الفطر والبرتقال والتفاح وغيرها.... 9 أنسجة مبتكرة في الأزياء المستدامة تبنّتها أشهر العلامات
عندما يتعلّق الأمر بالموضة المستدامة، لم يعد هناك حدود لابداع دور الأزياء في ابتكار واختيار أقمشة صديقة للبيئة والتي لا تضر برفاهية الكوكب. عندما نتحدّث عن المنسوجات المستدامة، نصادف غالبًا أقمشة "خضراء" "green fabrics" شائعة مثل القطن العضوي والقنب والبوليستر المعاد تدويره والكتان، ولكن حان الوقت لاكتشاف أقمشة مبتكرة أخرى تستحقّ أن تضمّيها إلى خزانة ملابسك وبعضها بتوقيع أشهر العلامات.
هل سمعتِ يومًا عن ملابس مصنوعة من أوراق الأناناس أو الصبار أو التفاح؟ نعم هذه المنسوجات موجودة وهي ليست فقط بدائل رائعة للمواد غير المستدامة مثل الجلد والحرير والصوف، ولكنها أيضًا فريدة من نوعها بما يكفي ليتم اعتبارها من أكثر الأقمشة ابتكارًا. وهي طبعاً نتيجة تجارب لا حصر لها وأبحاث مكثفة.
سنتكشف اليوم أكثر الأقمشة المستدامة ابتكارًا... لكن فلنتعرّف أولًا عما يجعل هذه الأقمشة مبتكرة.
ما الذي يجعل الأقمشة مبتكرة؟
تلعب الأقمشة التي نختارها دورًا مهمًا في التأثير في صناعة المنسوجات والأزياء. وجميع المواد المذكورة هي اكتشافات رائعة تم تطويرها لحل المخاوف المتعلقة بالحفاظ على المياه، والحد من النفايات، والحد الأدنى من البصمة الكربونية. العديد من هذه الأقمشة عبارة عن ابتكارات مصنوعة من منتجات ثانوية للصناعات الزراعية والمنسوجات والأغذية. المنتجات الثانوية هي في الأساس نفايات ناتجة عن قطاعات معينة غير صالحة للاستخدام البشري؛ وبالتالي يتم التخلص منها بكميات كبيرة. ولكن مع التكتيكات الهندسية المذهلة، تتحول "النفايات" إلى أقمشة جديدة. هذا الأمر مستدام للغاية، دون دمج العديد من المعالجة الكيميائية أو اهدار استخدام المياه.
لا تساعد هذه المنسوجات المبتكرة في تقليل النفايات فحسب، بل تقلل أيضًا من الطلب على الموارد الجديدة لأن المواد الخام لهذه الألياف موجودة بالفعل، مثل الفطر، المانجو، مخلفات العنب وقشور البرتقال والتفاح...
وعلى الرغم من أن القليل منها شبه اصطناعي، إلا أنها قابلة لإعادة التدوير وصديقة للبيئة أكثر بكثير من المنسوجات الاصطناعية البكر مثل البوليستر والنايلون والأكريليك وما إلى ذلك.
لذلك، أيًا كان القماش الذي تختارينه من هذه القائمة، ستساهمين بالتأكيد في الموضة المستدامة!
1- قشور البرتقال والصبار
عندما حددت علامة Ganni هدفها للتوقف عن استخدام الجلد البكر بحلول نهاية عام 2023، أدركت العلامة العريقة أن التحدي لن يكون سهلًا. تهدف الدار إلى تقليل الانبعاثات المطلقة بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2027، وهذا هو السبب في تحوّل Ganni نحو بدائل جلدية مثل Mylo، المصنوع من mycelium أو جذور الفطر، وVegea من نفايات العنب، على مدار العامين الماضيين.
الآن، يتم إدخال جلد نباتي جديد: Ohoskin، الذي تم تصنيعه باستخدام نفايات البرتقال والصبار من صناعات الأغذية والجمال، جنبًا إلى جنب مع البلاستيك المعاد تدويره. يتم استخدام المواد ذات التأثير المنخفض في تصميم جديد ومميّز، وهو حقيبة Bou bag، التي سميت على اسم ابنة المديرة الإبداعية ديتي ريفستروب Ditte Reffstrup، Betty Lou.
