من كان سيصبح ملك بريطانيا الحالي لو لم يتنازل إدوارد الثامن على العرش
في العاشر من ديسمبر عام 1936، وقع الملك إدوارد الثامن King Edward VIII عم الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II على وثيقة التنازل عن عرش بريطانيا، والتي أنهت حكمه لبريطانيا بعد أقل من عام من تتويجه ملكا للبلاد، لينتقل حكم بريطانيا إلى شقيقه الأصغر والذي عرف فيما بعد بالملك جورج السادس King George VI، ومن بعد الملكة إليزابيث الثانية، وهي الابنة الكبرى للملك جورج السادس، وبعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية في يوم 8 سبتمبر 2022، بعد سبعين عام قضتها في حكم بريطانيا، وصل إلى عرش بريطانيا ابنها الأكبر الملك تشارلز الثالث King Charles III ولكن ماذا كان ليحدث لو لم يتنازل إدوارد الثامن عن حكم بريطانيا؟ ومن كان ليصبح ملك بريطانيا الآن؟
قصة تنازل إدوارد الثامن عن عرش بريطانيا
قبل أن نتحدث عما كان يمكن أن يحدث لو لم يتنازل إدوارد الثامن عن عرش بريطانيا، سيكون من الملائم أن نستعرض بإيجاز قصة تنازل إدوارد الثامن عن عرش بريطانيا، القصة المعلنة لتنازل إدوارد الثامن عن العرش هي تخلي إدوارد الثامن عن عرش بريطانيا بإرادته ليتزوج من المرأة التي يحبها وهي واليس سيمبسون Wallis Simpson، السيدة الأمريكية التي سبق لها الزواج والطلاق مرتين والتي اعتبرها التيار المتحفظ في بريطانيا شريك حياة غير ملائم لملك بريطانيا.
لكن وفقا للمؤرخين فإن قصة تخلي إدوارد الثامن كانت أكبر وأكثر تعقيدا من ذلك، وبدأت بشعور جورج الخامس George V بعدم الرضا والثقة في ابنه الأكبر وخليفته إدوارد الثامن، بسبب ما اعتبره فشل الأخير في القيام بواجباته كوريث للعرش البريطاني، وتحدث المؤرخون عن أن جورج الخامس عبر صراحة عن استيائه من ابنه الأكبر وعلاقته النسائية العديدة التي سبقت علاقته بالسيدة سيمبسون، حتى أنه ذكر أمام مقربين لديه أنه يتمنى لو انتقل العرش إلى ابنه الأصغر، جورج السادس، ومن بعده حفيدته إليزابيث الثانية.
المؤرخون تحدثوا أيضا عن أن إدوارد الثامن فشل أيضا في الحصول على ولاء الحاشية الملكية وكبار المسئولين، وأنه أثار الكثير من الاستياء بين صفوف أقرب مستشاري والده وفيما بعد مستشاريه حول نهجه في الحكم، وتحدث الكثيرون وقتها عن إهماله لواجباته الرسمية وتعامله باستبداد ولامبالاة حيالها، ولكن الأخطر من ذلك كما تحدث المؤرخون، والذي كان سبب في اعتبار إدوارد الثامن تهديدا لحكم عائلة وندسور الملكية لبريطانيا والنظام الملكي البريطاني، واتخاذ القرار بإزاحته عن الحكم، هو تواصله مع بعض عناصر النظام النازي في مناسبات اجتماعية، والحديث عن ميله لعقد معاهدة سلام مع النظام النازي لإنهاء الحرب، ويعتقد الخبراء الملكيون والمؤرخون أن ذلك كان السبب الرئيسي لإجبار إدوارد الثامن على التنازل عن عرش بريطانيا.
من كان ليصبح ملك بريطانيا الآن لو لم يتنازل إدوارد الثامن عن العرش
إذا ما استمر إدوارد الثامن ملك لبريطانيا ولم يتنازل عن العرش، وتزوج من السيدة سيمبسون كما فعل بعد تنازله عن العرش، فإن تسلسل ولاية العرش لم يكن ليتغير كثيرا عما هو عليه الآن بسبب حقيقية أن إدوارد الثامن وزوجته السيدة سيمبسون واللذان تزوجا وكلاهما في الأربعينيات من عمره، لم ينجبا خلال زواجهما والذي انتهى بوفاته في مايو 1972 في فيلا وندسور في العاصمة الفرنسية باريس، مما يعني أن العرش البريطاني كان للملكة إليزابيث الثانية في نهاية الأمر باعتبارها وريثة العرش البريطاني خلفا لوالدها جورج السادس والذي خلف شقيقه الأكبر إدوارد الثامن في ولاية العرش ولكن ربما وقتها لم يكن جورج السادس ليصبح ملكا لأنه توفي قبل سنوات عديدة من وفاة شقيقه الأكبر، وتحديدا في فبراير 1952، بعد صراع مع مرض السرطان، لذلك خلاصة الأمر فإن عرش بريطانيا كان ليصل إلى إليزابيث الثانية من بعدها تشارلز الثالث ملك بريطانيا الحالي، سواء كان إدوارد الثامن قد تنازل عن عرش بريطانيا أم لا.