هكذا تنتقل الكوليرا من شخص لآخر .. وهذه أبرز مضاعفات المرض
تُعد الكوليرا من الأمراض المُعدَية التي تصيب الكثيرين خاصة من يعيشون في ظروف حياتية غير صحية، وهي مرضٌ يصيب الأمعاء الدقيقة جراء تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة وتتسبب بالإسهال المائي.
ويحدث مرض الكوليرا عند الإصابة بعدوى ضمة الكوليرا أو عدوى بكتيريا الكوليرا التي تعمد لإنتاج سم قوي يُعرف بإسم سم الكوليرا، يمكن أن يلتصق بجدار الأمعاء الدقيقة ويُسبب الإسهال الشديد.
ومع تفشي وباء الكوليرا من جديد في لبنان ولأول مرة منذ 10 سنوات، يتساءل الكثيرون حول كيفية انتقال عدوى الكوليرا من شخص لآخر، وما هي مضاعفات هذا المرض في حال عدم علاجه بسرعة. وهو ما سوف نتطرق إليه في موضوعنا اليوم.
كيف تنتقل الكوليرا من شخص إلى آخر
بحسب ما جاء على موقع "ويب طب"، فإن بكتيريا الكوليرا التي تتواجد في براز شخص مصاب بالمرض تُعدَ الطريقة الرئيسية لانتقال المرض من شخص لآخر. مشيراً إلى أن التواصل المباشر مع شخص مصاب بالكوليرا، سواء من خلال اللمس أو العطس أو السعال، ليس أمراً مُعدياً.
وللإجابة الوافية عن كيفية الكوليرا من شخص مصاب لأشخاص أصحاء، يذكر الموقع المختص بالشؤون الطبية عدداً من الطرق:
- إمكانية انتقال المرض من خلال شرب الماء الملوث أو الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا.
- تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدًا، والخضار والفواكه النيئة والتي يُحتمل تلوثها ببكتيريا الكوليرا.
- تناول الأطعمة التي تتلوث ببكتيريا الكوليرا أثناء عملية تحضيرها وتخزينها من قبل شخص مصاب.
وبالعودة للوسيلة الأساسية لانتقال الكوليرا من شخص لآخر، أي البراز، تشير مصادر "ويب طب" إلى استمرار الشخص المصاب بالكوليرا بإفراز البكتيريا مع البراز لمدة تتراوح بين 7 – 14 يوماً، ما يضاعف احتمال تلوث الطعام والماء أو نقل العدوى خلال هذه الفترة، خصوصاً في الأماكن المكتظة سكانياً والتي تقل فيها معالجة مياه الشرب بطرق صحية، فضلاً عن سوء الصرف الصحي وعدم توافر حمامات نظيفة، وقلة النظافة الشخصية بين الأفراد.
ليس ذلك فحسب، بل يمكن أن تتواجد بكتيريا الكوليرا في أماكن أخرى مثل المياه الساحلية ومياه الأنهار قليلة الملوحة، سطح التربة ومياه الآبار العامة خاصة في المناطق المزدحمة والتي تخضع لظروف معيشية سيئة.
ويتم في بعض الحالات استخدام أسمدة ملوثة أو مياه صرف صحي غير مُعالج في الدول الفقيرة أثناء زراعة المحاصيل الزراعية مثل الخضروات والفواكه، ما يجعلها بؤرة سهلة لانتقال العدوى خاصة في حال تناولها نيئة وغير مقشرة.
هذا ويمكن أن تنمو بكتيريا الكوليرا على الطعام المطبوخ مثل الحبوب والأرز، الذي يُترك في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات ومن دون وسائل تبريد، خصوصاً في المناطق التي ينتشر فيها المرض. إضافة لإمكانية تواجد البكتيريا في الأطعمة البحرية النيئة مثل المحار النيء.
ما هي مضاعفات مرض الكوليرا
إن فقدان السوائل الشديد من الجسم جراء الإسهال المائي الذي يتسبب به مرض الكوليرا، وفقدان الكهارل أيضاً، يمكن أن يؤدي للوفاة في معظم الحالات الحادة وخلال ساعات فقط. أما في الحالات الأقل حدة، فإن مرضى الكوليرا الذين لم يتلقوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض المرض، هم عرضة للوفاة بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية.
ومن مضاعفات مرض الكوليرا الخطيرة الأخرى:
- انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم) بدرجة خطيرة، وهي مشكلة تظهر بشكل أساسي عند الأطفال. ويمكن لنقص سكر الدم الحاد أن يتسبب بحدوث نوبات مرضية، وفقدان الوعي، حتى الوفاة.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم، ما يؤثر على وظائف القلب والأعصاب ويُشكَل خطراً على حياة المريض.
- الفشل الكلوي، جراء فقدان الكلى قدرتها التامة على الترشيح، ما يتسبب بتراكم كميات إضافية من السوائل وبعض الكهارل والفضلات في الجسم؛ الأمر الذي قد يُشكِّل خطرًا على الحياة. وغالبًا ما يترافق الفشل الكلوي بالهبوط الدموي عند المرضى المصابين بالكوليرا.
تجدر الإشارة إلى أن بعض اللقاحات المتوفرة، تؤمن حماية لا بأس بها من وباء الكوليرا، ويجب على الأشخاص المسافرين لمناطق ينتشر فيها المرض، أخذ اللقاح بجرعة واحدة قبل السفر بعشرة أيام.
لكن هذا اللقاح لا يُعدَ بديلاً عن التدابير الوقائية الواجب اتخاذها من كافة الأفراد لتجنب الإصابة بالكوليرا، ومنها عدم السفر للبلدان الموبؤة بهذا المرض، واتباع وسائل النظافة الشخصية التامة لجهة غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وبعد استخدام المرحاض.
كما يُنصح بغلي الماء قبل شربه، أو شرب المياه المُعلبة أو المُعقمة، تناول المشروبات المعلبة فقط، تجنب منتجات الألبان، تناول الفواكه والخضروات النيئة التي يمكن تقشيرها،تجنب الطعام غير المطبوخ جيدًا، تجنب تناول أطعمة البحر النيئة وخاصةً المحار، واستخدام المياه المغلية أو المُعبأة أو المعقمة عند تنظيف الأسنان والاستحمام.