أجمل قلاع إنجلترا وتاريخها

عندما بدأ البريطانيون في بناء القلاع للمرة الأولى، في القرن الحادي عشر خلال فترة فتح نورماندي، بنيت وقتها كقلاع محصنة تهدف إلى حماية قاطنيها من الأعداء، واستمر البريطانيون في بناء القلاع المهيبة في بريطانيا حتى القرن الثامن عشر، حتى أن بريطانيا الآن تضم أكبر قلعة في العالم، إلا أن القلاع التي بنيت في وقت لاحق لم تبنى بهدف الحماية وإنما لاستعراض قوة ونفوذ أصحابها، والآن أصبحت هذه القلاع من الوجهات السياحية المفضلة للزيارة في بريطانيا.

وفي ما يلي مجموعة من أشهر وأجمل القلاع التاريخية التي ينصح بزيارتها في بريطانيا

1. قلعة وندسور Windsor Castle

تقع قلعة وندسور على بعد ساعة تقريبا من منطقة غرب لندن وتشتهر بأنها أكبر وأقدم قلعة مأهولة في العالم، قلعة وندسور اشتهرت أيضا كواحدة من مقرات الإقامة المفضلة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II-صاحبة أطول فترة حكم في تاريخ بريطانيا-حيث اعتادت الملكة الراحلة أن تقضي فيها عطلاتها الأسبوعية خلال حياتها، واختارتها أيضا لتكون مقر إقامتها الرئيسي منذ بداية أزمة تفشي جائحة كورونا في مارس 2020 وحتى وفاة الملكة الراحلة أثناء قضائها لعطلتها الصيفية في قلعة بالمورال في منطقة المرتفعات الأسكتلندية في سبتمبر 2022، قلعة وندسور أصبحت أيضا مكان المرقد الأخير للملكة إليزابيث الثانية حيث دفنت الملكة إلى جانب زوجها الراحل ووالديها وشقيقتها الصغرى في المقبرة الملكية في القبو الملكي أسفل قلعة وندسور.

تشتهر قلعة وندسور أيضا بأنها هي أقدم مبنى تاريخي قائم في وندسور ويعود تاريخ بنائها إلى عهد هنري الثاني Henry II والذي اعتلى عرش بريطانيا في عام 1154، قلعة وندسور كانت قد بنيت خصيصا، لحماية الهيمنة النورماندية حول ضواحي لندن، المبنى الأصلي للقلعة وقت بنائها كان أصغر بكثير وأضعف من حيث قوة البناء والتحصين بالمقارنة بما هي عليه الآن حيث كانت القلعة في الماضي بعيد مكونة من ثلاثة أجنحة فقط إلا أنها خضعت لعمليات توسعة وتجديد بمرور السنوات وأضيفت إليها أيضا تحصينات حجرية قوية، مما ساعدها على الصمود أمام حصار طويل خلال حرب البارونات الأولى في بداية القرن الثالث عشر. خلال فترة حكم عائلة تيودور لبريطانيا، استخدم هنري الثامن Henry VIII وإليزابيث الأولى Elizabeth I قلعة وندسور خلال فترتي حكمهما كمقر لانعقاد المحاكمات الملكية واستقبال سفراء وممثلي الدول الأجنبية، حاليا أصبحت قلعة وندسور واحدة من أكثر المعالم السياحية زيارة في وندسور، كما أصبحت المواقع الأكثر شهرة على أرض القلعة مفتوحة أمام الزوار، بما في ذلك موقع المقبرة الملكية وكنيسة سانت جورج والتي اشتهرت باستضافتها للعديد من حفلات الزفاف الملكية على مر السنوات.

2. قلعة بوديام Bodiam Castle

تقع قلعة بوديام في جنوب شرق لندن، شرق مقاطعة ساسكس، وتعد واحدة من أفضل النماذج الباقية على الطراز المعماري المميز للقلاع البريطانية خلال حقبة القرون الوسطى، يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن الرابع عشر، وبنيت وقتها لتكون تعبيرا عن قوة ونفوذ مالكها وهو الجندي المخضرم سير إدوارد دالينجيجي Sir Edward Dalyngigge ولكن بعد انتهاء حرب المائة عام، منح ريتشارد الثاني Richard II، سير إدوارد دالينجيجي الإذن لإضافة تحصينات على القلعة، تحسبا للغزو الفرنسي.

