مجموعة L'Oreal.. تاريخ من المنتجات الرائعة إلى جانب الاهتمام بالبيئة وتمكين المرأة حول العالم

تحت مظلة الشركات العالمية الشهيرة، تبقى "لوريال" L’Oreal من الأقدم والأعرق على الإطلاق، بتاريخها الذي يعود إلى عام 1909 عندما أسسها "أوجان شولير" Eugène Schueller في باريس. وخلال كل هذه السنوات، شهدنا تطورات لا تعد ولا تحصى من نواحٍ كثيرة، مثل المنتجات الجمالية المختلفة التي تغطي كل ما تحتاج إليه المرأة من دون أي استثناء. ولا يمكننا تجاهل اهتمام الشركة الكبير بالمسؤولية الاجتماعية التي تشمل الحفاظ على البيئة والاستدامة وتعزيز دور المرأة في المجتمعات كافة. ومن هنا، يمكن التعرف أكثر إلى تفاصيل اهتمام "لوريال" بهذه المواضيع من خلال حوارنا مع الرئيسة التنفيذية لشؤون المجموعة والتواصل "بلانكا جوتي" Blanca Juti ورئيسة الشؤون الرقمية ومسؤولة التسويق "أسميتا دوبي" Asmita Dubey.

"بلانكا جوتي" Blanca Juti - الرئيسة التنفيذية لشؤون المجموعة والتواصل

1

كيف تستثمرين خبرتك التي تمتد لأكثر من 25 عاما في مجال الاتصالات والتواصل في إطار السعي إلى تمكين المرأة؟

لطالما كنت ملتزمة بالتنوع، لأنني أؤمن وبشدة بأنه عندما تمثل الشركات تنوع واختلاف العملاء والمجتمع، تكون قادرة على اتخاذ قرارات عادلة وأكثر حكمة. ومن هذا المنطلق، أكوّن دائما فريق عمل يتسم بالتعددية قدر الإمكان؛ ليس فقط من حيث الجنس أو الفئة العمرية أو الجنسية أو حتى الخلفية الثقافية، بل أيضاً من خلال إيجاد أشخاص يمتلكون أنماط تفكير متنوعة. لقد أمضيت معظم مسيرتي المهنية في القطاعات التي يهيمن عليها الذكور، وشعرت بأنني أضفت قيمة للمرأة من خلال عملي. وبالطبع، بقيت صادقة مع نفسي، بما في ذلك أنوثتي.

ما الذي يجعل برنامج "لوريال" لتمكين المرأة مختلفا عن غيره؟

التزام "لوريال" بتمكين المرأة يتغلغل في عمق ثقافتنا. ويتجلى ذلك في قوانا العاملة، إذ إن 59 في المئة من العلامات التجارية تقودها نساء؛ و 50 في المئة من أعضاء المجالس الإدارية من النساء؛ في حين أنهن يشغلن 55 في المئة من المناصب الاستراتيجية الرئيسة؛ كما يشكلن 64 في المئة من مجتمع البحث العلمي لدينا، والذي يضم 4 آلاف اختصاصي. والتزامنا بتمكين المرأة يظهر جليا من خلال مبادرات علاماتنا التجارية مثل برنامج Stand Up لمكافحة التحرش في الشوارع الذي أطلقته "لوريال باريس"، حيث جرى تدريب أكثر من 365 ألف شخص حتى الآن، وزار 7.5 مليون شخص موقع Stand Up الإلكتروني. ومبادرة Abuse Is Not Love في إطار برنامج عالمي أطلقته "إيف سان لوران بيوتي" يركز على مكافحة "عنف الشريك" من خلال زيادة الوعي ودعم البرامج التعليمية والتدريبية التي ينفذها شركاء العلامة. وحملة "لانكوم" تحت عنوان Write Her Future في إطار برنامجها الخيري، والتي أسهمت بمساعدة 50 ألف امرأة لمحو الأمية وإرشادهن من أجل تحقيق ذاتهن والعمل على مستقبل أكثر سعادة. هنالك العديد من الأمثلة التي تجسد أنشطتنا الإنسانية. وهنا أود أن أشير إلى أكبر برنامج تعتمده "مؤسسة لوريال"، وهو "من أجل المرأة في العلم" For women in science ، حيث أُطلقت بالشراكة مع اليونسكو في عام 1998 ، وقد شملت لغاية الآن أكثر من 110 دول حول العالم. وتكرم هذه المبادرة 250 عالمة في فئتي الباحثات من القارات الخمس الكبرى كل عام نظير مساهماتهن الرائعة في مجال البحوث المتقدمة، والترويج لأعمالهن على الصعيد العالمي وتمكينهن من العمل كنموذج يحتذى به للعالمات الطموحات. وهنالك مثال آخر هو البرنامج التعليمي Beauty for a Better Life الذي يهدف إلى تمكين النساء المستضعفات من خلال التدريب المهني. وقد تمكّنا على مدار عقد من الزمن من تدريب أكثر من 8 آلاف امرأة. وأخيرا وليس آخرا، ما يتعلق بالتزاماتنا البيئية هناك على سبيل المثال مبادرة Women4Climate التي تساند جنبا إلى جنب رؤساء البلديات في مجموعة C40 Cities التي تضم 97 مدينة في جميع أنحاء العالم من أجل دعم جيل المستقبل من القيادات النسائية في السعي إلى مكافحة التغير المناخي، من خلال مساعدتهن على تسريع المشاريع المحلية التي تهدف إلى التكيف مع آثار تغير المناخ أو التخفيف منها. وفي هذا الإطار، لا بد لنا من الإشارة إلى أننا نحظى بشهرة واسعة كواحدة من أكثر الشركات إنصافا في العالم، وذلك بشهادة “مؤشر بلومبرغ للمساواة بين الجنسين”، حيث جرى إدراجنا في هذا المؤشر في عام 2022 للسنة الخامسة على التوالي.

