خبراء ينصحون عبر "هي": هكذا تتجنبين الإصابة بالانفلونزا في فصل الشتاء
بعكس معظم دول العالم التي تعاني من الأمطار الغزيرة والثلوج المتراكمة، فإن دول الخليج العربي تنعم بشتاء رائع تعتدل فيه درجات الحرارة وتخف فيه أشعة الشمس الحارقة، ليحلو للناس الإستمتاع بالنشاطات المختلفة في الهواء الطلق بعدما اضطروا لأشهر عديدة خلال السنة لملازمة المنازل والمراكز التجارية والأماكن المغلقة.
لكن هذا النعمة لا تلغي حقيقة أن المواطنين والمقيمين في دول الخليج، هم عرضة أيضاً للإصابة بأمراض الشتاء المعهودة التي تترافق مع انخفاض درجات الحرارة وهبوب الهواء البارد، ومنها الانفلونزا التي عادت للظهور من جديد بعدما خفت وهجها والتركيز عليها خلال فترة جائحة كوفيد-19.
وخلال قيامهم بهذه النشاطات المتنوعة في الشتاء، يغفل معظم الناس عن الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بعدوى الانفلونزا، المرض الشائع خلال هذه الفترة من العام التي تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة.
يُعتبر مرض الانفلونزا عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة والرئتين، والجهاز التنفسي عمومًا. وعلى الرغم من أن هذا المرض ليس خطيراً في معظم حالاته، إذ يتعافى منه معظم المصابين من تلقاء أنفسهم دون تدخل دوائي حقيقي، بخلاف الفيتامينات والمُكملات الغذائية، إلا أن بعض الفئات من الناس قدتتعرض للإصابة بمضاعفات الانفلونزا التي يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى مراحل مُزمنة تهدد حياة المريض.
نتعرف في موضوعنا اليوم على أنواع الإنفلونزا، والفئات الأكثر عرضة للإصابة بها فضلاً عن نصائح طبية للوقاية من هذا المرض يقدمها لنا 4 أطباء من عدة مستشفيات متخصصة في أبوظبي.
ما هي أنواع الانفلونزا
تنقسم الانفلونزا إلى 4 أنواع رئيسة، بعضها يصيب البشر والبعض الآخر ينتقل إلى الحيوانات، وهي التاليةفيروس الانفلونزا (أ)، وفيروس الانفلونزا (ب)، اللذان يصيبان البشر وهما المسببان لعدوى الانفلونزا الموسمية التي تنتشر في موسم الشتاء، إضافة إلى فيروس الانفلونزا (سي) الذي يصيب البشر أيضًا وهو المسبب لعدوى الانفلونزا خلال السنة. أما فيروس الانفلونزا (د) فيصيب المواشي ولا يمكن انتقاله إلى البشر.
الفئات الأكثر عرضة لخطر الانفلونزا
أكد الدكتور عماد الدين محمد بركات،أخصائي الطب الباطني والسكري في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال أنّ مريض الانفلونزا يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه في معظم الحالات، وقال: "على الرغم من أن الانفلونزا يُعتبر مرضًا بسيطًا في معظم حالاته، إلا أن هنالك بعض الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر المضاعفات الشديدة من غيرهم، وهم الأطفال دون سن عامين،كبار السن أكثر من 65 عاماً، كوادر الرعاية الصحية في المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأجل، الحوامل أو اللاتي يُخططن للحمل في موسم الإنفلونزا، أصحاب المناعة الضعيفة، والمصابون أساسًا بأمراض مُزمنة كالسكري والربو وأمراض القلب والكلى والكبد،بالإضافة إلى المصابين بالبدانة".
كيفية الوقاية من الاصابة بالانفلونزا
أشار الدكتور عماد سلمان، استشاري طب الأسرة في مستشفى هيلث بوينتإلى أن الطريقة المثلى لتعزيز الوقاية من الانفلونزا الموسمية هي أخذ اللقاح سنويًا، وأضاف: "يُعتبر لقاح الانفلونزا أفضل طريقة مُمكنة لتجنب مضاعفاتها؛ إذ أنه وعلى الرغم من عدم قدرة اللقاح على تحقيق الوقاية بنسبة 100% إلا أنهيُعدخيارًا فعالًا لتقليل المضاعفات عند التعرض للمرض.
