سهير الحلفاوي تتحدث لـ "هي" عن أهمية الاكتشاف المبكر لصعوبات التعلم لدى الأطفال
سهير الحلفاوي مبتعثه سعودية لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص صعوبات التعلم في جامعة University of Reading في بريطانيا درست الماجستير في جامعة University of Southampton عندما كانت مرافقة لزوجها في مرحلة الدكتوراه. انضمت كمحاضرة في جامعة أم القرى، عند عودتها إلى السعودية ولاحقا تم ابتعاثها لمرحلة الدكتوراه في جامعة University of Reading. تسعى د. سهير الحلفاوي إلى نشر الثقافة والوعي عن صعوبات التعلم وكيفية التعامل مع ذوي صعوبات التعلم.
حدثينا عن تجربتك الدراسية؟
تجربة الدراسة في بريطانيا تعتمد على الطالب نفسه، حيث إنه يتوقع من الطالب الذي يدرس الدراسات العليا في بريطانيا أن يكون ملما بالمهارات البحثية بأنواعها سواء أبحاث كمية Quantitative أو نوعية Qualitative أو أبحاث مختلطةMix Method.
ما التخصص الذي تدرسينه؟ تخصصي في مجال التربية الخاصة متخصصة في صعوبات التعلم.
صعوبات التعلم تعتبر حالة مستمرة ناتجة عن خلل أو اضطراب في العوامل العصبية التي تؤثر على نمو القدرات اللفظية والغير لفظية، وهو يعد من الأمراض الوراثية. لا توجد علاقة بين مؤشر الذكاء والقدرات العقلية. الشخص المصاب بصعوبات التعلم متوقع أن يكون نسبة ذكاءه IQ متوسط أو فوق المتوسط.
الشائع لدى أغلب أفراد المجتمع أن صعوبات التعلم مرتبطة بالتأتأة غ التأخر العقلي وهذا تماما لا ينطبق على ذوي صعوبات التعلم. أيضا توجد أنواع لصعوبات التعلم: صعوبات القراءة Dyslexia وصعوبات الحساب Dyscalculia وصعوبات الكتابة Dysgraphia وصعوبات التركيز وتشتت الانتباه ADHD. ما يفتقر إليه ذوي صعوبات التعلم هو التشخيص الدقيق لحالتهم حيث أنه لا توجد مدرسة إلا وبها أطفال يعانون من صعوبات التعلم، وهذا ما وجدته خلال فترة التدريب في المدارس سواء في السعودية أو في بريطانيا، لذا فعملية التشخيص والتعرف عليهم مهمة جدا.
حيث أن الاكتشاف المبكر لصعوبات التعلم لدى الأطفال يساعد في وضع استراتيجيات وطرق تعليم تناسب الطفل لتقلل من الآثار السلبية التي قد تواجه الطفل ذوي صعوبات التعلم وتساعده في التعلم بشكل طبيعي مقارنة بأقرانه الطلبة العاديين. عند المقارنة بين كثير من الطلبة قبل تشخيصهم وبعد وجدنا فرق كبير في عملية تلقيهم للتعليم واستيعابهم للتعليم. من جانب آخر نشر الوعي عن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا بين المجتمع جدا مهم وله دور في الحد الأثار السلبية التي يتعرض لها الطفل من ذوي صعوبات التعلم.