تقول ريفستروب عن هذا الابتكار الجديد: "كان من المهم حقًا أن يكون لدينا مادة ذات ملمس جلدي فاخر، كثير من الناس لا يستطيعون معرفة الفرق". وأضافت "كانت المتانة عاملاً هامًا آخر: فقد أجرى الفريق اختبارًا على جلد Ohoskin ووجدوا أنه يعمل بشكل جيد، وفي بعض الحالات أفضل من الجلد التقليدي."
وإلى جانب حقيبة Bou، ستُطلق الدار مجموعة أخرى مصممة من جلد Ohoskin، مثل أحذية ستومبرز المميزة وأحذية رعاة البقر...
2- جلد الفطر
جلد الفطر، أو Mylo، هو بديل نباتي صديق للبيئة آخر لجلود الحيوانات التقليدية. بينما تُنتج العديد من شركات النسيج جلود الفطر، فإن Bolt Thread هي المطور الأساسي لهذا النسيج المبتكر. تم تصميم هذا الجلد الحيوي ليكون محايدًا للكربون مع الحد الأدنى من البصمة البيئية، وهو مصنوع من mycelium، وهي شبكة تحت الأرض من أنظمة الجذر للفطر.
لصنع هذا الجلد، تتم زراعة أسِرَّة من المادة العضوية باستخدام خلايا الفطريات. ترتبط الخلايا معًا ببعضها البعض لتشكيل بنية شبيهة بالجذر. يتم استخلاص هذه المادة عند بلوغها مرحلة النضج ويتم دباغتها وصبغها لتحويلها إلى مادة تشبه الجلد.
من المعروف أن جلد الفطر ناعم ومرن ولكنه قوي ومتين ويستخدم في صناعة الملابس والإكسسوارات والمفروشات. ستيلا مكارتني هي واحدة من رواد الاستدامة التي تقدم تصاميم من جلد الفطر.
3- Vegea
هو معروف أيضًا باسم جلد العنب! جلد نباتي آخر تم تطويره باستخدام بقايا قشور وبذور العنب. تم ابتكار هذه المادة من قبل شركة Vegea التي تحمل الاسم نفسه، والتي تأسست في عام 2016 في ميلانو. كانت فكرة المؤسسين هي إضافة قيمة إلى الكتلة الحيوية للصناعة الزراعية ومخلفات العنب عن طريق تحويلها إلى مواد جديدة تصلح للاستخدام في الأزياء والأثاث والسيارات وما إلى ذلك.
بعض العلامات التجارية النباتية المذهلة استخدمت هذا النوع من الجلد النباتي في تصاميمها، وكانت النتيجة مذهلة، مثل Ganni،Marni ، Tommy Hilfiger، Superga وغيرها.
4- جلد الأناناس أو Piñatex
هو نوع من الجلد النباتي المصنوع من إعادة استخدام أوراق نبات الأناناس، والتي تعتبر نفايات زراعية. اخترعت الدكتورة Carmen Hijosa النسيج بعد سنوات من البحث، وحالياً، حقوق Piñatex مملوكة لشركتها Ananas Anam. المصدر الوحيد لهذا الجلد النباتي هو أوراق الأناناس الطويلة التي تُترك بعد حصاد الثمرة. بمساعدة آلات خاصة، يتم استخلاص ألياف طويلة من هذه الأوراق، ثم يتم غسلها وتجفيفها وتنقيتها لإزالة الشوائب.
العديد من العلامات التي تعنى بالتصاميم المستدامة احتضنت هذا الابتكار الذي يتم استخدامه في صناعة الملابس والإكسسوارات مثل الحقائب والأحذية والقفازات والأحزمة وغيرها، جنبًا إلى جنب مع المفروشات الداخلية.
5- جلد التفاح
جلد التفاح عبارة عن نسيج حيوي مصنوع من بقايا النوى والقشور من صناعة عصير الفاكهة والمربى.
نشأت شركة Frumat في شمال إيطاليا، وتبدأ عملية إنتاج هذا الجلد النباتي من خلال جمع منتجات التفاح الثانوية التي تحتوي على كمية جيدة من السليلوز. ثم يتم سحق القصاصات وتجفيفها وتحويلها إلى مسحوق ناعم. بعد المعالجة، يتم دمج المسحوق مع البولي يوريثين لجعل النسيج قويًا ومقاومًا للماء، مما يعطي ملمسًا يشبه الجلد. والنتيجة النهائية هي جلد التفاح. يتمتع هذا الجلد بتأثير بيئي أقل بكثير مقارنة بجلد البقر، ويتميّز بأنه ناعم ومرن ومقاوم للأشعة فوق البنفسجية.
