حب الشباب بين الخرافة والحقيقة
تعاني العديد من المراهقات منحب الشباب، لكن -ولعوامل مختلفة- تصيب البالغات كذلك. والمسبب الأول لحب الشبابهو البكتيريا البروبيونية العدية،فتكاثرها الزائد في المسام المسدودة يولّد ظهور حب الشباب بأشكالها المختلفة، من الحطاطات إلى الكيساتوالبثور.لكن ما هي الفروق بين مختلف أشكال حب الشباب؟
في كل الحالات المذكورة أعلاه، يظهر حب الشباب نتيجة الإفراز الدهني الزائد العالق تحت الجلد، مما يؤدي إلى حدوث التهاب.يمكن أن يكون بشكل بثرة ولها الرأس الأبيض المعروف،كما يمكن أن يكون عبارة عن حطاطة أو حبة تحت الجلد في مرحلتها الأولية، أو من الممكن أن يؤدي إلى ظهور كيس وهوذلك الالتهاب المزعج والمؤلم الذي لا يوجد مخرج له على السطح.
الأسباب والعلاجات
بمرور الوقت، انتشرت العديد من الخرافات حول حب الشباب والأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهوره. سنتحدث عنها واحدة تلو الأخرى.
1. التغذية
خلافًا للاعتقاد الشائع، لم يتم إثبات وجود علاقة بين أطعمة معينة - مثل الشوكولاتة أو الحليب - والتهاب حب الشباب. ومن ناحية أخرى، تم إثبات العلاقة بين الأطعمة التي لها حمل غلايسيمي عال (مثل الكربوهيدرات المكررة) وحب الشباب، ولا تزال العلاقة بين مشتقات الحليب ومظاهر الالتهاب قيد الدراسة.
ومع ذلك، لم يتم العثور على دليل علمي يؤكد وجود علاقة بين تناول الشوكولاته وحب الشباب.لكنه من الواضح أنعدم الإفراط في تناول الشوكولاتة لا يزال جزءًا من نمطالحياة الصحي،الأمر الذي لا يمنعنا من تناول الشوكولاتة من حين لآخر.
2.حب الشباب وراثي
تؤكد الدراسات التي أجريت حتى الآن -وإن لم تكن قاطعة- أن وجود حب الشباب يرجع إلى الجينات الوراثية بنسبة %80، لذلك فإن أولئك الذين يعانون من حب الشباب في الأسرة هم أكثر عرضة لنقل هذه المضاعفات إلى أولادهم.
3. المكياج لا يزيد الأمور سوءًا
ليس مقدار وكيفية وضع المكياج هو ما يسبب مشاكل البشرة، ولكن نوعية المنتجات المستخدمة. ونحتاج دائمًا إلى التركيز على إيجاد المنتجات العالية الجودة، مع الانتباه إلى تاريخ انتهاء صلاحيتها،واللجوء إلى تركيبات معينة للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.
4. فقع البثور ممنوع
إن لمس وجهك وفقع البثور لا يساعدانك على حل المشكلة وتحسين حالة البشرة، بل يساهمان أيضاً في ترك الندبات والآثار على الجلد. وبهذه الطريقة يزداد انتشار البكتيريا على الوجه، مما يؤدي حتمًا إلى تفاقم حالة حب الشباب.
5. حب الشباب ليس له عمر
لسوء الحظ، يعتبر حب الشباب مشكلة موجودة بشكل متزايد ليس فقط لدى المراهقين. وفي الواقع، يمكن أن تؤثر هذه المشكلة على الأشخاص من جميع الأعمار: من المؤكد أن مستويات الهرمونات لدى المراهقين أكثر اضطرابًا من مستوياتها عند البالغين وهذا يمكن أن يساعد في ظهور الشوائب. لكن المزيد والمزيد من البالغين يعانون من حب الشباب. وصرنا نتحدث عن حب "البالغين" حين نقصد البثور الموجودة على بشرة من تفوق أعمارهم 25 سنة. وفي كثير من الأحيان، حتى النساء في فترة ما قبل سن اليأس يمكن أن يواجهن هذه المشكلة بسبب التقلبات الهرمونية.
6. أهمية التنظيف
صحيح أن الإنتاج المفرط للإفرازات الدهنية والتكاثر المتغير للخلايا الكيراتينية (الخلايا الرئيسية للجلد) يمكن أن يؤديان إلى ما يسمى الزؤانة الدقيقة. هكذا يصبحدور التنظيف أساسيًا وضروريًا في منعانتشار البكتيريا وإبقاء تراكم الدهون تحت السيطرة.
7. هل تحسن الشمس حب الشباب؟
إليكم خرافة كاذبة أخرى.بفضل تأثيرها المضاد للبكتيريا والمحسن للمناعة، تعمل الشمس في البداية على تقليل الآفات الالتهابية لحب الشباب مع تحسن ملحوظ خلال موسم الصيف، ومع ذلك، فإنها تتسبب أيضًا في زيادة إنتاج الجذور الحرة وفرط تكاثر الخلايا الكيراتينية، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة في أشهر الشتاء. لذا فإن الشمس لا تحسن من حب الشباب، بل يمكن في بعض الحالات أن تزيد الأمر سوءًا.
8. أهمية الترطيب
تحتاج البشرة المعرضة لحب الشباب أيضًا إلى الترطيب. وفي الواقع،قد تسبب العلاجات المضادة لحب الشباب جفاف البشرة بشكل مفرط، لذلك من الجيد استعمال المرطب المائي غير الغني بالزيوت.
9. هل هناك فرق بين حب الشباب لدى الذكور والإناث؟
طبعًا لا. في كلتي الحالتين، إن أسباب وعلاجات حب الشباب هي نفسها. ما يهم هو اختيار المنتجات والعلاجات المناسبة بناءً على نوع بشرتك واحتياجاتك وعاداتك.
10. الاستراتيجية الصحيحة
عندما يتعلق الأمر بحب الشباب، فإن الخطوة الأولى الصحيحة هي بالتأكيد استشارة طبيب أمراض جلدية متخصص. فحب الشباب حالة جلدية تتطلب في كثير من الحالات استخدام أدوية معينة، لكن ماذا يمكننا أن نفعل في المنزل؟
العناية المناسبة أساسية وتتضمن ثلاثة عناصر: التنظيف، الترطيب، والحماية من أشعة الشمس.
في الواقع، الهدف الأساسي هو إبقاء إنتاج الإفرازات الدهنية تحت السيطرة، والتطهير عن طريق التقشير، وترطيب البشرة في النهاية.
لا تنسي أبداً، كما ذكرنا، مرحلة الترطيب. في كثير من الأحيان يصاحب حب الشباب جفاف واحمرار لا يمكن تهدئتهماإلا بمكونات نشطة مهدئة ومرطبة.
في النهاية، إن آخر نصيحة يمكن إسداؤها هي: لا للحلول الذاتية ونعم للاعتماد على متخصص. ولا تتبعي نصيحة أصدقائك أبدًا لأن لكل بشرة حاجاتها الخاصة.