مدربة المظهر السعودية لينا السليمان لـ"هي": مشهد الموضة السعودي شاب ومليء بالمواهب الصاعدة

مدربة المظهر السعودية لينا السليمان لـ"هي": مشهد الموضة السعودي شاب ومليء بالمواهب الصاعدة

مشاعل الدخيل
11 يوليو 2022

تطلقين على نفسك مسمى "منسقة مظهر"، ما الذي يميز هذا المسمى عن لقب "مستشارة مظهر"؟

بصفتي مدربة مظهر، يتضمن عملي العمل مع نساء يتطلعن إلى تحديث أسلوبهن الخاص في اختيار الملابس، وصورتهن الخارجية، وتحويل شعورهن تجاه أنفسهن إلى الأفضل. وهكذا، أنا لست مجرد متسوقة شخصية Personal Shopper ، أو منسقة أزياء، بل أنا معلمة وخبيرة تنسيق أزياء، ومدربة، ومرشدة، وأخت، فأنا أسعى لتزويد زبوناتي بالأدوات التي تساعدهن في فهم أسلوبهن، وكيفية شراء ملابس تلائم شكل أجسامهن، وتحقق ما يصبون إليه في الوقت ذاته. وبصفتي خبيرة ومدربة مظهر،

حدثينا أكثر عن طبيعة عملك وعلاقتك بعميلاتك؟

يتصف عملي بكونه شخصيا وخاصا للغاية؛ فأنا أساعد النساء في التغلب على القلق وعدم الشعور بالأمان، وهكذا وجب أن تكون علاقتنا مبنية على الثقة، فعميلاتي يثقن بي بصفتي مرشدة، ويرينني صديقة وفية تقف إلى جانبهن.

كيف تحددين أسلوب الملابس أو "المظهر المناسب"؟ وما المنهج الذي تتبعينه أثناء الاستشارات؟

يكمن هدفي في مساعدة المرأة على تكوين مظهر وطابع يعكس كل طاقاتها من خلال إطلاق العنان لإحساسها الفريد بالأسلوب "الستايل" الذي يمثلها، ويتيح لها عرض صورة عملت على ابتكارها وبلورتها بشكل استراتيجي، ما يزيد ثقتها بنفسها، ويرفع مستوى أدائها تبعا لذلك. وكالعلاج الكلامي الذي يجعل الشخص أكثر وعيا وإدراكا بأنماط سلوكه، يعد تدريب المظهر شكلا من أشكال العلاج أيضا. من خلال الجلسات الفردية، أساعد العميلة على إيجاد إيقاع طرازها الخاص بها، بدءا من الداخل إلى الخارج. وبما أنّ "الستايل" هو امتداد للذات الكامنة، فإن الشعور بعدم الاستقرار يمكن أن يزعزع التناغم مع الذات الخارجية. كيفية تقديم أنفسنا للعالم تتوقف، بلا شك، على حالتنا العاطفية. معا نكسر أي حواجز، ونستكشف ما هو أعمق من خلال تقييم صورة الجسم، واختيار تيارات الموضة، حتى أتمكن أخيرا من تقديم تكتيكات تعلمها كيف تحقق التكامل بين شكلها وشخصيتها وذوقها معا.

1

كيف تطبقين مفهوم الاستدامة في مجال عملك؟ وهل يمثل هذا تحديا بالنسبة لك، خاصة أن عالم الموضة دائم التجدد؟

أعتقد أن الأسلوب الشخصي هو حرفيا "شخصي"! في عالم الموضة، لا يوجد قالب نمطي على الجميع اتباعه، ولا يوجد هناك تصميم أو ماركة واحدة تناسب الجميع. أعمل جنبا إلى جنب مع عميلاتي، لتثقيفهن بشأن اتخاذ قرارات ذكية ومدروسة عند تكوين خزانات ملابسهن بطريقة تجعل القطع تدوم لسنوات دون الملل منها، أعني اقتناء قطع يمكن ارتداؤها بعدة طرق مختلفة، وهو ما يقلل الإنفاق على قطع "الموضة السريعة" Fast Fashion ، ويحميهن من هوس اتباع "الموضة العابرة".

