كيف تحاربين تدلي الجفون؟
ارتخاء الجفون خاصّية قد تتّسم بها العين وغالبًا ما تبرز مع العمر، أما الاسم العلمي لهذه الحالة فهو "تدلي الجفن" أو eyelid ptosis. هي ظاهرة تصيب الجفن المتحرّك وتجعله ينحني إلى الأسفل ببطء،فتبدو بسببها نظرة العين ثقيلة وحزينة، ويصبح تطبيق ظلال العيون البسيط عملية معقدة. وتحدث نتيجة لهبوط الأنسجة مع فقدان الكولاجين والإيلاستين بسبب التقدم التدريجي في السن الذي لا مفر منه. وليس هذا فحسب، بل في بعض الأحيان يكون تدلي الأجفان ناتجًا عن ضعف الدورة الدموية وبالتالي تراجع قوة العضلات والبشرة وصلابتها.
عادات سيئة
لنتحدث عن العادات السيئة لأنهاأيضًاتلعب دورًا مهمًا. إن التعرض لأشعة الشمس والبرد بدون وقاية ملائمة،والتدخين،واتباع نظام غذائي سيئ،وعيش نمط حياة غير صحي، كلها عناصر تسرع عملية الشيخوخة وظهور الجفون المتدلية.
للتغذية دور أساسيفي صياغة نمط عيشنا والتأثير على صحتنا العامة وعافيتنا. ويجب الحرص أيضًا على الابتعاد عن تطبيق مكياج كثيف، وعلى تنظيف بشراتنا بعناية كبيرة وتفادي إزالة الشعر بالشمع من منطقة العين الحساسة للغاية. كما أن استخدام المناديل المبللة المنظفة وأي شيء آخر يمكن أن يدفعنا للفرك وبالتالي الضغط على منطقة العين هو غير محبذ. وبالطبع،يُنصح باللجوء إلى النظارات الشمسية لتجنب الضغط على العينينحين يكون الضوء قويًا، وما ينتج عنه من تجعيد لبشرة تلك المنطقة.
استراتيجيات مفيدة لترهل الأجفان
لمحاولة إيقاف المشكلة واحتوائها، يمكنك تنفيذ سلسلة من الاستراتيجيات المفيدة وإدخالها في نظام عنايتك ببشرتك. وهي مجموعة من العادات الإيجابية التي يمكن أن تساهم على المدى الطويل في تأجيل التقدم البطيء لهذه الظاهرة التي لا مهرب منها.
الحيلة الأولى هي استخدام مكعب ثلجيموضوع داخل منديل والتربيتحول منطقة العين لتنشيط الدورة الدموية.وبالنسبة إلى مكونات التجميل التي يمكننا أن نعزز بهاالروتين الخاص ببشراتنا، فمن الجيد طبعًا التركيز على الريتينول والببتيدات.فالأول يحفز دورة تجدد الخلايا، أما الببتيداتفلها تأثير يشبه البوتوكسويدعم قوة العضلات.
الوسادة المناسبة
إن الراحة أي النوم لساعات كافية في وضعية مريحة عامل ممتاز يقف في وجه هذه الظاهرة بفضل مفعوله في إراحة بشرة محيط العينين. بهذه الطريقة، تسترخي عضلات تعابير الوجه، مما يحسّن عملية تصريف الأنسجة وإزالة السموم منها. كما أن النوم يعمل على إيجاد التوازن الصحيح لجهاز الأعصاب والغدد الصماء فيدفع الأنشطة الأيضية والعمليات الترميمية إلى أفضل مستوياتها. نصيحتي؟ استثمري في وسادة ممتازة، ربما مع غطاء حريري، وذلك لأنها تساعدك على اتخاذ الوضعية الصحيحة وتعزيز التدفق الوريدي واللمفاوي على طول الرقبة، وبالتالي تجنب ظاهرة الركود. وهذا ليس كل شيء، فالحريريجنّبك ظهور "تجاعيد الوسادة" غير المحبوبة.
الطب التجميلي والجراحي
هنالك حالات يكون الحل الوحيد فيها هو الاستعانةبالطبوالجراحة؛وهي حالات لا يمكن حتى لمستحضرات العناية بالبشرة التقنية المتطورة فعل أي شيء.
يُنصح بعملية "رأب الأجفان" (Blepharoplasty) في الحالات التي يظهر فيها الإرهاق والعمر على العينين (وبالتالي الوجه كلّه)، بسبب التجاعيد وترهل جلد الجفن العلوي أو السفلي. كما أنها مفيدة أيضًا عندما تصبح طية العين الطبيعية غير موجودة، أو في حال وجود أكياس دهنية في الجفن السفلي أو العلوي. وفي بعض الحالات،يحدّ الجلد الزائد في الجفونمن المجال البصري، وبالتالي يكون الهدف من عملية رأب الجفونوظيفيًا وغير جمالي فقط.بحسب حجم المشكلة والنتيجة المرجوة، يمكن إجراء هذه العملية بتقنيات جراحية طفيفة التوغل.
رأب الجفون بالليزر تقنية غير جراحية تستعين بليزر متطور للغايةلتصحيح العلامات الأولى لارتخاء بشرة الجفن، وتقليص التجاعيد،ومعالجةالشوائب في منطقة العين. وهي تقنية تعطي أيضًا نتائج ممتازة في ما يتعلق بتجديد البشرة المحيطة بالعين وإعادة نضارتها، بحيث تقضي على التجاعيد المحيطة بالعين والخطوط الرفيعة المعروفة باسم "أقدام الغراب" وتعيد شدّ بشرة الجفن. أما نهج عملها فيرتكز على الشعاع الضوئي الكثيف الذي ينبع من الليزر فيزيل طبقات الجلد التالفليبدأ بعد ذلك عملية الشفاء التي تكشف عن سطح جلد متجدد ومشدود وموحد وبالتالي ذي مظهر أكثر شبابًا.هذه التقنية لا تترك أي ندبات لأنها لا تتطلب وجود شق جراحي. أما الانزعاج الطفيف الذي قد يحدث بعد الإجراء مثل التورم أو التقشير الخفيف، فيختفي عمومًا بعد 3 إلى 4 أيام.
غير أنه في حالة الجلد الفائض بشكل شديد، يفضَّل اللجوء إلى رأب الجفون الطفيف التوغل، وهو إجراء يتمفي العيادة الخارجية أو في المستشفى النهاري تحت التخدير الموضعي النقي أو التخدير لتسكين الألم.تسمح لك التقنيات الحديثة ذات الحد الأدنى من الاختراق الجراحي بإزالة الجلد الزائد والأكياس الدهنية من الجفون بشكل دائم دون ترك ندوب مرئية. في الواقع، إنهاتستخدم خيطًا جراحيًا رفيعًا جدًا، مما يسمح لك بالبقاء بدون دواء أو علامات أو تورم بعد 4 أيام فقط. لذا فإن الشفاء سريع للغاية ولا يجبرك على تغيير نمط عيشك.