درب الجمالة الأثري.. لوحة تاريخية خلابة في أعالي الجبال بالمملكة
تزخر المملكة العربية السعودية بوجهاتها السياحية الساحرة وتجاربها التي لا تنسى في أحضان الطبيعة الخلابة والتاريخ الأصيل الذي يتجسد في أنحاء مدن ومحافظات المملكة.
وفي تقريرنا اليوم نسلط الضوء على واحد من أهم الدروب في المملكة.. أنه درب الجمالة الأثري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 1000 عام.
درب الجمالة الأثري
يعد درب الجمالة الحجري إرثاً حضارياً وإنسانياً ذا قيمة تاريخية عظيمة، حيث كان يستخدمه المشاة حتى عام 1380هـ قبل إنشاء طريق الكر المزدوج الرابط بين الطائف والعاصمة المقدسة في التنقل ونقل البضائع والسلع والمنتجات الزراعية على ظهور الجمال.
ويتميز هذا الطريق بمقاومته لعوامل الزمن طوال القرون الماضية وشكله الهندسي المتعرج الذي يساعد المشاة والجمال على سلوكه بيسر وسهولة رغم محدودية الإمكانات الفنية والتقنية وقت إنشائه.
تاريخ أصيل
جبل كرا الفاصل بين سراة الطائف وتهامة مكة، كان يقف عقبة أمام حركة التنقل بين الحاضرتين الكبيرتين إلى أن ذللها وعمّرها حسين بن سلامة قبل ألف عام تقريباً، حيث شق لها دربين، واحدا للجمّالة، والآخر للمشاة، ورصفهما بالحجارة، فظهر الدرب منهما وهو على شكل درج يتلوى بين قمة الجبل في الهدا، والكر أسفل كرا مما يلي شداد، ثم وادي نعمان بحسب الباحث حماد السالمي.
#عدسة_الثقافة
— وزارة الثقافة (@MOCSaudi) May 28, 2022
درب الجمالة الأثري؛ فن هندسي وحجارة مرصوفة شكّلت لوحة ممتدة من أعالي الجبال.#وزارة_الثقافة pic.twitter.com/zFQXvCNkfQ
وذكر أن الحال ظل على ما هو عليه طيلة هذه الأعوام حتى فتح طريق ثالث هو طريق السيارات سنة 1385هـ وذلك في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ، فتحول جبل كرا من طود يحجز بين مكة المكرمة والطائف، إلى مشروع حضاري أسطوري في فكرته وتنفيذه فسهل على الناس التنقل والترحال، وعظم شأنه في عيون الذين عرفوا كرا قبل فتحه وبعد فتحه.
معالم تاريخية
درب الجمّالة ودرب المشاة، هما من المعالم الأثرية المهمة، التي ينبغي الحفاظ عليها وصيانتهما لأنهما يعدان ضمن منظومة جبل كرا ذاته ويكملان الصورة الجميلة لهذا الجبل بعد أن ذُلل بالطريق السريع المزدوج.
من جانبه يشير الباحث والمؤرخ مناحي القثامي إلى أن درب كرا الحجري من الطرق التاريخية القديمة التي بدأت قبل الإسلام، وتم الاهتمام به في العهد العثماني حيث اختصر مسافات شاسعة بين الطائف ومكة المكرمة. الدرب - الذي عرف بدرب الجمالة - شهد عملية تطوير في القرن الخامس الهجري كما يذكر بعض مؤرخي الحجاز وكان يتسع للمشاة والدواب، مؤكداً أهمية الحفاظ عليه كمعلم تاريخي دون الإخلال برمزيته التاريخية لكونه شريانا مهما يربط بين الطائف ومكة المكرمة.