة إلى حجر الزمرد الكبير في الوسط يوجد ستة أحجار زمرد متباعدة على كلا الجانبين.
وتردّد أن تاج جريفيل إميرالد كوكوشنيك هو أغلى تاج زفاف ملكي في المجموعة، ويقدر بنحو 10 ملايين جنيه إسترليني.
إنه تصميم مناسب لتاج الزفاف، فـ "الزمرد يمثل تقليديًا الأمل أمّا الماس فيعني الأبد"، كما يوضح مؤرخ المجوهرات جيفري مون في أحد كتبه.
قصّة التاج هذه، هي واحدة من عشرات القصص المدوّنة حول المجوهرات والتيجان والصولجانات المتوارثة بين الملكات والأميرات، فلكلّ قطعة تاريخ ومحطات سجّلت لتزيد على قيمتها المادية قيمةً معنوية.