ما رأيك في مشهد الموضة العالمي ومبدأ الماركات التجارية المختلفة فيما يتعلق بالاستهلاك؟

أعتقد أن هناك الكثير من العمل الذي يجب المضي قدماً به من جهة الماركات التجارية، ومن جهتنا نحن المستهلكين بالطبع، يمكننا جميعا اتخاذ إجراءات فردية بشأن شراء عدد قطع أقل، السير على هذا النهج مهم، لكنّ المبالغة في اتباعه يعني ملابس مكدسة في المخازن، ولا مستهلكين! تصنع شركات الموضة السريعة كميات كبيرة من كل تصميم لجعل تكاليف الإنتاج أقل. من منظوري، أرى أنه يجب أن تكون هناك أنظمة وقوانين عالمية بشأن المقدار الذي يمكن للشركات إنتاجه، وما عليها فعله بأي منتجات فائضة عن الحاجة. وبينما تضيف العديد من الماركات التجارية تصاميم ملابس "مستدامة” جديدة إلى خطوط أزيائها، فمن المهم ملاحظة أن هذا يعني إضافة قطع جديدة إلى إنتاجها الضخم مسبقا من الملابس، والكثير الكثير من الملابس، وإن كانت مصنوعة من خامات جيدة، وهذا يعني مزيدا من الهدر بعد فترة من الزمن!

كيف تقيمين تطور مشهد الموضة في المملكة العربية السعودية؟ وما مدى وعي المرأة السعودية بأهمية مظهرها الرسمي في تحديد هويتها الشخصية؟

أرى أن مشهد الموضة السعودي شاب ومليء بالمواهب الصاعدة التي تنافس أشهر المصممين ودور الأزياء العالمية، الجميل في الأمر أن المصممين السعوديين يحرصون على الحفاظ على ثقافتنا وصون أصالة التصاميم في جوهر أعمالهم. وعلى النهج ذاته، نجد أن النساء السعوديات منخرطات جدا في اتجاهات الموضة العالمية (Trends)، لكنهن وجدن أساليب لدمج تصاميم الغرب مع ثقافتهن سعيا للحفاظ على هويتهن الخاصة من خلال هذه الطريقة. من الواضح أن كلا من النساء السعوديات والمصممين السعوديين ومشهد الموضة السعودي بات يحدث ضجة، والعالم الخارجي بدأ يلاحظ ذلك، لقد حان وقتنا. أقول وسأقول دوما: إن المرأة السعودية هي أكثر النساء إبداعا وأناقة في العالم، إنها سيدة الموضة!

أخيرا وليس آخرا، حدثينا عن رؤية الاستدامة وماهية الأهداف الحقيقية التي تسهمين في تحقيقها بأناقة ونجاح.

أحد أكثر الأمور تحديا في أن تكون أكثر استدامة هو معرفة من أين تبدأ، وأهم من ذلك، من أي مكان تتسوق. لحسن الحظ، الأمر الآن أسهل بكثير مما كان عليه في السابق، فهنالك العديد من الماركات التي تأخذ عنصر الاستدامة في عين اعتبارها. أنصح عميلاتي دائما بإجراء بحث بسيط وطرح الأسئلة إذا شعرن بعدم اليقين حيال قرار الشراء. إن وسائل التواصل الاجتماعي تمكننا من التواصل مع الماركات التجارية بسرعة وبشكل مباشر، لذا عند إجراء عملية شراء خاصة كهذه، عليك أن تتأكدي من أنك تشترين من ماركة تتوافق مع قيمك. أجري بعض البحث لتحديد الماركات التي تحبينها وتثقين بها.