الخطوات الأساسية للعناية بالبشرة وكيف تبدئين بها
إن البشرة الجيدة ليست مجرد نتيجة للجينات الجيدة التي نرثها، بل هي أيضًا نتيجة اتّباع سلسلة من العادات اليومية الصحية. وكلما أسرعتِ في اعتماد هذه العادات وتكييفها لتلائم بشرتك، أسرعتِ في الاستفادة القصوى من الجمال الرائع الكامن فيها طبيعيًا.
ولكن متى يجب البدء باتباع هذه العادات الجيدة؟ كما يقال، إن خير البر عاجله، فمن الأفضل البدء بها باكرًا. من سن الأربعين، تعبّر البشرة في الواقع عن ما كانت عليه في السنين السابقة وعن الطريقة التي عاملناها بها. ما من عمر يكون قد فات فيه الأوان تمامًا للاعتناء بالبشرة، لكنه من المستحسن والأسهل أن نبدأ مبكرًا.
على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تحديدًا، كمّية هائلة من المعلومات التي قد تربك من يطّلع عليها في الكثير من الأحيان، ولا سيما من لا يملك فكرة مسبقة عن هذا المجال.
اعرفي بشرتك
المرحلة الأساسية الجوهرية هي معرفة بشرتك وخصائصها وحاجاتها. إلى أي درجة ترطيب تحتاج؟ هل تلمع؟ هل تتشقق؟ هل تحمر؟ هل تعاني من مشاكل حب الشباب؟ تقليديًا، إن أنواع البشرة مقسمة إلى أربع فئات ضخمة.
البشرة الجافة: تتمدد خاصة بعد التنظيف، كما أنها تتأثر بتغيرات درجات الحرارة فتتشقق وتظهر عليها علامات.
البشرة الدهنية: تلمع بسهولة، ولها شوائب ومسام ظاهرة أو حتى حب الشباب أحيانًا.
البشرة المختلطة: فيها مناطق جافة، ومناطق دهنية خصوصًا عند الجبين والأنف والذقن.
البشرة الحساسة: تحمر بسهولة، وتتأثر بالعوامل المحيطة.
لكن من المهم أن نشدد على أن بشرتنا قد لا تندرج تمامًا ضمن إحدى هذه الفئات الضخمة لأسباب كثيرة. فالجلد في الواقع هو أكبر أعضاء جسم الإنسان، وهو نقطة اتصالنا بكل ما يحيط بنا، وجسر بين الأعضاء الداخلية والعالم الخارجي. وبالتالي، يتعرض لضغوط كثيرة، وتتغير حاجاته وفق آلاف العوامل. قد تتدهور حالة البشرة بسبب النظام الغذائي أو تسوء بسبب استخدام المنتجات الخاطئة؛ وقد تتغير لأسباب مناخية أو مع التقلبات الهرمونية الشهرية التي تختبرها المرأة في مراحل الدورة. فتكون القاعدة إذًا الإصغاء إلى ما تقوله لك بشرتك.
الخطوات الأساسية
ما هي الخطوات الأساسية في روتين العناية بالبشرة؟ هناك خطوتان فقط: التنظيف والترطيب. لا شك في أن الإضافات الأخرى ستساهم في تحسّن صحة البشرة، لكن هاتين الخطوتين هما العاملان الرئيسان للانطلاق بالشكل الصحيح. على عكس ما تعلّمنا إياه الخطوات العشر في روتين العناية بالبشرة الكوري، من غير الضروري أبدًا استخدام الكثير من المنتجات، وخصوصًا إذا كنت قد بدأت للتو الاعتناء الجدّي ببشرتك. فمن الأفضل البدء ببضع خطوات منتظمة لتكتسبي عادة صحية جديدة.
أولًا، اختاري الغسول الملائم لحاجات بشرتك. قد تتساءلين في هذه المرحلة عن المنشط أو التونيك، وما إذا كان مفيدًا أم لا. في الحقيقة إن تطبيقه ليس بخطوة ضرورية، إلّا إذا احتجتِ إلى تنعيم بشرتك بعد تنظيفها وتحضيرها للخطوات التالية، أو إلى استخدام مكونات تقشير فعالة.
بالنسبة إلى الترطيب، يجب أن نوضّح الفرق بين الترطيب النهاري والترطيب الليلي. فقد أشار العديد من أطبّاء الجلد إلى أن المنتج الأهم في محاربة الشيخوخة يُستخدم في الصباح، وهو عامل الحماية من أشعة الشمس SPF. إذًا، لا تخرجي يومًا بدون الكريم المعزز بعامل الوقاية من أشعة الشمس الذي يمكنك استعماله لوحده. وفي الأسواق اليوم، تجدين العديد من الكريمات المعززة بعامل وقاية عالٍ والمصممة للاستعمال ضمن نمط عيشك المديني وليس على الشاطئ. وحتى صاحبات البشرة الدهنية والبشرة المختلطة يستطعن أن يجدن تركيبات مناسبة لحاجاتهن.
وما المقصود بالكريم الليلي؟ هو أي كريم لا يحتوي على عامل حماية من الشمس. بحسب حاجاتك، يكفي اختيار منتج يعمل بالتزامن مع ساعات الراحة الليلية لتسريع عملية إصلاح البشرة، ونذكر على سبيل المثال منتجات الريتينول. ولأنواع البشرة التي لا تتقبل أبدًا الكريمات (مثل بعض البشرات الدهنية)، قد يُفضّل استعمال منتج آخر مثل السيروم لأنه يسد المسام بشكل أقل بكثير.
ما هو الترتيب المحدد لاستخدام المنتجات الأساسية؟
القاعدة العامّة تتلخّص بتطبيق المنتجات بناءً على قوامها، وتحديدًا من الأخف إلى الأثقل. فيبدأ الروتين بالتنظيف قبل أن ينتقل إلى استعمال التونيك والسيروم والكريم، وربما الزيت للمسة أخيرة.
على طريقة المحترفين
بعد أن تعتادي على الخطوات الأساسية التي تحدّثنا عنها، تستطيعين التفكير في إدخال مراحل أو خطوات جديدة؛ ومنها مثلًا التقشير. يمكنك التقشير باستخدام منتج مثل السكراب، أو منتجات تحوي أحماض ألفا هيدروكسي وبيتا هيدروكسي مثل الغليكوليك والساليسيليك لأنهما لطيفان وفعّالان. يسمح التقشير بتحفيز تجدد خلايا البشرة الذي قد يبطأ على مر السنين.
الأوقات المناسبة
صحيح أنه ما من معجزات في عالم العناية بالبشرة، إلّا أن العلم قد حقق تقدمًا هائلًا في هذا المجال على مدى السنوات الأخيرة. ومع ذلك، من المهم أن تمنحي نفسك بعض الوقت لتسمحي للروتين بالعمل وإعطائك نتائج ملحوظة. بعد مرور الشهر الأول، ستفهمين كيف بدأت المنتجات المستعملة بالتفاعل مع بشرتك، لأن دورة التحول الكاملة للبشرة تستغرق 28 يومًا. لكن هناك منتجات قد تتطلب وقتًا أطول، مثل تلك التي تعتمد على الريتينول أو الببتيدات. باختصار، عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة، فإن الصبر مفتاح الفرج.