مغنية الراب السعودية جارا لـ "هي": عشاق الموسيقى يتطلعون إلى مؤتمر "إكس بي"
الموسيقى لغة الشعوب، وهي الثقافة والفن الراقي الذي يشكل جزءا من هوية المجتمعات..هذه اللغة في المملكة العربية السعودية تروى بأسلوب مختلف مع تطلعات رؤية المملكة 2030، مستندة إلى مفاهيم الموسيقى في الكون.. مزيج من الأحاسيس والمشاعر والرسائل المبطنة التي تروي قصصا بشاعرية فائقة وإبداع يفيض بالمشاعر. وبمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ92 نسلط الضوء على الشخصية الشابة الموهوبة مغنية الراب السعودية "جارا"، التي حظيت باهتمام كبير، ورُشحت لتكون أحد أعضاء المجلس الاستشاري لدى "مؤتمر ميدل بيست إكس بي". وتعد "جارا" التي أبدعت في فن الراب بلغات متعددة من أبرز الروّاد في مؤتمر "إكس بي" لمستقبل الموسيقى..
كيف بدأت رحلتكِ في عالم الموسيقى؟ وكيف اكتشفتِ موهبتك؟
حصل كل شيء بالصدفة، حيث انتقلت الى السويد وأنا في سن 17 عاما، لإكمال دراستي في العلاقات الدولية وعلم النفس. واتخذت قراري بالعمل في مجال الموسيقى بعد فترة وجيزة من وجودي هناك حيث أنني كنت بمفردي في معظم الوقت، فكانت الكتابة هي المنفذ الوحيد لتدوين أفكاري والتعبير عن نفسي بالكلمات. جربت مشاركتها بصوت عالٍ مع موسيقى في الخلفية في أحد الأيام، وأعجبتني النتيجة، وهنا كانت نقطة البداية بالنسبة لي.
ماذا عن نقطة الانطلاق التي قررت معها الدخول في عالم فن "الراب" تحديدا؟
فن الراب من منظوري هو أفضل طريقة فنية لرواية قصتك وإيصال رسالتك بشكل مبسط. فالسرد القصصي وتحديدا في هذا الفن الموسيقي ممتع جدا، وخصوصا مع وجود الموسيقى والنغم المتناسب، حيث يكون تأثيرها أكبر من كتابة المقالات لإيصال الرسالة والإبحار فيها.
تجيدين الغناء بأكثر من لغة، ما اللغة التي تشعرين براحة أكبر عند استخدامها للتعبير عن مشاعرك والقضايا التي تميلين إلى مناقشتها؟
لأني تعلمت اللغة الإنجليزية منذ طفولتي، فأنا أميل للتعبير بهذه اللغة أكثر من غيرها، لكن مع مرور الوقت ودخولي في هذا المجال بشكل أعمق، نصحني والدي، وهو داعمي الأكبر، بأن اتجه للأداء باللغة العربية، وذلك لإيصال رسائلي ضمن مجتمعنا بشكل خاص. وأحاول الآن أن أركز على الأداء باللغة الإنجليزية والعربية بوجه خاص، بينما الغناء باللغة السويدية هو أول ما تعلمته عند بدايتي ويعني لي الكثير.
برأيك ما أهمية وجودك ووجود بقية الأعضاء في المجلس الاستشاري في "مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى"؟ وما الفائدة التي تعود على المشهد الموسيقي في الشرق الأوسط؟
إنه من الرائع وجود مجلس استشاري يتضمن أشخاصا من خلفيات وجنسيات ومواهب وأعمار مختلفة يجمعهم حب الفن والموسيقى بشتى أنواعها يسمح للمرشحين باكتشاف مواهبهم، وتوسيع أفكارهم ومداركهم في نواحٍ عدة في مجال الموسيقى. وكما ذكرت سابقا، إننى أرى أن الموسيقى هي أفضل طريقة لإيصال الرسائل، ووجود منصة مثل “مؤتمر إكس بي الموسيقي” مع مجلس استشاري بهذا التنوع يساعد في دعم وتطوير المشهد الموسيقي في الشرق الأوسط والفنانين في مجتمعنا على وجه الخصوص.
ما النصائح التي تقدمينها للمرشحين بصفتك أحد أعضاء المجلس الاستشاري؟
أشعر بسعادة غامرة لكوني أحد أعضاء المجلس الاستشاري لهذا العام، وأتطلع لهذا اليوم، فلطالما رغبت في أن أكون ضمن منصة مهمة كهذه، كي أشارك رسالتي. شعاري الذي اعتمتده منذ أن بدأت هو التركيز على الأهداف، واعتبارها وسيلة وطريقة لتحقيق الإنجاز على المدى البعيد، وأنصح المرشحين بأن يسعوا قدر المستطاع، وأن يتحلوا بالصبر حتى يصلوا للنتائج المرجوة. مشاركتي في المجلس الاستشاري الآن هي خير مثال على ذلك، فلولا سعيي للتطور بوجه عام والتركيز على أهدافي، لما كنت حيث أنا الآن.
