المصممة ياسمين يحي لـ"هي": أدمج بين شخصية العروس وذوقي الخاص لأقدم الفستان الذي يشبهها
يُعدّ حي دبي للتصميم محوراً استراتيجياً في مدينة دبي، لدعم الاقتصاد الإبداعي والمساهمة في تطوير أعمال الكثيرمن المصممين العالميين المتخصصين بعالم الأزياء وغيرها. هو منصة مكرّسة لتسلط الضوء على الثروة الإبداعية التي تذخر بها الإمارة ومختلف المناطق، حتى أصبحت عاصمة عالمية للأزياء وحجزت مكانة لها على خارطة الموضة العالمية.
هنا لابد من الإشارة إلى دور المرأة الحيوي في شتى المجالات الإبداعية، من الفنانات المبتكرات إلى مصممات الأزياء والمجوهرات والمتخصصات في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية، واللواتي يُسهمن في دفع عجلة الاقتصاد الإبداعي وتطويره ونقله إلى مستويات جديدة.
من المصممات المبدعات اللواتي اتّخذن من حي دبي للتصميم مركزاً لهنّ، مصممة الأزياء المصرية ياسمين يحي، المؤسسة والمديرية الابداعية لـ Maison Yeya للأزياء الراقية وفساتين الزفاف.
ياسمين خصّت "هي" بمقابلة حصرية، للتحدث عن تصاميمها وأبرز نصائحها للعروس، وللكشف عن مجموعتها الجديدة، التي خصّت "هي" بصورة من فستان الزفاف.
-هل أصبحت العروس هي التي تساهم في تصميم فستان زفافها؟
لا نستطيع قول هذا، فتختلف العرائس حسب البلد والثقافة الذي تنتمي إليه، العروس اللبنانية والاردنية والمصرية والسورية تُعطي رأيها أكثر في فستان زفافها. لكن في البلاد الخليجية، العروس تبحث عن مصمّم يتكفّل بتصميم فستانها.
كلما كان المصمم مبتدئاً، تكون العروس غير واثقة من إمكانياته، فتضيف من رأيها واقتراحاتها على ما يقدّمه لها، والعكس تماماً. المصمّم المشهور تثق به العروس أكثر. وقد مررت بهذه الأوقات عندما كنت مبتدئة فكانت العرائس تُعطين آراءهنّ وتتدخلن في تصميم الفستان. لكن عندما كبرت مهنياً تغيّر الوضع فأصبحت العرائس تثقن بتصاميمي أكثر.
-كيف يؤثر وضع لمسات العروس الشخصية على تصاميمك؟
شخصيا أؤمن بأن فستان الفرح هو فستان العروس. البعض يقول لي: "صمّمي لنا فستان الزفاف". وفي الحقيقة أنا في إمكاني أن أصمم لهنّ أجمل الفساتين، لكن لا أريد أن تعود الواحدة منهن بعد 5 أو 10 سنوات لتعاتبني قائلة: "هل هكذا كانت الموضة؟ وما الذي لبسناه في ذلك اليوم؟". لهذا أتعب معها وأطرح عليها الكثير من الأسئلة لأفهم ما هو التصميم الذي يليق بجسمها وما هي رغباتها وتصوّراتها وخيالاتها، خصوصا إذا كان جسمها جميلاً.
العرائس الجديدة يتمتعن بالرشاقةواجسامهن جميلةويمارسن الرياضة أكثر من السابق، وبالتالي يكون هناك مجموعة واسعة من الموديلات والتصاميم التي تليق بهذه الأجسام الجميلة. ما يهمني هو رأي العروس أوّلاً. لكن أحتاج إلى أن تلهمني وإلى أن تجعلني أحلم معها، وأن أفهم شخصيتها، إذا كانت رومانسية أو تخرج إلى الزفاف وهي راغبة في رؤية الدهشة على وجوه المدعوين، أو ما الذي تريده فعلاً... أريد أن ألمس ما هو معدنها من الداخل، وباختصار أن تفصح لي عما في داخلها وأن تخبرني من هي لأعرف ما الذي يليق بها ويجعلها سعيدة.
اليوم حين تصمّمين الفستان للعروس، تكون راغبة في أن تعكس شخصية معيّنة. وأحياناً لا تعرف بالتحديد ما الذي تريد أن تظهره بالفستان. فماذا تخرجين منها؟
إذا تركت العروس لي الباب مفتوحاً لأختار عنها، ما أفعله هو أن أعكس شخصية علامتي التجارية (الـBrand). وشخصية "البراند" هي أنثوية ورومانسية وقوية وتقليدية. أختار التصميم الذي لا يموت بعد فترة. نقول عنه بالفصحى: "السهل المُمتنع".
تقولين إن عرائس هذه الأيام لديهن أجساماً ممشوقة. هل لاحظت صيحات جديدة تطلبنها لم تكن موجودة من قبل؟
ما يحصل في عالم الموضة والتصميم ليس مختلفاً عما يجري في العالم بشكل عام. إنه دائماً انعكاس للاتجاه الذي تسلكه الثقافة العامة، وأين تتجه أذواقنا بشكل عام. أعمل بين الشرق الأوسط ومنطقة الخليج والولايات المتحدة الأميركية، واكتشفت ان العرائس حاليالا يرغبنبالتفاصيل الطبيعية. على سبيل المثال، قبل 15 عاماً، كانت الفتيات تعشق الأزهار، والنباتات. اليوم ما تطلبنه يميل أكثر إلى الهندسة، الدراما، السوريالية، والتجريد... هناك توجه عام آخر، مع اختلاف الثقافات.