ومن النصائح الأخرى لتقليل فرص العدوى قدر الإمكان:
- عدم الاقتراب كثيرًا من المصابين بالانفلونزا.
- البقاء في المنزل عند الشعور بأعراض المرض تجنبًا لنقل العدوى للآخرين.
- تغطية الفم والأنف عند السعال.
- تنظيف اليدين وتجنب لمس العينين والأنف والفم.
- المواظبة على ممارسات النظافة والتعقيم العامة.
وأضاف الدكتور عماد أن"العدوى تحدث بالسعال أو العطس أو التحدث.وللأطفال دورٌ مهمفي انتشار المرض داخل المجتمعات والأسرة،على نحو غير مباشر،وذلك عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي على اليدين أو الأسطح. وتكون ذروة انتشار الفيروس قبل يوم من ظهور الأعراض إلى 3 أيام بعد ظهورها،وتحصل الاستجابة المناعية الوقائية في غضون 14 يومًا بعد التحصين."
أهمية التطعيم في الوقاية من الانفلونزا
الأمر ذاته أكدَ عليه الدكتور زيد زعمط، رئيس قسم طب الرئةبمعهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، مشدداً على أهمية تطعيم الانفلونزا الموسمي ومشيراً إلى أنه يتعين على الجميع أخذ تطعيم الانفلونزا سنوياً وتشجيع أفراد أسرهم على القيام بالمثل. ولأن فيروس الانفلونزا متغير باستمرار، فإن التطعيم الذي أخذته العام الماضي لن يحميك من أشكال الفيروس الجديدة، عليك التنبه لهذه المسألة جيداً.
تكمن أهمية أخذ اللقاح في قدرته على التخفيف من الأعراض حال الإصابة بالفيروس، وبالتالي ضمان تعرض الجهاز التنفسي لأقل قدر ممكن من المرض. وأشار الدكتور زعمط أيضاً إلى أهمية ممارسة الرياضة، إذ يساعد النشاط البدني المنتظم الذي لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، في الحفاظ على صحة وعافية الجسم، وتقوية الجهاز التنفسي عموماً. لذلك يجب على الجميع، كباراً وصغاراً ورجالاً ونساءً الالتزام بممارسة الرياضة لتجنب التعرض لمضاعفات الأمراض المزمنة قدر الإمكان وتعزيز قدرة جهازهم المناعي.
مخاطر الانفلونزا على الحوامل ومرضى السكري
قالت الدكتورة سنا الذويبي،طبيبة ممارسة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة: "إذا تعرضت المرأة الحامل لفيروس الانفلونزا، تكون فرص إصابتها بالمضاعفات الشديدة أعلى من المرضى العاديين. لذلك يتعين على السيدات اللاتي يُخططن للحمل أخذ تطعيم الانفلونزا الموسمية، ويمكنهن أخذه أيضًا حتى أثناء الحمل، لتجنب المضاعفات وحماية الجنين، إذ يساعدهن التطعيم في بناء المناعة الضرورية لتجنب مضاعفات المرض وتفادي الحاجة إلى دخول المستشفى بسببه."
وبالنسبة للمصابين بمرض السكري، أشارت الدكتورة سنا: "عادة ما تُسبب عدوى الانفلونزا ارتفاع مستويات سكر الدموزيادة احتمالات حدوث مضاعفات شديدة، إلى جانب تغير الشهية والعادات الغذائية التي قد تؤثر أيضًا في ذلك. لذلك يتعين على مريضة السكري المصابة بالانفلونزا، مراقبة مستويات سكر الدم باستمرار واستشارة الطبيب تجنبًا لحدوث مضاعفات هي بغنى عنها. وتجدر الإشارة إلى أنه يُنصح بإعطاء لقاح الانفلونزا الموسمي للنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال بدءا من عمر6 أشهر."
في الختام، نضم صوتنا لأصوات خبراء الصحة وندعوك عزيزتي لاتخاذ كافة الاجراءات الوقائية التي تحميك وأفراد أسرتك من الانفلونزا في الشتاء، كي تنعمي بشتاء جميل ورائع دون أمراض.