6- جلد المانجو
جلد المانجو هو بديل نباتي آخر للجلد وخيار رائع للنباتيين. تم إنتاج هذه المادة في هولندا من قبل شركة فروت ليذر روتردام الهولندية، وهي مصنوعة من المانجو غير الصالحة للاستهلاك. تبدأ عملية الإنتاج بجمع كميات ضخمة من المانجو المهدر من أكشاك السوق، ثم إزالة البذور ولب الثمار. ثم يتم غليان اللب للتخلص من البكتيريا وضمان عدم تعفنه. بعد ذلك، يتم دمج مادة البولي يوريثين ذات الأساس المائي مع المادة الطرية، ثم يتم نشرها في صفائح وتجفف. أخيرًا، يتم تلوين المواد، ليصبح جلد المانجو جاهزًا!
تشير التقديرات إلى أن المزارعين يتركون حوالي 40% من محصول المانجو في الحقول، لذا فإن جمع هذه الفاكهة وإعادة تدويرها يساهم في تقليل هدر الطعام، مما يؤدي إلى تأثير بيئي أفضل.
جلد المانجو متين ومتعدد الاستخدامات، لكنه ما زال غير متوفر على نطاق واسع. يمكن استخدامه في صناعة حقائب اليد، الأحذية، والمحافظ، والأحزمة وغيرها من الإكسسوارات.
7- ألياف البرتقال
تُعتبر ألياف البرتقال نسيجًا مستدامًا مبتكرًا مصنوعًا من المنتجات الثانوية لعصير الحمضيات في صناعة الأغذية. تم تقديم المواد الحيوية من قبل الشركة الإيطالية التي تحمل اسم Orange Fiber، والتي حصلت على براءة اختراع لهذا النسيج منذ عام 2014.
تبدأ عملية إنتاج ألياف البرتقال بجمع مئات الآلاف من الأطنان من مخلفات عصير البرتقال، في الخطوة التالية، يتم استخراج السليلوز من القشور وأخيرًا، يتم غزل الألياف التي تم الحصول عليها في خيوط ونسجها في القماش. يمكن أن يكون نسيج الألياف البرتقالية بديلاً نباتيًا مثاليًا للحرير، لأنه مصنوع من خيوط شبيهة بالحرير يمكن مزجها بسهولة مع مواد أخرى. إنه ناعم الملمس وخفيف الوزن وقد استخدمته العديد من العلامات التجارية البارزة مثل Salvatore Ferragamo.
8- حبوب البنّ
هل فكّرتِ يومًا في ارتداء ملابس مصنوعة من حبوب البن المطحونة؟ صحيح أن القهوة رفيقتنا في الصباح لكن شركة SINGTEX كانت العقل المدبّر وراء تحقيق ابتكار أقمشة من البنّ من خلال صنعها S. Café®.
يتم تحويل حبوب البن المطحونة إلى خيوط مستدامة من خلال عملية حاصلة على براءة اختراع وهي طريقة منخفضة الحرارة وموفرة للطاقة تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
بعد أن يتم نسجها في قماش، ينتج S. Café® مادة عالية الأداء سريعة الجفاف، مما يجعلها مثالية لمجموعة من الملابس المختلفة، خاصة الملابس الرياضية والمعاطف. The North Face وPatagonia هي بعض العلامات التجارية التي تستخدم هذا القماش.
9- Lyocell
لايوسل (المعروفة أيضًا باسم TENCEL) نسيج شبه اصطناعي وهو نسخة مطورة من الحرير الصناعي. إنها مادة جيدة خفيفة الوزن ومضادة للحساسية تشبه القطن والحرير عالي الجودة. يتكون اللايوسل من السليلوز من أشجار الأخشاب الصلبة مثل الأوكالبتوس والخيزران والبتولا والبلوط. تنمو هذه الأشجار بسرعة ولا تتطلب مبيدات حشرية ثقيلة، مما يجعل الليوسيل أحد أكثر الأقمشة ابتكارًا في الموضة المستدامة.
تم تطوير هذه المادة في عام 1972 بواسطة American Enka. في وقت لاحق تم الحصول عليها من قبل شركة المنسوجات النمساوية Lenzing AG، التي سجلت القماش باسم TENCEL ™ Lyocell. يستخدم لايوسل في صناعة الملابس والمنسوجات المنزلية والضمادات الطبية.