أزمة منتصف العمر عند الرجل بين المواجهة والتخريب .. كيف يمكنه النجاة

أزمة منتصف العمر عند الرجل بين المواجهة والتخريب .. كيف يمكنه النجاة

ريهام كامل
6 فبراير 2023

أزمة منتصف العمر هي مرحلة انتقالية يمر بها الرجل أو المرأة في سن معين، وغالباً ما تبدأ هذه المرحلة مع بداية الأربعينات وحتى منتصف الخمسينات وأحياناً تمتد حتى الستينات، ويشار إلى أن كلمة "أزمة" تعود إلى أنها قد تقلب الحياة رأساً على عقب نتيجة لحدوث تغيير مفاجئ في فكر الشخص نفسه، وتمرده على وضعه الراهن، وحدوث تغييرات عديدة قد تكون مخيفة في شخصيته، وخصوصاً عند هروبه وعدم مواجهة التغيرات التي تطرأ عليه، وتجنب الحديث عنها مع شريك حياته.

حديثنا اليوم عن موضوع أزمة منتصف العمر عند الرجل، وهو من الموضوعات المهمة لأنه يتعلق بهدم كيان قائم، وضياع أسر، والعديد من السلبيات الأخرى التي تعصف بالحياة الزوجية.

ما هي أسباب أزمة منتصف العمر عند الرجل
 

لماذا تحدث أزمة منتصف العمر عند الرجل؟

بحسب "داليا شيحة" مستشارة زوجية وأسرية بدبي، تحدث أزمة منتصف العمر عن الرجل، عند شعوره بمرور العمر بمجرد دخوله في سن الأربعين، وشعوره بالأسف على نفسه، والحزن، والتعاسة، والإحباط والاكتئاب في حالات عديدة مثل عدم تحقيقه لأشياء لها قيمة في الحياة، ما يسبب له التخبط وعدم السيطرة على أفكاره، ولذلك تزيد احتمالات وقوعه في العديد من الأخطاء التي تزيد من صعوبة الأمر عليه وعلى من حوله.

ومن أسباب حدوث أزمة منتصف العمر عند الرجل ما يلي:

  • التقدم بالعمر وشعوره بأنه لم يعد جذاباً بين صفوف النساء.
  • زيادة الضغوط والأعباء وتراكم المسؤوليات على مستوى العمل والأسرة.
  • الافتقار إلى مشاعر الحب والرومانسية، وخصوصاً بعد أن طغى الروتين على حياته الزوجية، وتمكن الملل منه.
  •  ورغبته في التجديد والشعور بالحب والرومانسية مع شريك آخر.
  • أحياناً تحدث أزمة منتصف العمر نتيجة للتعرض لحدث غير سار مثل الوفاة أو الطلاق.

المواجهة أو التخريب

تختلف نتائج أزمة منتصف العمر من رجل إلى آخر، فقد يقاوم بعض الرجال هذه المرحلة بكل قوة من خلال عمل توازن حقيقي بين ما يريدونه وبين حياتهم القائمة بالفعل، والتي ترتبط بحياة أشخاص آخرين، وتعد المواجهة أحد أهم الأفعال التي تمكن الرجل من التغلب على الأزمة، لأن المواجهة ستجعله يفكر ويخطط، ويستجمع كل قواه ليستوعب كل البدائل المتاحة، ليختار الأفضل له وكل من هو مسؤول عنهم.

وبحسب شيحة، تكمن الخطورة في انعدام القدرة على المواجهة، والخروج من أزمة منتصف العمر بكارثة مثل الطلاق، والانسحاب من الأسرة، والاستسلام لفكرة التغيير حتى لو كان ذلك على حساب أطراف أخرى، وهو أمر مزعج للغاية، لأنه يعني التخريب، وهنا يكون الرجل أنانياً بشكل يجعله هو نفسه غير قادراً على تأمين نفسه من شرور نفسه.

