بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. تمتعي بتجربة لا تنسى في أجمل الواحات الطبيعية بالإمارات

تحتفل الإمارات بإنجازات المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام لتسطع نجوم جديدة في سماء الوطن من بنات الإمارات اللاتي استطعن أن يحققن إضافة نوعية لوطنهن على الصعيدين المحلي و العالمي.

في تقريرنا اليوم نصبحكم في رحلة سريعة بأجمل الواحات الإماراتية التي توفر لكم تجربة لا تنسى خصوصا في يوم المرأة الإماراتية حيث تحولت  ينابيع الأفلاج ومجاريها التي تنساب منها المياه والمنتشرة في أرجاء مختلفة من الإمارات إلى مقاصد سياحية مميزة تستقطب الراغبين في الاستجمام وقضاء أجمل الأوقات بين الخضرة والماء لا سيما في هذه الأوقات من السنة التي تشهد حملة أجمل شتاء في العالم.

إرث إماراتي تاريخي

وتعتبر الأفلاج إرثاً إماراتياً تاريخياً شكل شرياناً رئيسياً للحياة ونبعاً متجدداً يفيض بالخير، وشاهداً على عبقرية الأجداد في هندسة جريان المياه، وتتماشى الدعوة إلى زيارتها مع شعار "موروثنا" الذي أطلق على النسخة الثالثة من حملة أجمل شتاء في العالم، حيث تسعى إلى إبراز مقومات الموروث والهوية الوطنية، ومنظومة القيم الإماراتية الأصيلة المتوارثة، والضاربة بجذورها في تكوين المجتمع المحلي، والتي حملها الآباء عن الأجداد، ويتوارثها الأبناء والأجيال اللاحقة، في نسق تلقائي يتسم بالاستدامة، ودعم كامل من مختلف مؤسسات الدولة.

والفلج نبع مائي يأخذ هيئة نهر صغير صناعي أو جدول صغير أو نبع على عمق يتراوح ما بين (90 إلى 95) قدماً من سطح الأرض، فيه العديد من الثقوب الرأسية تتصل في العمق من خلال ثقوب أفقية تصل الآبار بعضها بعضاً.

أجواء الطبيعة الساحرة في الإمارات

طبيعة لا مثيل لها

وتروي الأفلاج المنتشرة في أرجاء مختلفة من إمارات الدولة قصة إصرار الأجداد وإنجازاتهم التي يفتخر بها الأبناء باعتبارها موروثات حضارية قديمة يجب المحافظة عليها كمعالم تراثية معاصرة.

وتؤكد هندسة الأفلاج على عبقرية الإنسان الإماراتي وقدرته على التخطيط وبناء قنوات محكمة وقوية قادرة على تحمل عوامل الطبيعة والزمن، من أجل الحفاظ على مورد اقتصادي مهم، حيث لعبت مياهها منذ القدم دوراً كبيراً في زراعة واحات شاسعة من البساتين التي ما زالت موجودة.

ويتكون الفلج من خمسة أقسام، هي: أم الفلج، وتعد مصدر تغذية الفلج بالماء، والقناة الأساسية والتي تحفر في باطن الأرض، وتشكل الجزء الأصعب في تشييد الفلج، والقناة التي تحفر على سطح الأرض، والتي تعتبر امتداداً للقسم الثاني؛ أما الشريعة فهي المكان العام الذي يستخدم لأغراض الشرب، وهي عبارة عن حوض مكشوف من الحجر والطين، ثم القنوات السطحية، وهي المنطقة الكائنة بين الشريعة ومكان الزرع، وتكون في العادة غير مسقوفة، وتتفرع منها فروعاً عدة تسمى العوامد، تتفرع هي الأخرى إلى سواقٍ صغيرة، وقد تكون للفلج نفسه سواعد، أي فروع إضافية تغذيه بالمياه.

أجواء لا مثيل لها في أحضان الطبيعة

ويعتبر الفلج أحد أنظمة الري القديمة التي ابتدعها الإنسان منذ عصور قديمة، وهو معروف على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية وفي غيرها من مناطق العالم، ولم يختلف شكلها قديماً عما هو عليه الآن، لكن اختلفت أعماقها وحجم ثقوبها.

وتوجت دولة الإمارات جهودها في الحفاظ على نظام الأفلاج بالنجاح في 2020 في إدراج ملف الأفلاج الوطني المقدم باسم الإمارات، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وذلك خلال الاجتماع الدوري الخامس عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، حيث تعد الأفلاج، من التقاليد الشفهية والمعارف والمهارات المتعلقة بتشييد وصون نظام شبكة الري التقليديّة في دولة الإمارات، بهدف ضمان التوزيع العادل للمياه.