كما أنّ حفلات الزفاف تصغر أكثر فأكثر، وتتوجه أكثر إلى تغيير مكان الزفاف. سابقاً كان الشرق الأوسط هو الوجهة المفضلة، اليوم حتى لو كانت العروس سعودية، قد ترغب في أن تقيم زفافها في دبي على سبيل المثال. البحث عن مكان مختلف والتوجه نحو الخليج بات موضة هذه الأيام. والفستان يكون أكثر بساطة من قبل، ومختلف عن الفستان التقليدي للعروس الخليجية.
حين نتحدث عن إلهامك. كيف نحوّل الإلهام إلى شيء يمكن أن نراه في فستان الزفاف؟
يستهلك الفستان مني الكثير من الطاقة والجهد والتعب والتساؤلات. أفضل طريقة لوصف الإجابة هي القول إنّها "ولادة متعثّرة". كلّ مرة أمرّ بهذه المرحلة أشعر بانّني أعبر مرحلة تشبه الولادة، باستثناء أنني أملك القدرة على التحكّم بشكل المولود الجديد وكيف سيبدو في نسخته النهائية.
أجلس، أقرأ القرآن أحياناً لأحصل على الطاقة الكافية، وأحياناً أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، أو الموسيقى العربية المصرية. لأنّني أكون في حاجة إلى "الانتقال" من المكان والزمان حيث أنا، ثم أبدأ في الرسم، وبعدها ابدأ بالتنفيذ.
ما هي أنواع الأقمشة التي تستخدمينه في تصاميمك؟ ولماذا تتجهين إلى الأشكال الهندسية؟
أتوجّه إلى الأقمشة التي تتّخذ أشكال الأجسام وتنحتها، أو التي "تهندس" شكل الجسم، تلك القابلة للطيّ، مثل gazar وscuba، التي تأخذ المساحة التي أريدها من الجسد، والتي حين أطويها أكون كأنّني أنحت بدل ان أخيط او ارسم.
-ما هي الموديلات والصيحات الرائجة في عالم الموضة، خصوصا للعروس؟
اليوم هناك التطريز التجريدي والهندسي، غير المستوحى من الطبيعة. وهناك الساتان. وهناك الفستان الملفوف بدون تطريزات أو تفاصيل. كذلك لا تزال رائجة موضة القفازات، بمختلف الأحجام، وطبقاً لما يليق بجسم العروس.
-ماذا تنصحين العروس هذه الأيام؟
نحن في عصر الانستغرام والصور. أحياناً يكون هناك لعروس ما معجبين ومتابعين. فجأة كلّ جيلها يريد التصميم نفسه دون تطبيق اصول الاختيار الصحيح لفستان الزفاف. أنا لا أحبّ "المتابعين" بل الأصيلين الذين يريدون شيئاً خاصاً بهم. فأبحث في ما أعجبها على إنستغرام أو غيره من منصات التواصل الاجتماعي، وأبحث عما يعبر عنها، لكي أصنع منه ما يليق بشخصيتها وجسمها. فلن يليق بها ما كان جميلاً على عارضة أزياء طولها 180 سنتمتراً !
وأنصح العروس بأن تعتمد تسريحة شعر مرفوعة، فهي أنيقة أكثر من التسريحات المنسدلة، وتحافظ على جمالها خلال حفل الزفاف الصيفي تحديداً.
-من هي السيدة أو العروس التي تفضلين العمل معها؟
على المصمّم الذكي أن يعرف أنّه يعمل مع مجموعة مختلفة من العرائس والزبونات، وبالتالي عليه أن ينوّع مجموعته من الفساتين وأن يضع فيها مروحة واسعة من التصاميم لتليق بمختلف الأذواق. وبالنسبة لي نصف مجموعتي تكون لإرضاء نفسي وذوقي مليئة بالألوان، تتوجه للمرأة صاحبة الشخصيةالقوية والواثقة من نفسها. ويجب أن يكون لديها شخصية قوية تحترم ما هو كلاسيكي ومحدّد، لا أن تبحثعن "صرعة" في الموضة. لا أريد عروساً تنظر إلى الوراء بعد سنوات لتكتشف أنّها أخطأت في الاختيار.
-عرفنا أنّك ستطلقين مجموعتك الجديدة من فساتين الزفاف... وستخصّين "هي" بعرض فستان من هذه المجموعة... أخبرينا أكثر
الفستان الذي نتحدث عنه ليس جزءاً من مجموعة فساتين زفاف. هو لياسمين يحي، من مجموعة أسميتها "الارتقاء" أو "الصعود: Assention". في مجموعتي الفكرة بسيطة وفلسفية، أكتب عنها أحياناً على إنستغرام، البعض يفهمها والبعض لا يفهمها.
مجموعتي الجديدة التي أعطيتكم منها صورة الفستان، تعبّر عن حالة الإنسان والبشر في أيامنا هذه: حروب ودم، وتضخّم "الأنا.
سمّيت القصة الأولى: "النار والأنا"، وهي تبدأ بتصاميم باللون الأحمر. وبعدها أعتقد أنّ هذه الحالة لن يبقى فيها البشر طويلاً، بل سننتقل ونرتقي منها إلى حالة روحية تنتهي بفستان الزفاف: "الصعود... من النار إلى الروح".
مجموعتي الجديدة التي قدمت لكم منها صورة الفستان، تعبّر عن حالة الإنسان والبشر في هذه الأيام.