ومن أجل ما سبق، ترى شيحة أن خروج الرجل من أزمة منتصف العمر يتوقف على العديد من الأمور، أولها مدى استعداده على المواجهة، وحرصه على حياته الزوجية، وخوفه على مستقبل أطفاله إن وجدوا، والتعقل واستخدام التفكير المنطقي، ودراسة كل الاحتمالات، وتحمل مسؤولية القرار الذي سيصل إليه في النهاية.

هل من نجاة؟

قالت شيحة أن الأمر يتوقف على الرجل وطريقة تفكيره عند المرور بأزمة منتصف العمر، مشيرة إلى أنه توجد بعض الأمور التي يمكن له تطبيقها في محاولة للنجاة من سلبيات هذه المرحلة، وهذه الأمور هي:

الاعتراف بالأزمة

يجب على الرجل الاعتراف بوجود أزمة، والتعامل معها بمنطقية حتى يمكن تجاوزها والخروج منها بأقل خسائر ممكنة، ويتطلب الاعتراف بالأزمة، الاعتراف بالتغييرات التي ترافقها حتى يمكن التعامل معها بوضوح، لتحقيق أفضل النتائح.

مواجهة الأزمة بالتفكير العميق

قبل هدم حياة زوجية قائمة، وقبل الاستسلام لليأس والشعور بالاحباط، يجب على الرجل مواجهة نفسه جيداً بوضع سيناريوها مختلفة لكل احتمال، لتصور النتائج المترتبة على الاستسلام لأزمة منتصف العمر، واعطاء نفسه فرصة للتفكير واختيار مصيره ومصير من حوله.

مناقشة الشريك

حتى مع وجود أزمة منتصف العمر، من الأفضل أن يصارح الرجل شريكة حياته، وأن يخبرها بما يحدث معه، وأن يحدثها عن احتياجاته منها في هذه الفترة الأدق على الإطلاق، لتكون عوناً له على الخروج منها بسلام وأمان تام، حفاظاً على حياتهما الزوجية من الضياع، ويجب أن يتخلل ذلك تفهم الزوجة لحالة الزوج، وطرح أفكار عديدة تمكنهما من مواجهة الأزمة سوياً بدلاً من التخريب وهدم كيان الحياة الزوجية.

إحداث تغييرات في الحياة الزوجية

وفقاً لما أكدته شيحة في هذا الصدد، يجب على الرجل وبالاتحاد مع شريكة حياته عمل تغييرات جذرية في الحياة الزوجية، والعلاقة الخاصة، وكل ما له أن يشعره بالإزدهار من جديد، كما يجب على الزوجة دعم زوجها، والتعبير عن مشاعرها له، ومدحه وإلقاء الكلام المعسول على أذنيه حتى تهدأ حالنه.

تجديد الحب في القلوب

يجب على الرجل الاستسلام لفكرة تجديد الحب وانعاشه في القلوب، وذلك من خلال تعزيز التواصل بينه وبين زوجته، من خلال ممارسة نشاطات محببة إليهم في جو دافئ ومبهج، مع الاستفادة من العطلات والإجازات، والتخطيط سوياً لقضاء ليالي رومانسية وحالمة معاً فالوقت لم يفوت بعد.

طلب المساعدة

ترى شيحة أنه يجب على الرجل اللجوء إلى المختصين لمساعدته على التفكير في أزمة منتصف العمر بطريقة سليمة لتحميه هو ومن تحت مسؤولياته من عواقب وخيمة هم جميعاً في غنى عنها.

ممارسة الرياضة

تقول شيحة أن ممارسة الرياضة وخصوصاً، رياضة اليوجا والتأمل تساهم في تحقيق الاسترخاء من الضغوط والأعباء، وتخلق حالة روحانية جديدة كلها إيجابية وحياة.

وأخيراً، وبحسب شيحة يجب على الرجل أن يواجه أزمة منتصف العمر بقوة وشجاعة، وأن يفكر جيداً قبل الاستسلام لها وتخريب حياته، لأن الهروب لا فائدة منه على الإطلاق، ولأنه يعجل بفشل الحياة الزوجية وضياع حياة ربما ندم عليها لاحقاً في وقت لا يمكنه الحصول عليها مرة أخرى.

والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي ، كيف يتغلب الرجل على أزمة منتصف العمر؟