أفلام العيد من الكوميديا الى العنف
عمرو رضا
لا تعرف السينما التجارية العربية التنوع الموجود فى بقية دول العالم، فهى أسيرة "الموجات التجارية التي يصنعها المنتج" للحصول على أكبر إيرادات ممكنة، ففي التسعينيات من القرن الماضي كانت ظاهرة أفلام المقاولات، ثم تبعتها موجة السينما النظيفة، ومن بعدها "موجة الكوميديا" وأخيرا أفلام العنف في عالم العشوائيات.
كان من المفهوم ان يتم التركيز على أفلام الكوميديا في موسم العيد فهو مناسبة أسرية للترويح بعد عناء شهور من عمل الوالدين ومتابعة الدراسة للأطفال والشباب، ولكن منذ ثلاث سنوات أطلقت شركة الانتاج الصغيرة ظاهرة أفلام العنف الجماعية للمثلين المغمورين، وتعتمد بالأساس على قصة بطل من عالم العشوائيات المصرية وترصد قصة ظهوره وانتصاره على بقية عناصر الاجرام ليصبح المجرم الأكبر مع بعض "التوابل الإنسانية" التي تجعل اجرامه مقبولا وأحيانا مطلوبا، والكثير من المشهيات التي تداعب عواطف المراهقين والمراهقات مثل الفتاة الشعبية العشيقة للبطل وهي عادة فتاة سيئة السمعة ترقص وتغني وتتكلم بألفاظ خادشة وبطريقة جريئة ولكنها صادقة في حبها للبطل وراغبة في التطهر، مع القليل من الكوميديا يتكفل بها الممثلون المساعدون.
البداية كانت شخصيات هامشية داخل أفلام المخرج خالد يوسف لرصد ما يجري في عالم العشوائيات وكان نجمها الأول الفنان عمرو عبد الجليل، ثم تطورت الفكرة مع فيلم "إبراهيم الأبيض" للنجوم الكبار محمود عبد العزيز وأحمد السقا وهند صبري، ثم أصبحت ظاهرة مع الصعود اللافت للفنان محمد رمضان في فيلم "عبده موتة" الذي حقق أرقاما قياسية أطاحت في العيد قبل الماضي بكل أفلام الكوميديا، ثم كررها العيد الماضي بفيلم "قلب الأسد"، ومع موسم العيد الأضحى يظهر مجرم جديد على الشاشة هو محمد فراج بطل فيلم "القشاش" والمشترك بين كل هذه الأفلام ملكة جمال مصر السابقة حورية فرغلي.
هل هي موضة وستمر مثل سابقاتها؟ وهل انتهى عصر سينما الكوميديا مع خفوت بريق محمد هنيدي وتفرغ أحمد آدم وأشرف عبد الباقي لعالم البرامج التلفزيونية، وتحول أحمد حلمى لعالم الكوميديا السوداء؟ أسئلة لا يمكن الإجابة عنها هذا العيد ولكن المؤكد أننا لا زلنا أسرى أفلام العنف حتى إشعار آخر.