فيلم Prey .. عندما تتحول الفريسة إلى قناص

عام 1987 عُرض فيلم Predator أو "المفترس" بنجاح كبير، لتبدأ بعده سلسلة من الأفلام تركز على فضائي يأتي إلى الأرض بأسلحته المتطورة ليصطاد ضحاياه من البشر كنوع من أنواع الرياضة وإثبات الذات، وما بين الجزء الثاني والثالث أقدم صُناع السلسلة على فكرة شديدة الجاذبية هي الجمع بين Predator وجنس آخر من الفضائيين المتوحشين وهو Alien، والأمر الذى سهل هذا الجمع بفيلم صدر عام 2004 تحت عنوان Alien vs. Predator هو أن أحد المنتجين في كلا السلسلتين جون دايفز، بالإضافة إلى أن الفكرة الأساسية نفسها في صراع الجنسين الفضائيين ظهر في مجلة مصورة عام 1989، واشترك في كتابة فيلم الدمج نفس كتاب سلسلة Alien.

 

شهر أغسطس 2022، عادت سلسلة Predator لتألقها السابق، بعد عرض فيلم Prey أو "الفريسة" وذلك من خلال منصة "ديزني بلس"، من بطولة آمبر ميدثاندر، والتي تقدم شخصية نارو الفتاة من قبيلة كومانشى، واحدة من قبائل السكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية، والتي تعاني من تجاهل قبيلتها لموهبتها الفطرية كمحاربة وصيادة، ويستهجنون سلوكها مع رغبتهم في أن تلعب نفس الدور الذي تلعبه باقي فتيات ونساء القبيلة في الاهتمام بالشئون المعتادة والمتوقعة من إعداد الطعام والاهتمام بالأطفال والأزواج، هذا إلى جانب موهبتها كمعالجة تستخدم الأعشاب والنباتات في أغراض علاجية وهى الموهبة الفطرية الثانية التي تمتلكها وورثتها عن جدتها.

Prey

التفوق في مجتمع القبيلة للرجال، وأخيها وأصدقائه من المراهقين الذين يحظون بالدعم كمقاتلين ولا يلتفت الكبار لنارو، وهو الأمر الذي لا يثنى عزيمتها، ويجعلها تصر على أن تسير في طريقها كل هدفها أن تحمى قبيلتها وتثبت أنها تستطيع أن تكون مفيدة لها مثلها مثل أخيها وأصدقائه، كل هذا يحدث في أجواء تاريخية أوائل القرن الثامن عشر، وبالتأكيد التزم صناع الفيلم بكل التفاصيل التي تعكس الحقبة التاريخية ونجحوا في إعاده تجسيدها من حيث الأدوات أو الملابس أو الأسلحة، وكذلك الفارق بين معرفة الأوروبيين الذين يتواجدون في أمريكا وبين السكان الأصليين، لكن في النهاية هذا الفيلم ينتمي لنوعية الخيال العلمي، وعنصر الإبهار والتكنولوجيا يجب أن يتواجدوا وبقوة ويتمثل ذلك في Predator بمركبته الفضائية واسلحته المتطورة.

Prey

اما ما يعكسه الفيلم هو شيء آخر، فهو ليس مجرد فيلم حركة يستغل نوعية الخيال العلمي ليغازل الجمهور بل يعكس وبقوه قضايا معاصرة تتعلق بوضع المرأة، ومحاولة إثبات أهليتها لدخول كل المجالات، والمقارنة بين الوضع في أوائل القرن الثامن عشر وحاليًا، وهو الأمر الذي يضعه الفيلم أمام المشاهد بوضوح يكشف أن الوضع بالنسبة للمرأة لم يتغير بالشكل المطلوب، وما زالت النساء في كثير من المجالات تحاول إثبات أهليتها لشغلها دون أن يتم تنميطها أو استغلالها.

Prey

يفرض الفيلم وبقوة نجاحة واستمراره، خاصة وأن مشاهد المعارك مصممة بعناية شديدة وظهرت بشكل لائق داخل الأحداث وبشكل مثير ويحبس الأنفاس، بالشكل الذى يعيد الفيلم للجزء الأول وجودته فى هذه الجزئية تحديدًا وذلك على الرغم من أنه لا يضم فى بطولته أسماء كبيرة فى عالم الحركة مثل الجزء الأول الذى تصدر بطولته نجم أفلام الحركة أرنولد شوارزنيجر، وليست هناك مبالغة فى اعتبار هذا الفيلم الذى يحمل رقم 5 فى السلسلة هو الأفضل بعد الجزء الأول، ونجاح الفيلم فى عودة اهتمام الجمهور بالسلسلة يجعله بقوة مرشح أن يعود بأجزاء جديدة، خاصة مع اهتمام صُناع السلسلة فى توضيح طبيعتها الجديدة فى التحول من التركيز على شخصية الفضائى الصياد إلى الفريسة التى يصطادها وهى البشر ونجاحهم فى القضاء على تهديد جنسه لهم مرة بعد مرة.

Prey

الصور من المنصات والفيديوهات الرسمية للفيلم