تشديد على الفحوصات الدورية حتى لغير المدخنين بالتزامن مع شهر التوعية بسرطان الرئة
يأتي شهر نوفمبر من كل عام ليحمل معه العديد من النواحي الصحية التي تتضافر الجهود للتوعية حول مخاطرها، ومنها سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً حول العالم.
ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، كان سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً حول العالم في العام 2020، مع تشخيص 2.21 مليون إصابة وتسببه بوفاة 1.8 مليون مريض. وعلى الرغم من التطور الذي شهدته علاجات هذا المرض، يبقى أكثر أنواع السرطان تسبباً بالوفيات عالمياً.
وبحسب موقع وزارة الصحة السعودية، يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة بعض عوامل الخطر، مثل التدخين، أو التعرض للتدخين السلبي. إلا أنه ثمة نسبة لا يُستهان بها من إجمالي حالات سرطان الرئة العالمية، ظهرت بين أشخاص لم يسبق لهم استخدام منتجات التبغ أبداً.
ويضع التدخين السلبي الأشخاص الذين يتعرضون له أمام خطر الإصابة بسرطان الرئة. فالدخان الصادر عن احتراق أي من منتجات النيكوتين يحتوي على سموم خطيرة تعلق في الهواء وتُعرَض المتواجدين في البيئات المغلقة لخطر استنشاقها، حتى لو كان المُدخن قد غادر بالفعل. وتحدث داخل رئة الأشخاص الذين يتعرضون باستمرار إلى التدخين السلبي، تغيرات مرضية تزيد من احتمال نمو ورم خبيث.
خطر الإصابة بسرطان الرئة لغير المدخنين
لهذا يشجع خبراء مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي خلال شهر التوعية بسرطان الرئة نوفمبر، جميع أفراد المجتمع على إجراء الفحوصات الدورية، حتى غير المُدخنين منهم. وعلى الرغم من أن المُدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، أو يتجاوز عمرهم 50 عاماً، أو يتعرضون للتدخين السلبي، يواجهون أيضاً مخاطر الإصابة به.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عثمان أحمد، رئيس قسم جراحة الصدر في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يُعتبر سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً وتعقيداً وقدرة على الانتشار في الجسم، وثاني أكثر سرطان تسبباً بالوفيات في دولة الإمارات. إلا أنه وبفضل التشخيص المبكر، وزيادة المعلومات حول ماهية المرض وطريقة انتشاره، والعلاجات الجديدة، والإجراءات العلاجية بأقل قدر من التدخل الجراحي، باتت التوقعات المحيطة بمرضى سرطان الرئة أفضل من ذي قبل. لذلك نشجع جميع أفراد المجتمع المُعرضين للإصابة بهذا المرض على إجراء الفحوص الدورية بانتظام وحسب راحتهم، لاسيما الأشخاص الأكثر عرضة من غيرهم، وهم المدخنون السابقون والحاليون، والأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 50 عاماً".
التشخيص المبكر لسرطان الرئة ينقذ الحياة
من جانبه قال الدكتور علي سعيد وهلا، استشاري طب الرئة، معهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "الرسالة هنا بسيطة. التشخيص المبكر ينقذ الأرواح. إلا أنه لسوء الحظ، غالباً ما يتم اكتشاف مرض السرطان في وقت متأخر. فالمرضى الذين يجري تشخيص إصابتهم مبكراً يتمكنون من الوصول إلى الكثير من الخيارات العلاجية البديلة بخلاف أولئك الذين تُكتشف إصابتهم في وقت متأخر. ونوصي دائماً في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بإجراء الفحوص الدورية بمعدل مرة واحدة سنوياً للأشخاص ذوي المخاطر العالية، حتى ضمن الفئة العمرية التي تقل عن 20 عاماً ممن يشعرون بأعراض متكررة مثل السعال وضيق التنفس وآلام دائمة في الصدر. ولاشك أن تقليل احتمالات الإصابة بهذا المرض أمر ممكن بتغييرات بسيطة في أنماط الحياة، وأهمها الإقلاع عن التدخين وتناول المأكولات الصحية وممارسة الرياضة بانتظام".
ونغتنم هذه الفرصة اليوم لضم صوتنا إلى أصوات الأطباء المطالبة بضرورة إيلاء صحتك العناية القصوى، والتوقف عن التدخين فوراً لتدارك المخاطر الصحية التي يمكن أن تلحق بصحتك خصوصاً الرئتين في حال الإستمرار بالتدخين أو التواجد في بيئة غنية بالتدخين.