المطبخ اللبناني.. شهرةٌ عالمية وأطباقٌ صحية تتناقلها الأجيال
من منا لا يعشق تناول الطعام الشهي بأصنافه المختلفة وأطباقه المتنوعة بين المالح والحلو والحامض وغيرها؟ فكيف إذا كان الطعام شهيًا وصحيًا في الوقت ذاته؟
هذا ما يمكن أن نُطلق عليه تسمية "الأكل المثالي"، وهذا ما يُميَز الأكل اللبناني الذي اكتسب شهرًة عالمية وبات في مقدمة المطابخ الصحية والفاخرة بجانب المطابخ الفرنسية والإيطالية وغيرها.
كلبنانية المولد والنشأة، تربيتُ في منزل والديَ على الأطعمة والأطباق اللبنانية التي تتفاوت بين الباردة فيما يُعرف بإسم" أطباق المازة" وبين الساخنة التي تشمل العديد من الأطباق الرئيسية، إضافة بالطبع للحلويات اللبنانية والشرقية التي لا غنى عنها في أي مناسبة أو مائدة طعام.
وعلى الرغمن من تذوَقي وإعجابي بالعديد من المطابخ الأخرى حول العالم، إلا أن المطبخ اللبناني بقي متربعاً على عرش قلبي، لطعمه المميز ونشأتي عليه، وكذلك كونه يوفَر لي تغذية صحية نظراص لتنوع مصادره وأطباقه الرائعة.
فما هي مميزات المطبخ اللبناني، وكيف استطاع أن يحتل مكانًة مرموقة بجانب العديد من المطابخ العالمية الراقية؟ هذا ما نكتشفه سويًا في موضوعنا اليوم.
جذور المطبخ اللبناني
بحسب موقع "ويكيبيديا"، تمتد جذورالمطبخ اللبناني أو المأكولات اللبنانية كجزء من المطبخ الشامي المنتشر في بلاد الشام والأقاليم السورية الشمالية ومناطق من العراق. حصل المطبخ اللبناني على شهرة عالمية، خاصة مشوياته وأطباق المقبلات المتنوعة التي تُعرف بالمازة بفضل انتشار البنانيين في أنحاء المعمورة. ويُعتبر الطعام اللبناني من أفضل الأطعمة الصحية لاستعماله المواد الصحية مثل زيت الزيتون، الثوم، الليمون،والخضراوات المشكلة.
شهد المطبخ اللبناني تأثرًا كبيرًا بطرق طهي ثقافات مطبخية عدة عبر العصور مثل المطبخ العثماني، والمطبخ العربي والمطبخ الشرق أوسطي وبخاصة مطبخ البحر الأبيض المتوسط؛ إلا أن حب اللبنانيين للمرح ولذة الطعام، أضاف العديد من خاصيتهم التي جعلت المأكولات مميزة.
تناقل وصفات المطبخ اللبناني عبر الأجيال
تقول كارولين سكوت هاميلتون، وهي أخصائية تغذية شاملة وطاهية نباتية ، ومؤلفة كتب طبخ في موقعها healthyvoyager.com أن الشعب اللبناني لطالما قدَر مطبخه المحلي، وحرص على تناقل وصفاته التقليدية عبر الأجيال. ويشهد العالم اليوم، تزايد الطلب على الطعام اللبناني الذي أصبح أمرًا شائعًا في الكثير من المدن الكبرى.
ويعود جزء كبير من هذه الشعبية إلى تعدد الثقافات في لبنان، هذا البلد الذي احتضن العديد من مطابخ الدول التي تجاوره أو التي مرت عليه سواء بالإستعمار أو من خلال التجارة. ما يعني أن الطعام اللبناني يناسب جميع الأذواق، داخل البلد ذاته وعلى المستوى الدولي أيضاً.
مميزات المطبخ اللبناني
أحد أهم مزايا المطبخ اللبناني، هو استخدام المنتجات الطازجة أو بمعنى أدق، احتضان استخدام المنتجات الطازجة. إذ قلما يتم استخدام المعلبات أو الأطعمة المعالجة أو الجاهزة في تحضير الأكلات اللبنانية، بل يعتمد معظمها وبشكل كبير على منتجات طازجة يتم استعمالها كما هي أو مقشرة ومقطعة ومفرومة وغيرها من طرق الطهي.
كما يمتاز المطبخ اللبناني، مثل سواه من مطابخ حوض البحر المتوسط، باستخدام زيت الزيتون كعنصر رئيسي للدهون في الطهي. ومعروف أن زيت الزيتون أكثر صحية من الزيوت الحيوانية أو النباتية، كونه يحتوي على أحماض دهنية أحادية غير مُشبعة ، على عكس الدهون المشبعة. وهذه فائدة صحية أخرى تجذب الناس إلى الأكل اللبناني.
