حليب الصويا مفيد للنساء.. لكن حذاري من أضراره
يأتي الحليب في أنواع ونكهات متعددة ومتنوعة، أشهرها الحليب البقري الذي عرفناه منذ سنوات طويلة وما زال المصدر الأساسي للتغذية بعد حليب الأم. لكن التوجهات اختلفت وتغيرت في السنوات الأخيرة، وبات الكثيرون يطلبون أصنافاً أخرى من الحليب غير البقري، معظمها مصنوع من الحبوب أو البذور كما هي الحال مع حليب الصويا.
والحقيقة أن حليب الصويا ليس جديداً، بل هو قديم قدم التاريخ واستخدامه شائع في العديد من الدول الآسيوية مثل الصين واليابان، وقد انتشر في السنوات الأخيرة في المنطقة العربية نظراً لطعمه المميز وفوائده الصحية الكبيرة خصوصاً على صحة النساء.
إلا أن لكل شيء إيجابي ناحية سلبية بشكل أو بآخر، وحليب الصويا يحمل بعض الأضرار التي سنعرَفك عليها عزيزتي القارئة في موضوعنا اليوم. إنما أولاً، دعينا نتطرق للإيجابيات ونتعلم سوياً فوائد حليب الصويا على صحتك.
ما هي فوائد حليب الصويا للنساء
يرتبط فول الصويا بقوة بصحة النساء لجهة الوقاية من سرطان الثدي بسبب محتواه من الإستروجين النباتي الذي يُماثل هرمون الإستروجين لدى المرأة والذي يشهد انخفاضاً مع قرب بلوغ سن انقطاع الطمث. وهو ما أظهرته العديد من البحوث والدراسات، وإن كان التأثير محدوداً وعليه ينصح الخبراء بوجوب الإعتدال في تناول فول الصويا لدواعي تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
إلا أن حليب الصويا له ارتباط أيضاً بالنساء من خلال فوائد عدة توفرها محتوياته الغنية بالعناصر النباتية التي يسعى الكثيرون لإدخالها ضمن نظامهم الغذائي، سواء من يتبعون حمية نباتية أو الذي يرغبون بزيادة حصتهم الغذائية من النباتات بدلاً من اللحوم.
ويُعدَ حليب الصويا من المنتجات النباتية الغنية بالعديد من المعادن، أبرزها الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، الفسفور، والبوتاسيوم، إضافة إلى عدد من الفيتامينات، مثل فيتامين أ، فيتامين هـ، ومجموعة فيتامينات ب، إضافة لكونه أحد المصادر المهمة للبروتين والأيسوفلافون(Isoflavones)المهمان لصحة المرأة بشكل خاص.
وتوفر هذه العناصر فوائد صحية للنساء يوردها موقع "ويب طب" على الشكل التالي:
- تخفيف أعراض انقطاع الطمث: بفضل محتواه من الإستروجين النباتي الذي يُماثل الإستروجين النسائي والذي يشهد انخفاضاً في مرحلة ما قبل سن اليأس وخلالها. لذا فإن تناول حليب الصويا باعتدال يسهم في تخفيف الهبات الساخنة التي تترافق عادة ما انقطاع نزول الدورة الشهرية.
- الوقاية من هشاشة العظام: ليست أعراض انقطاع الطمث الوحيدة التي تشغل بال النساء مع التقدم بالسن، بل هناك أيضاً مشكلة هشاشة العظام التي تتعرض لها المرأة أيضاً جراء تراجع الكتلة العظمية عند الكبر. ويساعد حليب الصوي في الوقاية من هذا المرض بفضل دوره المهم في الحفاظ على صحة وكثافة العظام، كما أن معظم منتجات حليب الصويا المتوفرة في السوق، تأتي مدَعمة بالكالسيوم وفيتامين د المهمين لصحة العظام.
- تحسين صحة الدماغ: يحتوي حليب الصويا على مجموعة فيتامينات ب وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والمعروفة بدورها الرئيسي في تعزيز عمل الدماغ والوقاية من مرض الزهايمر والخرف، وهما من أكثر الأمراض الشائعة عند النساء.
- الحفاظ على صحة القلب والشرايين: تشير أبحاث عدة لدور محتمل لحليب الصويا في حماية الأفراد من أمراض القلب والشرايين، بفضل احتوائه على الدهون الصحية غير المُشبعة والسيلينيوم ومُركبات الأيزوفلافون المضادة للأكسدة، ما يُقلَل من كمية الدهون والكولسترول الضار في الدم التي تقف وراء هذه الأمراض. كما يحتوي حليب الصويا على البوتاسيوم بكميات كبيرة، وهو من العناصر المهمة لصحة القلب ومنع ارتفاع ضغط الدم.
- بديل نباتي: كما أسلفنا، فإن مُتبَعي الحمية النباتية أو الساعين لزيادة حصتهم الغذائية من المصادر النباتية، قد يجدون في حليب الصويا مبتغاهم. كذلك الأمر بالنسبة لمن يعانون من بعض الحالات الصحية مثل الحساسية تجاه حليب الأبقار أو عدم تحمل اللاكتوز، كون حليب الصويا خالي من اللاكتوز، وكذلك مرضى الداء الزلاقي Celiac Disease ِأو حساسية القمح لخلوه من الغلوتين.
ما هي أضرار حليب الصويا للنساء
نعود ونشدَد على أهمية الإعتدال في تناول أي مصدر غذائي لتجنب مضاعفاته، وحليب الصويا يأتي ضمن هذه التوصيات.
إذ أن تناوله من قبل البعض أو الإكثار من تناوله قد يتسبب بالعديد من الأعراض:
- التعرض لرد فعل تحسسي والأعراض المصاحبة له في حال معاناة الشخص من حساسية لحبوب الصويا.
- إمكانية تأثيره على عمل الغدة الدرقية لاحتوائه على الأيزوفلافون، وعلى الرغم من عدم وجود دليل يثبت صحة ذلك، إلا أنه يُنصح باستشارة الطبيب قبل استهلاك حليب الصويا بشكل مستمر، خاصة في حال معاناة الشخص من مشكلات صحية في الغدة الدرقية أو عدم استهلاك أطعمة غنية باليود بشكل جيد.
- زيادة الوزن في حال استهلاك حليب الصويا المحلّى صناعيًا.
- احتواء حليب الصويا على عدد من المكونات الغذائية التي قد تؤثر على امتصاص بعض العناصر الغذائية والتأثير على هضم البروتينات والكربوهيدرات.