كيف هددت المواسم الطويلة نجاحات المسلسلات الشهيرة؟.."The Walking Dead" نموذجًا
الدراما العالمية اشتهرت بتقديم مسلسلات مميزة بمواسم طويلة نجحت في لفت انتباه الجمهور منذ سنوات وأصبح عدد من هذه الأعمال بمثابة أيقونات، كبر معها الجمهور الذي ربما بعضهم كان يتابعها منذ البداية في فترة المراهقة، وحتى أصبحوا شبابًا، ليعيشوا تغيرات مختلفة مثل التي عاشها أبطال الأعمال التي عشقوها.
نجاح ساحق لهذه الأعمال يهدده "الملل" المصاحب للمواسم الطويلة
بعض من سلاسل الأعمال الدرامية الشهيرة مازال يعرض حتى الآن، وتتواصل أحداثه وسط اهتمام وتفاعل جمهور هذه المسلسلات التي عشقوها منذ بدايتها، ومن بينها مسلسل "Grey's Anatomy" في موسمه الـ19 و"The Walking Dead" بموسمه الـ11، وبالرغم من حالة الاهتمام تلك إلا أن الأمر على ما يبدو بات غير مناسبا لبعض من الجمهور الذين أصبحوا يريدون مشاهدة نهاية واضحة لهذين العملين تحديدًا، تختتم المشوار الطويل الذي عاشوه مع نجوم هذه الأعمال، والمآسي التي تعرضوا لها ضمن الأحداث.
مسلسل "The Walking Dead" من بين الأعمال الدرامية التي لاقت شهرة واسعة عند بدء عرضه عام 2010، حيث انطلقت أحداثه عندما يستيقظ ضابط الشرطة ريك، من الغيبوبة التي كان بها لعدة أشهر نتيجة ﻹصابته بطلق ناري أثناء عمله، ليجد أن العالم قد تم اجتياحه من قبل الموتى الأحياء وهو الناجي الوحيد، فيعود ريك الى منزله فيجد أن زوجته وابنه مفقودان، فيتوجه للبحث عنهما، ليجد نفسه أمام جيش من الموتى الأحياء، وتتصاعد الأحداث على مدار 11 موسم يعرض آخرها حاليًا.
انتقادات لحالة "المط والتطويل" في "The Walking Dead"
بالرغم من عرض الموسم الـ11 والأخير للمسلسل الشهير، إلا أن الجمهور اعتبر أن المسلسل قد فقد بريقه منذ فترة طويلة، وتحديدًا منذ الموسم التاسع عندما اختفت الشخصية الرئيسية "ريك" من الأحداث بشكل غامض، فأصبح العمل مليئًا بأحداث فرعية كثيرة مليئة بالمط والتطويل بدون داع، وسط أحداث لم تتغير منذ سنوات، حول الكفاح من أجل العيش، وتفاعل المجموعة الرئيسية التي نجت من الأحداث التي وقعت في بداية المسلسل؛ مع مجموعات جديدة لم يتم تسليط الضوء عليها إلا مؤخرًا.
النجاة من المخاطر والمغامرات المستمرة والبحث عن مصادر لمواصلة الحياة، كلها مواقف تكررت كثيرًا في المواسم السابقة من العمل دون التمهيد لنهاية متماسكة تجمع الخطوط الفرعية التي ظل صناع العمل يبتكروها على مدار السنوات الماضية، وهو ما تسبب في حالة انتقاد واسع من قبل عشاق هذا المسلسل الذين تمنوا انتهائه بشكل لائق، يتماشى مع بدايته المبهرة، بدلًا من وضع أحداث وإظهار العديد من الشخصيات الذين كان من الممكن الاستغناء عنهم.
كل ذلك يأتي بالتزامن مع الإعلان عن طرح مسلسلات مشتقة لبعض الشخصيات الأيقونية بالمسلسل، ومن المقرر عرضها قريبًا، وهو ما جعل البعض ينتقد كذلك فكرة الإعلان عن أعمال مشتقة لشخصيات لم يتم وضع نهاية محددة لها في العمل الأصلي، واعتبروا الأمر ما هو إلا محاولة استغلال النجاح الساحق الذي حققه المسلسل في مواسمه الأولى.