تنوع استخدام الأعشاب والبهارات
ليس زيت الزيتون وحده ما يُميَز المطبخ اللبناني، بل أن التتبيل عنصٌر أساسي آخر في إقبال الناس على الأكل اللبناني. إذ قلما تجد وصفة لبنانية لا تتضمن واحدًا أو أكثر من التوابل المعروفة، بعضها قد يحتوي فقط على الملح والفلفل الأبيض أو الأسود، وبعضها الآخر يحفل بمجموعة متجانسة من البهارات والتوابل التي تضفي المزيد من النكهة للطعام.
ماذا عن الصلصات؟ حدث ولا حرج.. فالمطبخ اللبناني يرتكز في العديد من أطباقه على الصلصات التي ترفع من القيمة الغذائية للطبق، وتُبرز نكهته بشكل مثالي. أشهرها صلصة الطماطم وخليط الثوم والكزبرة الذي يترافق مع معظم أطباق اليخنة اللبنانية المعروفة، مثل الباميا، اللوبياء، يخنة البطاطس، يخنة القرنبيط، ولا ننسى بالطبخ الملوخية اللبنانية، ملكة الموائد والعزومات بلا منازع.
روائع الزعتر اللبناني
ما كان سرًا وجزءً لا يتجزأ من المونة اللبنانية، بات ذائع الصيت ومشهورٌ حول العالم. نحن نتحدث هنا عن الزعتر، أحد أهم أسرار نجاح المطبخ اللبناني؛ والزعتر مجموعة من الأعشاب المختلفة مثل الزعتر البري والمردقوش أو البردقوش والسماق، يتم طحنها بشكل غير كامل، وتُخلط جيدًا مع السمسم المُحمَص.
يتم استخدام الزعتر في العديد من الأطباق والأكلات اللبنانية، أشهرها على الإطلاق منقوشة الزعتر العالمية، إضافة لفطائر الزعتر أو استخدام الزعتر في تتبيلات الدجاج أو مع اللبنة والمكدوس وغيرها. هذا الصنف من الأطعمة يضفي مذاقًا خياليًا لأي طبق، ويُعدَ ركيزة الفطور اللبناني.
المطبخ اللبناني صحيَ بامتياز
بما أن الجميع حول العالم يتجه بقوة نحو "الطعام الصحي" و"الطعام النظيف"، فإن المطبخ اللبناني يخدم بقوة هذه المعايير كونه يحمل في ركائزه الأساسية كافة المكونات الطازجة والصحية التي تعطيك النتيجة التي تبحثين عنها، ألا وهي طعامٌ صحيَ بمنتجات طازجة وشهية.
كل هذه العناصر وغيرها، تجعل من المطبخ اللبناني قادرًا على مواجهة تحديات العصر والبقاء في الصدارة مع مزيد من الازدهار. فالتنوع والخيارات الصحية واستخدام المكونات الطازجة، كلها عوامل ساهمت في تبوأ المطبخ اللبناني مراتب عالية، وسوف تساعده بالتأكيد على الاستمرار، خصوصًا مع رغبة اللبنانيي المغتربين حول العالم بالحفاظ على هويتهم اللبنانية من خلال الحفاظ على أطباقهم التقليدية وتقديمها للناس.
أطباقٌ لبنانية رائعة
إليك بعضًا من أبرز وأهم الأطباق اللبنانية للاستمتاع بتحضيرها أو تناولها في أحد المطاعم اللبنانية المنتشرة في مختلف مدن العالم:
- الأطباق الباردة: أو المازة، وهي تُقدم عادة قبل تناول الأطباق الرئيسية. تتضمن في معظمها السلطات والأطباق النباتية، مثل التبولة والفتوش، الحمص بطحينة، متبل الباذنجان، اللوبيا والباميا بالزيت، وغيرها.
- الأطباق الساخنة: وهي أطباقٌ أخرى من المازة عادةً ما تُطبخ وتُقدم ساخنة، على رأسها رقاقات الجبن، فطائر السبانخ واللحم، الكبة المقلية، المقانق والسجق مع دبس الرمان، وغيرها الكثير.
- الأطباق الرئيسية: ليست المشاوي وحدها الطبق الرئيسي الذي يتميز به المطبخ اللبناني، بل هناك أطباقٌ رئيسية أخرى لا تقلَ روعة ولذة عنه. ومنها أطباق اليخنات والأرز باللحم مع الدجاج، الفريكة مع اللحم أو الدجاج، المغربية مع الدجاج، السمكة الحارة، الملوخية، كبة وشبشبراك باللبن، والقائمة تطول.
- الحلويات اللبنانية: رائعة المذاق والشكل، بعضها متوارث منذ مئات السنين وما زال يحظى بإعجاب الذواقة حتى اليوم. من هذه الحلويات، حلاوة الجبن الطرابلسية، المعمول مد، المفروكة والمدلوقة، المعمول بأصنافه المختلفة في الأعياد، الكنافة والعوامات والحلويات الشرقية مثل النمورة والصفوف وغيرها.