المصابات بأمراض القلب .. متى يستطعن تحقيق حلم الأمومة
أمراض القلب والحمل من الموضوعات المهمة التي تهم الباحثات عن الانجاب وتحقيق حلم الأمومة الجميل، وعلى الرغم من أن الحمل قد يكون ممكناً مع بعض أمراض القلب إلا أن الأمر ليس بنفس السهولة مع بعض الأمراض الأخرى التي تصيب القلب، وخصوصاً أن الحمل يسبب ضغطاً كبيراً على القلب والأوردة، وذلك نتيجة لزيادة الدم بنسبة 50% تقريباً لتعزيز تغذية الجنين، الأمر الذي يزيد ضخ الدم ومن سرعة ضربات القلب. وحتى في الحالات التي يمكن فيها للمرأة المصابة بأمراض القلب الحمل والانجاب، فالأمر يحتاج إلى عناية فائقة حفاظاً على سلامة الأم وجنينها معاً.
أمراض القلب التي لا يمكن الحمل معها
بحسب دكتوة نجلة كاظم اختصاصية النساء والتوليد، توجد أمراض تصيب القلب من الخطر أن على المرأة الحمل معها، لأنها من الممكن أن تودي بحياتها، وهذه الأمراض مثل: الاتساع الأولى فى ضغط الشريان الرئوى، وانسداد الشريان الأورطى نتيجة لوجود عيب خلقى أو مرضى ومضاعفات الثقوب المؤدية الى تليف الرئة، ولذلك من الأفضل عدم تفكير النساء اللاتي يعانين من متلازمة آيزينمنجر الوراثية أو ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر على الشرايين في الرئتين والجانب الأيمن من القلب (ارتفاع ضغط الدم الرئوي) في الحمل.
في حين توجد أمراض من الممكن للمرأة الحمل وتحقيق حلم الأمومة معها مثل ارتفاع ضغط الدم الشديد وقصور الشريان التاجى، ولكن بشرط المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص وبالتنسيق مع اختصاصي النساء والتوليد، وأيضاً من أجل تحقيق حماية أكيدة للمرأة أثناء الحمل.
وبحسب الأطباء المختصين بـ "مايو كلينك" يضغط الحمل على القلب وعلى جهاز الدورة الدموية. وخصوصاً مع زيادة ضخ الدم وزيادة ضربات القلب، كما أن زيادة الضغط الواقع على القلب خلال عملية المخاض، وخصوصاً أثناء المجهود الذي تبذله المرأة لدفع الطفل للخارج، حيث تدفق الدم والضغط أكثر على القلب، ولكن هذا الأمر سرعان ما ينتهي بعد أسابيع من الولادة لتعود كل الأمور طبيعية كما في السابق.
مخاطر الحمل مع أمراض القلب
وفقاً للأطباء المختصين بـ "مايو كلينك" قد تتعرض المرأة الحامل المصابة بأمراض القلب لبعض المخاطر التي تتربص بها مثل:
- مشكلات النظم القلبي، وهي من الأمور الشائعة غير المقلقة التي من الممكن أن تتعرض لها المرأة أثناء الحمل، ولذلك يجب على الطبيب المختص اتخاذ اللازم حيال ذلك.
- مشكلات صمام القلب، وهي من المشكلات التي تؤدي إلى حدوث مضاعفات للمرأة الحامل. إذا لم تعمل بشكل صحيح، نتيجة لعدم تحمل زيادة تدفق الدم الذي يحدث أثناء الحمل.
- فشل القلب الاحتقاني، ويحدث زيادة في حجم الدم، ما يزيد من احتمالات حدوث فشل القلب الاحتقاني.
- عيب خلقي في القلب، تزيد احتمالات ولادة طفل بنسب العيب في القلب، وهي علامة على أنه سيعاني من بعض المشاكل التي تتعلق بالقلب.
