ممر الأفيال في مليسه.. تجربة إماراتية ساحرة في عصور ما قبل التاريخ
تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بوجود العديد من الوجهات التاريخية والأثرية الساحرة التي توفر للزوار تجربة ساحرة في أحضان الوجهات المتنوعة داخل الدولة.
وفي تقريرنا اليوم نحزم الأمتعة لنطير سويا صوب واحد من الوجهات الأثرية النادرة في أبوظبي وتحديدا مليسه.. أنه ممر الأفيال في مليسه.
تجربة أثرية إماراتية ساحرة
تمثل طبعات أقدام الأفيال في مليسه واحدة من أهم الاكتشافات الفريدة من نوعها، حيث تسلط الضوء على الفصيلة القديمة للفيلة الإفريقية والآسيوية الموجودة حالياً والتي عاشت في أبوظبي قديماً.
تقدم طبعات أقدام الأفيال في موقع مليسه الأول أحد أجمل الصور الحية المدهشة التي تعكس شكل الحياة في عصور ما قبل التاريخ في منطقة الظفرة في غرب إمارة أبوظبي.
تمتد هذه الآثار الأحفورية لتشمل مئات من طبعات أقدام الفيلة منذ 7 ملايين عام تقريباً على طول سهل مسطح متصل بمواقع بينونة الأحفورية الجيولوجية.
ممر الأفيال في مليسه
أثبت العلماء أن تاريخ الصخور التي تحمل طبعات أقدام الفيلة يرجع لأواخر العصر الميوسيني منذ 6-8 ملايين عام، ويعتبر جزءاً من تشكيل بينونة الجيولوجي.
أثمرت الأعمال الأخيرة التي أجراها علماء الحفريات عن خمسة نماذج أخرى لمواقع طبعات أقدام الفيلة في منطقة الظفرة في كل من موقع مليسه الثاني، وبدع المطاوعة، والشهرية، وبرق الغنية، وجبل المومياء.
الفيلة القديمة في غابات السافانا
يعزز اكتشاف ممر الأفيال في مليسه من فهم الإنسان لهذه الفيلة القديمة التي عاشت في غابات السافانا، والتي قد تمتد من شرق أفريقيا، عبر شبه الجزيرة العربية وغرب آسيا، إلى الهند.
من خلال المقارنة بين آثار أقدام الفيلة قديماً وحديثاً، اكتشف العلماء أن الحيوانات القديمة يزيد حجمها عن نظيراتها الحديثة بما لا يقل عن 20%، مع أكتاف يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار أو أكثر.
يُبين ممر الأفيال في مليسه بالدليل الدامغ كيفية تفاعل الفيلة القديمة اجتماعياً. ويمثل ذلك نموذجاً فريداً للسلوك المحفوظ في السجل الأحفوري.
بالإضافة إلى ذلك لم تكن إناث الفيلة وصغارها فقط تسير في قطيع، بل عُثر على مسار لآثار أقدام أحد ذكور الفيلة وحيداً بطول 260 متراً، مما يوضح سيرها فرادى وجماعات كما الفيلة اليوم.