هل تنوين خلال وجودك في المجلس الاستشاري استخدام خبرتك في مجال الراب لتصدير الراب السعودي إلى العالم؟
بالطبع، ورسالتي إلى العالم هي تغيير الصورة النمطية لفناني الموسيقى الذين يتخلون عن تعليمهم ومستقبلهم للانطلاق والاحتراف في مهنة في الموسيقى فقط، فأنا أعتقد أنه يمكن الجمع بين التعليم والفن والغناء وإضفاء الطابع الاحترافي في كلا الجانبين، إلى جانب الإنجازات الأخرى في مختلف المجالات، لذا أتطلع عبر كوني أحد أعضاء المجلس الاستشاري في “مؤتمر إكس بي الموسيقي” إلى إيصال هذه الرسالة.
التفت الكثير من نجوم الراب العالميين إلى العالم العربي، وأشاروا إلى المرأة العربية في أعمالهم، كيف تطمحين إلى تمجيد المرأة العربية في أعمالك؟
بصفتي فتاة سعودية، أركز على إثبات أن المرأة السعودية بوجه خاص والعربية بوجه عام قادرة على تحقيق الكثير من الإنجازات، وأتطلع إلى دعم جميع النساء قدر المستطاع بالسعي لمواصلة السعي نحو تحقيق وتخطي عقبات المجتمع أيا كانت بتفانٍ واحترام للمبادئ والقيم، حيث إن دعمي لهنّ يمدني بالامتنان والقوة، فأن نعمل معا ونتعاون لدعم بعضنا البعض، سواء بأحداث مثل المجلس الاستشاري أو في منصات أخرى هو خير مثال على ذلك.
ما أكثر شيء يثير حماسك وتتطلعين إليه في "مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى" الذي تنظمه شركة "ميدل بيست"؟
كل عشاق الموسيقى يتطلعون إلى "مؤتمر إكس بي" ولا سيما التواجد ضمن مجتمع مهتم بمجال الموسيقى على صُعُد عدة وبالشغف نفسه الذي يحملونه، وأتطلع شخصيا إلى مقابلة المواهب الأخرى، والتفاعل معهم لتكوين صداقات، ومشاركة الاهتمامات الموسيقية باختلافاتها.
وأهم من ذلك هو تطلعي لمستقبل "مؤتمر إكس بي" بأمل أن تتصل المواهب المحلية بالعالم أجمع، وأن تحظى هذه المواهب باهتمام وفرص أكثر، لكونه يقام للسنة الثانية على نطاق أوسع. وأن أكون جزءا بسيطا منه هو أمر يحفزني ويجعلني أتطلع إليه أكثر فأكثر.
لو لم تكوني فنانة راب ماذا كنتِ ستصبحين؟ وهل ترين لنفسك مستقبلا في مجال مساعدة وإرشاد المواهب الصاعدة في الشرق الأوسط؟
لا أصنف نفسي مغنية راب فقط، إلى جانب هذه الهواية اهتممت بالجانب التعليمي، وواصلت دراستي بشهادة العلاقات الدولية وعلم النفس بدرجة البكالوريوس. وأنوي أن أواصل تعليمي بدرجة الماجستير قريبا، ثم أن أنضم إلى مجلس الشورى في السويد لتطبيق دراستي ومواصلة هذه المسيرة. ولديّ أيضا خطط للحصول على شهادة الدكتوراه، لأكون الدكتورة جارا مغنية الراب.
كيف تصفين إطلالتك بصفتك فنانة "راب"؟ وما القطع التي تميلين إليها؟
إصدار أغنية "966" التي ذكرت فيها كلمة "على بلاطة" هو باختصار نوع القطع التي أميل إليها، أميل للسرد القصصي في أغاني الراب الخاصة بي، وأن أستطيع إيصال رسائلي بالتأثيرات المرئية مع مزجها بالكلمات والنغمات بطريقة مبتكرة.
ما التعاون الموسيقي الذي تحلمين به؟ وهل من الممكن أن نرى تعاونا مع إحدى المواهب الصاعدة من بعد المؤتمر؟
بالطبع، أطمح إلى أن أنتج عملا ذا نتيجة ملهمة بمشاركة إحدى هذه المواهب، فهدفي وطموحي أكبر من الشهرة أو المال. وأودّ أن أعمل على تعاون مع إحدى المواهب النسائية اللاتي يشاركنني المبادئ ذاتها من ناحية تمثيل المرأة العربية بأفضل صورة