"Grey's Anatomy" وحياة الأطباء المليئة بالمغامرات المتكررة في 19 موسم!
الأمر نفسه تكرر مع المسلسل الطبي "Grey's Anatomy" الذي يعرض حاليًا الموسم الـ19 منه خلال الفترة الحالية، حيث عاش الجمهور مع أبطاله منذ عام 2005 وحتى الآن؛ أجواء مليئة بالمغامرة وإنقاذ الأرواح والصداقة والحب، لكن هل مازال يقدم المسلسل الجديد في أحداثه مع مرور هذه السنوات الطويلة؟
رغم أن أحداث المسلسل الشهير تتطور باستمرار وتدور حول حياة الشخصية الرئيسية وهي الطبيبة ميريديث غراي؛ إلا أن الأمر تشابه مع ما حدث في مسيرة "الموتى السائرون" حيث امتلأت الأحداث بتكرار العديد من المغامرات التي يخوضها نجوم العمل، ما بين المغامرات الخاصة بمحاولة إنقاذ أنفسهم وأصدقائهم، أو إنقاذ المرضى، إضافة إلى محاولة صنع تاريخ مميز في مسيرة بعضهم في الطب، وهي الأمور التي يسعى النجوم لتحقيقها منذ الموسم الأول.
كما انتقد البعض فكرة الصدف التي تقود الأحداث وتكررت كثيرًا منذ الموسم الأول، ومن بينها المخاطر التي لا تقع إلا في وجود الأطباء الرئيسيين سواء داخل المستشفى أو خارجها، حيث تعرضوا على مدار الأجزاء السابقة للعديد من المخاطر منها إطلاق النار داخل المستشفى، وسقوط الطائرة التي كانت تقلهم لأحد الأماكن، والتعرض لحوادث خطيرة على الطرق، والتعرض لعاصفة جوية خطرة خلال رحلة سفر وغيرها من الصدف التي لم يتعرض لها سوى نجوم العمل من الأطباء.
واعتبر الجمهور كذلك أن العمل لم يعد يستطع تقديم جديد في أحداثه التي تدور في دائرة مكررة حول العلاقات العاطفية وإنقاذ المرضى وظهور أطباء متدربين جدد، بقصصهم المختلفة، فيما تمنى البعض أن تنتهي أحداث العمل عند هذا الحد حتى يظل محافظًا على حالة النجاح التي قدمها منذ سنوات.
أعمال حافظت على نجاحها بوضع نهايات واضحة بعيدا عن استغلال الشهرة
على الجانب الآخر حرص صناع بعض الأعمال الشهيرة على الاكتفاء من تقديم أجزاء متتالية لسلاسل درامية مميزة نالت شهرة ونجاح واسع؛ حتى لا يقعوا في فخ المط والتطويل وتكرار الأحداث، والذي قد يتسبب ذلك في تراجع اهتمام الجمهور بأعمالهم، فقرروا التوقف عند نقطة معينة اكتشفوا فيها أنهم لن يستطيعوا تقديم المزيد ليحقق نفس النجاح الذي حققته الأجزاء الأولى من أعمالهم، ومن بين هؤلاء صناع مسلسل "Lost" الذي توقف عند 6 مواسم، ومسلسل "Game of Thrones" الذي انتهى بعد 8 مواسم، ومسلسل "Better Call Saul" الذي قدمت أحداثه على مدار 6 أجزاء كذلك، وكان مشتقًا من مسلسل "Breaking Bad" الذي انتهى بعد 5 مواسم وكلها أعمال كان لها نهايات واضحة بعيدًا عن حالة المط والإطالة التي سيطرت على بعض السلاسل الأخرى.
الصور من حسابات المسلسلات المذكورة بانستجرام