1

كيف تصفين تجربتك كقائدة أنثى في "لوريال"؟ وما بيئة العمل التي تعتمدها المجموعة؟

إنها تجربة ثرية للغاية. إن "لوريال" تتميز بكونها شركة تركز اهتمامها على الأفراد. أنا مقتنعة تماما بأن هذه هي وصفتنا السرية للنجاح. إننا نستعين بأفراد من خلفيات متنوعة للغاية، ونحرص باستمرار على إيجاد أفضل السبل التي تساعدهم على النمو والنجاح. إن الذي يدفع الشركات للتقدم أكثر من الهيكل التنظيمي وطرق سير العمل هو الناس.

ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها إلى الفتيات والنساء اليوم؟

نحن النساء نعيش وسط الكثير من الضغوط لنكون مثاليات ومسؤولات عن أمور كثيرة في وقت واحد، مثل العمل والأطفال والأهل وغيرها. أود أن أطلب من النساء أن يحلمن بقدر ما يردن، وفي الوقت نفسه أن يكن أكثر تعاطفا مع أنفسهن. وبقدر ما نحب أن نعطي، من المهم ألا نضع أنفسنا دائما في المرتبة الأخيرة، وأن نستمتع بالحاضر.

"أسميتا دوبي" Asmita Dubey - رئيسة الشؤون الرقمية ومسؤولة التسويق

1

نظرا لخبرتك الواسعة في مجال التسويق الرقمي، كيف تسهمين في دعم المرأة من خلال دورك؟

يزخر مقرّ عملنا بمجموعة متنوعة وناجحة من النساء العاملات في العالم الرقمي من كل مكان في العالم وعبر البلدان ومن مختلف الفئات العمرية والمهارات الوظيفية. لا بل أكثر من ذلك، فإن أكثر من نصف العاملين في القسم الرقمي لدينا من النساء. ومن هذا المنطلق، فإن النساء اللواتي يتولين المناصب العليا يتمتعن بفرصة كبيرة ومسؤولية تدريب قائدات الغد. لقد خضت غمار العمل منذ نحو 25 عاما. وحاولت خلال هذه الفترة الزمنية أن أعيش حياة كاملة إلى جانب تنمية قدراتي الشخصية عبر خوض رحلة حسية وعقلية وعاطفية وروحية. وأشارك هذه التجربة مع الآخرين للتمكن من “ملاقاة المرأة” بكل تجاربها.

لماذا تعتقدين أنه من المهم وجود نساء في مناصب قيادية رقمية؟ وما الدور الذي تلعبه المرأة في مجال التحول الرقمي؟

شهد وجه القيادة تغييرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، لأن أسلوب حياتنا وعملنا تطور مع تقدم العصر الزراعي والعصر الصناعي وعصر المعلوماتية، والآن في عصر ما بعد المعلومات، إنه العصر الرقمي. أصبح وجه القيادة ونماذج الأدوار اليوم أكثر تباينا، ويأتي ذلك عن طريق رائدة الأعمال الشابة، أو المديرة التنفيذية، أو المؤثرة على
مواقع التواصل الاجتماعي، أو المبتكرة المبدعة، أو الناشطة في مجال حقوق الإنسان، أو صانعة المحتوى الرقمي. هذا هو “الوضع المعتاد الجديد” لقيادة الغد. أعتقد أن النساء يشكلن جزءا لا يتجزأ من هذا التوجه الجديد للقيادة بشكل عام، والقيادة الرقمية بشكل خاص.