مدينة الأفلاج

وتضم العين، التي عُرفت قديماً بـ"مدينة الأفلاج"، أكبر عدد من الأفلاج في الإمارات. وكانت نظم الري التقليدية القائمة على هذه الأفلاج، التي يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، عصب حياة المجتمع، ومنها المعروف للكثير من السكان، بينما اختفى بعضها نتيجة عوامل التعرية لكن آثارها بقيت واضحة على سطح الأرض، ومن الأفلاج المعروفة (الهيلي، الراكي، الغشابي، المتعلج، الهنيامي، الخزامي، المويجعي، المعترض، القطارة، الجيمي، العيني، الداوودي، المسعودي، الجاهلي، هزاع، مزيد، فلج صاع، وادي الحمام، الحبيب، فلج مدينة ألعاب هيلي).

ومنذ أربعينيات القرن الماضي، أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه عناية خاصة بأفلاج العين، حيث أمر بتوسعتها وتطويرها، خاصة فلج العيني "الصاروج" والذي دامت عملية تطويره ما بين العامين 1948 و1966

سحر الطبيعة الخضراء مع أفلاج الإمارات.

واحة العين

هي أكبر واحات العين، وقد أدرجت عام 2011 على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتم افتتاحها رسمياً في 2016 لتمنح زوارها فرصة اكتشاف المركز البيئي التعليمي، وحديقة الواحة، والواحة المصغرة، ومعرض الفلج، أو التجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة التي تتراصف فيها 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة ينمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات بالإضافة إلى عدد من المزارع.

ويقدم المركز البيئي تجربة فريدة تنقل الزوار عبر الزمن من خلال شاشات تفاعلية وأنشطة تثقيفية، فيما تنقسم حديقة الواحة إلى ثلاث طبقات مختلفة تعرض كل واحدة منها النباتات الموجودة في مزارع الواحات التقليدية.

ويستعرض نموذج الواحة المصغرة مراحل نشأة واحة العين، وأساليب توزيع المياه بنظام الأفلاج (نظام الري التقليدي القديم)، وأهمية موقع الواحة وأهم الحصون المحيطة بها والتي كانت تقوم بدور فعال في حمايتها والدفاع عنها.

واحة القطارة

تضم هذه الواحة مساحات من أشجار النخيل والفاكهة ومدفناً قديماً يعود تاريخه إلى 4000 سنة، حيث تتوسط أشجار النخيل والفاكهة 19 أثراً تاريخياً، بما في ذلك مساجد أثرية وبيوت محصنة وسوق شعبية يعود تاريخها إلى منتصف القرن الثامن عشر وأوائل القرن العشرين.

وتحتضن الواحة أيضاً آثاراً ضاربة في الِقدم تدل على استيطان البشر لهذه المنطقة، من بينها مدفن محفور بطول 14 متراً يقع شرق الواحة ويحتوي على مجموعة من القطع الأثرية يتراوح عمرها بين 3000 و 4000 سنة .. وتسلط الواحة وحاراتها القديمة الضوء على الطقوس الدينية، والحياة اليومية، والأنشطة التجارية التي مارسها سكانها الأوائل.

ويمكن اكتشاف عبق وأصالة التراث الإماراتي في "سوق القطارة" الذي يعود تاريخها إلى منتصف القرن العشرين عندما أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان على الطريق بين القطارة وواحة الجيمي.

وعقب أعمال ترميم موسعة، أعيد افتتاح السوق التي تتصل بقلعة القطارة التي تم تطويرها لتضمّ حالياً "مركز القطارة للفنون"؛ وينظم المركز برنامجاً حافلاً بالمعارض وورش العمل والتجارب الثقافية ودروس تعليم الحرف والفنون والخط العربي، حيث يعتبر وجهة مفضلة للزوار من جميع الأعمار.

واحة القطارة

أفلاج حتا

وتعتبر مدينة حتا واحدة من أهم مدن الدولة استقطاباً للزائرين المحللين والسياح من خارج الدولة، حيث باتت ملاذاً للاستجمام ووجهة مثالية للراغبين في التأمل والهدوء ولعشاق الوديان والطبيعة التي تمزج بين الجبال والخضرة التي تعتبر ثمرة أفلاجها التي تنساب منها المياه العذبة.

وتشتهر حتا بأفلاجها التاريخية التي تسمى "بالداوودية"، وأشهرها (الشريعة)؛ الفلج التاريخي الذي يعد مقصداً للمتطلعين بشغف لأسرار التاريخ، وجلب المياه من مصادرها في بطون جبال حتا لتصب في مناطقها الزراعية المسطحة.

وترجع تقنيات بناء الأفلاج الداوودية في مجملها إلى آلاف السنين، وإلى الآن لم يبح فلج الشريعة في حتا بأسراره، حيث مازالت البحوث قائمة لاستنطاقه عن هندسته وتصميمه والبيئة التي أنشئ فيها؛ والكشف عن كل تفاصيله المثيرة للباحثين.

ويتكون بناء الفلج الداوودي في شريعة حتا، من 8 ثقوب، وبعمق كبير تحت الأرض، والثقب فتحة من ظهر الأرض تمتد إلى بطن الفلج نفسه، لتوفر التهوية، ومن خلالها ينزل الناس من أجل صيانة مقاطع الفلج المختلفة.