- إذا كانت المرأة قد ولدت بمشكلة في القلب، فإن الطفل سيعاني من خطر أكبر في تطوير نوع من عيوب القلب أيضاً، كما أنها تكون أكثر عرضةً لمشاكل القلب التي تحدث أثناء الحمل والولادة المبكرة.
حلم الأمومة ممكن مع أمراض القلب
إذا كانت أمراض القلب المصابة بها المرأة ضمن الأمراض التي من الممكن مرورها بتجربة الحمل معها، والتي تم ذكرها أعلاه، على المرأة الراغبة في الحمل اتخاذ الخطوات الفعلية، وأخذ موعد مع طبيب أمراض القلب والأوعية الدموية ليقوم بالفحوصات المتعلقة بالمرض، وليقوم بوضع تصور للمريضة عن الحمل في ظل الظروف الصحية الخاصة بها، وذكر كل التوصيات الخاصة بهذه المرحلة، وشرح كل التفاصيل المهمة المتعلقة بها، ثم البدء بالتخطيط للحمل بما يتلائم مع ظروفها الصحية، وبما يتناسق مع طبيب النساء والتوليد.
نصائح للوقاية من المضاعفات
قدم الأطباء المختصين بمايو كلينك نصائح طبية هامة لوقاية المرأة المصابة بأمراض القلب التي من الممكن الحمل معها، تحقيقاً لسلامتها وسلام وليدها واتمام الولادة بسلام.
- الالتزام بالمتابعة المنتظمة والدورية مع طبيب القلب وطبيب النساء والتوليد.
- تناول الأدوية بدقة وفي مواعيدها المحددة.
- الحصول على قسط وفير من النوم والراحة.
- متابعة الوزن بدقة أثناء الحمل واستشارة الطيب إذا كانت الزيادة غير طبيعية.
- يجب على المرأة تجنب مشاعر القلق والخوف لكي لا يؤثر ذلك على مسيرة الحمل.
- يجب الالتزام بتوصيات الطبيب في ما يتعلق بما هو ممنوع حتى لا تزيد احتمالات المرأة والجنين لأي مخاطر.
متى يجب استشارة الطبيب؟
بحسب الدكتورة نجلة يجب استشارة طبيب القلب على الفور عند ظهور الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس أو قصره.
- خفقان القلب وسرعة نبضات القلب أو عدم انتظامها.
- ألم في الصدر.
- سعال دموي أو السعال العادي وخصوصاً ليلاً.
كما يجب استشارة طبيب النساء والتوليد على الفور في حال الشعور بما يلي لاتخاذ اللازم:
- آلام وتقلصات أسفل الظهر.
- ضغط في الحوض.
- نزول قطرات من الماء.
- بداية نزف مهبلي.
- تقلصات أسفل البطن.
الرضاعة الطبيعية لمريضات القلب
بحسب د.نجلة، يمكن للمرأة المصابة بأمراض القلب إرضاع طفلها طبيعياً ما لم يلاحظ تعرضها لأي من الأعراض غير الصحية، وقد تُمنع المرأة من الرضاعة في حال كانت تعاني من عيوب خلقية بالقلب، كونها تزيد من التهاب الثدي، وفي هذه الحالة يتم اللجوء إلى ارضاع الطفل طبيعياً ولكن من خلال مضخة الحليب، وفي كل الحالات يجب على المرأة استشارة مختص الرعاية بشأن أي مشاكل أخرى تواجهها أثناء ارضاع طفلها من زجاجات الحليب ( حليب الثدي) للتأكد من حصول الطفل على المغذيات الطبيعية الضرورية له بعد الولادة بوجه خاص.
وأخيراً، وبحسب الأطباء المختصين يمكن للمرأة المصابة بأمراض القلب تحقيق حلم الأمومة بعد فحص الطبيب لها، ووضع آلية فعالة تحقيقاً لسلامتها أثناء الحمل والولادة.