برأيك ما التحديات التي تواجهها المرأة في العالم الرقمي؟ وما الفرص المتاحة أمامها؟

يرتبط التحدي الأول بالمناقشة حول تبني توجه جديد، وذلك من أجل إعادة ابتكار القيادة بحيث تكون المرأة في المقدمة. إذا ألقينا نظرة على إحصاءات تمويل رائدات الأعمال، فسوف نجد أن النساء على مستوى العالم يحصلن على 16 في المئة فقط من مبيعات الرموز غير القابلة للاستبدال NFT . وقد ابتكرت مجموعات أقل تنوعا web2 . ونحن ندخل الآن عالم web3 ، وهنا تكمن فرصة رائعة لبناء شبكة شاملة، وذلك من خلال تمكين النساء في العالم الرقمي، ليصبحن مبدعات وبناة وقادة ل web3 من خلال العمل التعاوني. ثانيا، لا تزال القوالب النمطية الجنسانية تفرض فجوات في المساواة بين الجنسين، ولا تزال تمثل تحديا عالميا. لقد جئت من الهند، وهناك العديد من التحديات حول كيفية إدراكنا لدور المرأة في المجتمع، ومحو الأمية والتعليم، والاستقلال الاقتصادي. أما على الصعيد العالمي، هناك أقل من 10 في المئة من النساء اللواتي يجري تصويرهن في الإعلانات يؤدين أدوارا غير تقليدية، وفي هذا الإطار، يمكن دعم تنوع وسائل الإعلام والمساواة والشمول والجهود غير النمطية. ثالثا، تواجه المرأة تحديات المهام المتعددة وإدارة الوقت، فهي التي تقدم الرعاية الأولية للأطفال في معظم الحالات.

1

هل تعتقدين أن "لوريال" المكان المناسب لتمكين النساء في مجالات العمل المختلفة؟

يمكن أن يكون للجمال تأثير ليس فقط في مظهرنا وشعورنا، ولكن أيضا في طريقة تصرفنا. في "لوريال"، نحن ملتزمون بتمكين المرأة داخل المجموعة وفي العالم من حولنا. لقد عملت "لوريال" منذ 2014 على دعم المرأة، وذلك في إطار التعاون بين "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" و"الميثاق العالمي للأمم المتحدة"، وهو عبارة عن مجموعة من مبادئ الأعمال التي تقدم إرشادات حول كيفية تمكين المرأة في مكان العمل والسوق والمجتمع. وتشكل النساء 69 في المئة من إجمالي عدد العاملين في المجموعة حول العالم، و 58 في المئة من أعضاء مجلس الإدارة، و 54 في المئة من القيادة العليا على المستوى العالمي. وتمثل استثماراتنا وشركاتنا الناشئة التي تقودها نساء أو تلك التي يشاركن في قيادتها 30 في المئة، وهي نسبة أعلى من المتوسط في السوق. وإلى جانب كل ذلك، تدعم علاماتنا القضايا التي تمكن المرأة في عشرات الحملات المختلفة التي تحدثت عنها "بلانكا". نحن نعي تماما أن النساء في مختلف أنحاء العالم ما زلن يعانين اليوم، وأنهن تأثرن بالأزمة الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن جائحة "كوفيد- 19". ولهذا السبب، تم تأسيس "صندوق لوريال لدعم المرأة" بقيمة 50 مليون يورو في 2020 ، وذلك من أجل تمكين النساء المعرضات للخطر. ويشكل هذا الصندوق جزءا من البرنامج الاستدامي "لوريال من أجل المستقبل". لقد دعمنا بالفعل مليون امرأة وفتاة على مستوى العالم في العام الماضي: دخلنا في شراكة مع 100 مؤسسة خيرية وشريك في 30 دولة حول العالم لمساعدة النساء في الوصول إلى التعليم وتحقيق الاندماج الاجتماعي والمهني، ومنع العنف المنزلي ومكافحة الفقر، ودعم اللاجئات والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة، عملنا مع منظمات مثل "نساء بلا حدود" في بنغلاديش والهند وإندونيسيا وزنجبار وكوسوفو لتمكين النساء من التعرف إلى حالات العنف في مجتمعاتهن المحلية، عملنا مع Maison des Femmes في فرنسا لتقديم دعم إضافي للنساء المستضعفات، اشتركنا مع "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" UNHCR من أجل مساعدة أكثر من 100 ألف امرأة نازحة، ومكافحة الاعتداء الجنسي في تايلاند، وحماية ضحايا العنف الجنسي والتمييز في كولومبيا، والعمل من أجل الاندماج المهني في الأرجنتين، عملنا مع برنامج "التعليم للنساء الآن" التابع لمنظمة "المساعدة والعمل" لدعم الفتيات في إفريقيا وآسيا وأوروبا في الحصول على تعليم جيد، وغيرها الكثير من المشاريع.

ما رسالتك للفتيات والنساء اليوم؟

ما نجح بالنسبة لي هو أنني أخذت الكثير من "الرهانات"، فقد تنقلت دائما بين المدن، وغيّرت المدارس بحماس كبير، وخضت الانتخابات في الجامعة، وانضممت إلى عالم الإعلانات، وتزوجت وأنجبت أطفالا، وأستمر في العمل، وهي أمور ليست ضمن الخلفية التي جئت منها. كل هذه الفرص والرهانات ساعدت على توسيع الآفاق. رسالتي ببساطة هي "خوضي الرهانات لتعيشي حياة كاملة"!