وجهات سياحية رائعة ومسؤولة بيئيًا في ألمانيا هذا الخريف
مع مجموعة من أفضل عروض السياحة المستدامة في أوروبا، بدءاً من المناظر الطبيعية الخلابة والأطباق الأصيلة الشهية ووصولاً إلى المعالم الحضرية والمواقع التراثية التي تشتهر بها الدولة، لا شك أن ألمانيا ستكون الوجهة الرائعة هذا الخريف والشتاء حيث أطلقت حملة "فيل جود" بهدف تشجيع المسافرين على استكشاف الثقافة الألمانية ووجهاتها المستدامة والمميزة. وتقدم حملة فيل جود السياحية للمسافرين مجموعةً من النصائح والإرشادات لتسليط الضوء على المبادرات البيئية في ألمانيا، وتزويد السيّاح بالمعلومات والأدوات اللازمة لخفض بصمتهم الكربونية عند زيارة المناطق السياحية.
وتسلّط الولايات والبلدات الألمانية في إطار المبادرة الضوء على حلولها المبتكرة للنقل، إلى جانب وجهاتها الخضراء الرائدة ومنتزهاتها الواسعة، لتوفير تجربة سياحية ممتعة ومسؤولة بيئياً. وتقدم برلين تشكيلةً واسعة من الوجهات الصديقة للبيئة، بما فيها مطاعم الأطباق النباتية والفعاليات المميزة ضمن المساحة الحضرية للمدينة، في حين تعتمد مدينة فينتربرغ في شمال الراين وستفاليا على نظام مستدام لإدارة تجارب الضيوف. وتتضمن مدينة فرايبورغ منزلاً ينتج الطاقة بدلاً من استهلاكها، ويعمل على توفير أفضل قيمة طاقة في العالم للأبنية ويمثل أعلى المعايير العالمية التي تواكب احتياجات المستقبل. وتشتهر بلدة دايدزهايم بغابتها السوداء، التي تتميّز بطبيعتها الهادئة وإنتاج المأكولات المحلية والحلى اليدوية، كما تم اعتماد مدينة تسيله مؤخراً بصفتها وجهة مستدامة بفضل مبادراتها وممارساتها الصديقة للبيئة.
يويست: التنقّل في أرجاء الجزيرة على متن الأحصنة
جزيرة يويست هي وجهة مستدامة ومعتمدة بفضل التزامها الراسخ بحماية المناخ ومبادراتها العديدة لحماية البيئة، بما فيها منع استخدام السيارات في الجزيرة والتشجيع على التنقل بواسطة العربات التي تجرّها الأحصنة. وتفرض الجزيرة على جميع الزوار ركن سياراتهم في البر الرئيسي لألمانيا قبل دخولهم إلى الجزيرة، مما يمنح الحياة فيها إيقاعاً بطيئاً ويتيح للزوار تجربةً سياحية خالية من التوتر.
سارلاند: في قلب الطبيعة
حصلت سارلاند، أصغر ولاية اتحادية في ألمانيا، على اعتمادها الأول كوجهةٍ مستدامة من مؤسسة تور سيرت غير الربحية لاعتماد الوجهات السياحية. ويخضع 66% من مساحة سارلاند إلى قوانين الحفاظ على الطبيعة، ما يجعلها ملاذاً آمناً للعديد من أنواع الحيوانات النادرة والمحمية. كما تتضمن مساراتٍ مميزة لمغامرات التنزّه وركوب الدراجات وصولاً إلى متنزه هونسروك-هوخفالد الوطني، ومحمية بلايسجاو المدرجة على قوائم اليونيسكو بسبب تنوعها الأحيائي والمعروفة بمسارها الذي ترسمه زهور الأوركيد، إضافةً إلى متنزه سار-هونسروك الطبيعي. وبذلك تقدم سارلاند للزوّار تجربةً غامرة في قلب الطبيعة النقية، وبدون التأثير على البيئة.
الغابة السوداء العالية: مساحات طبيعية شاسعة وخلّابة
تتضمن الغابة السوداء العالية، المعتمدة كوجهةٍ مستدامة من مؤسسة تور سيرت، مساحاتٍ طبيعية متنوعة تشمل غابات كثيفة بإطلالات مميزة، مع بحيرات صافية وشلالات غزيرة، ما يمنح الزوّار فرصة اختبار أجمل الجولات الليلية وسط الطبيعة النقية مع مرشدين سياحيين معتمدين. وتتيح الوجهة للسيّاح إمكانية الاستمتاع بأنشطة التنزه وركوب الدراجات الهوائية والكهربائية، إضافةً إلى ممارسة السباحة والتسلّق والجولف والإبحار في القوارب والتسوّق، واستكشاف الوجهات الثقافية التي تقدمها المنطقة ومساعدة المزارعين.
وانسجاماً مع أهداف وكالة البيئة الألمانية بتخفيض انبعاثات الغازات المُسببة للاحتباس الحراري بنسبة 65% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي الكامل بحلول عام 2045، يواصل المجلس الوطني الألماني للسياحة إطلاق المبادرات اللازمة لتحقيق هذه الطموحات، بما فيها حملة فيل جود السياحية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت يامينا صوفو، مديرة إدارة المبيعات والتسويق للمكتب الوطني الألماني للسياحة التابع للمجلس الوطني الألماني للسياحة: "يُظهر السيّاح اليوم، ولا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، اهتماماً أكبر بالجوانب البيئية والممارسات المستدامة عند التخطيط لرحلاتهم". وأضافت: "تقدم حملة فيل جود للمسافرين الإرشادات والنصائح اللازمة لاختبار رحلات مستدامة على أراضي الدولة، إضافةً إلى تقليص بصمتهم البيئية وحساب كمية الانبعاثات الكربونية التي يتسببون بها باستخدام أداتنا الخاصة لحساب الانبعاثات، مما يضمن في النهاية تجربةً حيادية التأثير على المناخ ومستدامة قدر الإمكان".
وتوجّه الحملة المسافرين لاستخدام موقع myclimate.org لحساب كمية الانبعاثات الكربونية الناجمة عن سفرهم سواء بالسيارة أو رحلات الطيران. كما تشجعهم على دعم برامج حماية البيئة في العديد من الدول حول العالم، والتي تشمل تأمين مواقد الطهو لسكّان كينيا وإعادة التشجير في نيكاراجوا وغيرها. وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود العالمية لرسم ملامح مستقبلٍ أفضل للجميع وضمان استمتاع المسافرين بتجربة سياحية صديقة للبيئة قدر الإمكان.