النصيحة التي تقدميها للذين يحبون يدرسون هذا التخصص؟
نصيحتي لمن يرغب في الدراسة في مجال التربية الخاصة التركيز على هذه الفئة ذوي صعوبات التعلم وخصوصا في قلة الاختبارات والأدوات المقننة على المنطقة العربية بشكل عام من ناحية التشخيص identification واستراتيجيات ووسائل تعليم لذوي صعوبات التعلم Teaching Methods. حسب الأبحاث العلمية المنشورة عن المنطقة العربية يوجد نقص في أدوات التشخيص والوسائل التي تساعد طلبة ذوي صعوبات التعلم. لذا فإن البحث والاطلاع على ما توصلوا أليه في الأبحاث العالمية يعتبر مهم لكن الأهم هو النظر والأخذ بعين الاعتبار إلى الاحتياج في المنطقة العربية. أنصح الطلبة أن يخوضوا تجربة العمل الميداني، لاكتساب مهارات التواصل مع الفئة الغالية من ذوي الاحتياجات الخاصة وحصر الاحتياجات لعمل أطروحة الدكتوراه على أساسه وأكيد قراءة الأبحاث العلمية المنشورة له أساس في تشكيل منهج البحث. وأنصح الطلبة المقبلين على هذا المجال بصفة خاصة ومجال التعليم بصفة عامة لدراسة الدكتوراه البحث عن المشرف بشكل دقيق حيث أن دراسة الدكتوراه في بريطانيا تعتمد على اختيار المشرف قبل بداية الدكتوراه، يفضل السؤال عن المشرف من خلال التواصل مع طلبة سبق لهم أن تعاملوا مع المشرف.
ماذا أثرت الدراسة عليك؟
أي مرحلة انتقالية في حياة الفرد تكون لها إيجابيات وسلبيات لكن من وجهة نظري حتى السلبيات يمكن أن نحولها إلى إيجابيات وذلك بعدم التركيز فيها وأنها مرحلة وستنتهي. بالنسبة لي التأثير إيجابي لأن جميع أفراد أسرتي نالوا حظهم من التعليم والانضمام إلى برنامج خادم الحرمين الذي يعد كوادر مستقبل الوطن الغالي. الأنشطة الجانبية إلى جانب الدراسة؟ في المرحلة الأولى لابتعاثي تشرفت بالانضمام إلى المدرسة السعودية في ساوثهامبتون وخدمة أبناء الطلبة وغير الناطقين باللغة العربية وهذه التجربة صقلت كثير من المواهب لدي وخصوصا العمل التطوعي. وشاركنا في العديد من الأنشطة التي تنشر ثقافة المملكة في الجامعات البريطانية سواء في اليوم الوطني أو الأعياد وكان له أثر إيجابي على كل من حضر وتعلم أن وطننا الغالي لديه الكثير من الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري.
كيف تحاولين الاستفادة من التجربة الدراسية في بلد الاغتراب؟
لا شك في أن الاستقرار في بلد يحتم عليك الاختلاط بالناس والمجتمع والتعرف على عادات وتقاليد المجتمع هي من أهم الميزات التي استفدت منها خلال فترات الابتعاث. وتشرفت بالتعرف على كوكبة من المتميزين في دول الخليج ودول عربية ودول إسلامية وأوربية وما زلت على تواصل معهم وبعضهم يعتبروا أصدقاء العائلة وآخرين تجمعني بهم صداقات علمية ونتمنى أن نستثمرها في مجال البحث العلمي وتبادل الخبرات في مجال التعليم.
تجربتك مع موضوع فايروس الكورونا، كيف تعاملت معها؟
كانت التجربة قاسية وخصوصا مع وجود أطفال لديهم أمراض مزمنة، وأيضا إغلاق المدارس مما كان له تأثير سلبي على تحصيلنا العلمي. ولكن بوقوف سفارة خادم الحرمين ومساعدتهم بتوفير العلاج والتواصل معنا وطمأنتنا ونقلنا إلى أرض الوطن خلال فترة قصيرة مما ساعد على اجتياز الفترة الصعبة. خلال الجائحة تعلمنا الكثير خصوصا عند المقارنة بين تعاطي دولتنا مع الجائحة ودول أخرى تعتبر المملكة من الدول الأولى في العالم التي قدمت الدعم والمساعدة لأفراد شعبها فلله الحمد حكومتنا وفرت نقلنا بينما كانت الطائرات واقفة ووفرت لنا العلاج في الداخل والخارج. وعايشنا الوضع عندما كان شح في الغذاء وأدوات التعقيم وكانت موفرة في بلدنا الحبيب ولم نعاني من أي نقص.