تتميز قلعة بوديام بتصميمها المعماري المبهر والذي يتضمن أبراج شاهقة وأبواب محصنة، وخندق مائي، وفي حين أن البناء الخارجي للقلعة لا يزال في حالة جيدة، إلا أن الجزء الداخلي من القلعة مخرب تماما حيث تم تفكيكه وتدمير معظمه خلال الحرب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر لمنع استخدام القلعة من قبل العدو. في عام 1829 قام رجل الأعمال جون فولر John Fuller، بشراء القلعة مقابل 3000 جنيه لإنقاذها من الهدم، ومنذ ذلك الحين أصبحت أحد المعالم التاريخية الشهيرة في بريطانيا.

3. قلعة وارويك Warwick Castle

قام ويليام الفاتح William the Conqueror ببناء قلعة وارويك عام 1068 على منحنى نهر أفون، ومنذ بنائها في القرن الحادي عشر، خضعت القلعة لتغييرات هيكلية عديدة، تضمنت إضافة أبراج ومباني سكنية معاد تصميمها، كما استبدل الهيكل الأصلي للقلعة والمبني بالأخشاب، بآخر مبني بالأحجار في القرن الثاني عشر، خلال حرب المائة عام، تم تجديد واجهة القلعة المقابلة للمدينة، لتعزيز تحصين القلعة، لتتحول القلعة بذلك إلى واحدة من أفضل الأمثلة المعروفة للعمارة العسكرية في القرن الرابع عشر، استمر استخدام القلعة كمعقل وحصن، حتى أوائل القرن السابع عشر قبل أن تمنح إلى سير فولك جريفيل Sir Fulke Greville والذي قام بتحويلها إلى منزل ريفي، وظلت القلعة مملوكة لعائلة جريفيل حتى عام 1978، بعدها قامت شركة لاستضافة الحفلات والمناسبات الخاصة بشرائها.

4. برج لندن Tower of London

بدأ بناء برج لندن عام 1066 على الضفة الشمالية لنهر التايمز، وفي حين أنه بني ليكون قلعة محصنة ومقر إقامة ملكي إلا أنه استخدم في أغلب الوقت كسجن ومقر احتجاز للشخصيات من ذوي الحيثية، واستخدم برج لندن كسجن خلال الفترة من عام 1100 حتى 1952، من بين أشهر الشخصيات في التاريخ البريطاني الذين تم سجنهم في برج لندن، ريتشارد الثاني Richard II وهنري السادس Henry VI وإدوارد الخامس Edward V وإليزابيث الأولى Elizabeth I، واثنين من زوجات هنري الثامن Henry VIII الست، وهما، آن بولين Anne Boleyn، وكاثرين هوارد Catherine Howard، وتم إعدام كل منهما على بقطع الرأس.

على الرغم من أن الاسم الرسمي لقلعة برج لندن، هو قصر وحصن صاحب/صاحبة الجلالة، إلا أن العائلة المالكة البريطانية لم تستخدمه كمقر إقامة منذ فترة حكم عائلة تيودور، برج لندن يشتهر حاليا كواحد من المواقع السياحية الرئيسية في لندن، ويتوافد الكثيرين على زيارته في كل عام، لمشاهدة حديقة الحيوانات الرائعة على أرضه، ومجموعة المعروضات والقطع الأثرية المذهلة المعروضة في متحف البرج، وتتضمن أسلحة تاريخية ومجوهرات التاج البريطاني.

5. قلعة بامبورغ Bamburgh Castle

تقع قلعة بامبورغ على شاطئ مقاطعة نورثمبرلاند شمال شرق إنجلترا، على نتوء حجري بركاني على طول الساحل، ويعتقد أن القعة قد بنيت خلال القرنين الثالث أو الرابع الميلادي، ويعتقد أيضا أن قلعة بامبورغ كانت عاصمة المملكة التي حكمها البريطانيون الأصليون المعروفون باسم دين غواري Din Guarie، القلعة أعيد بنائها من قبل النورمان في القرن الحادي عشر، ويعتقد أن هنري الثاني Henry II أمر ببنائها، في عام 1894، اشترى الصناعي الشهير في العصر الفيكتوري، ويليام أرمسترونج William Armstrong، القلعة وأعاد ترميمها، وأصبحت القلعة منذ ذلك الحين مقر إقامة خاص بعائلة أرمسترونج إلا أن 16 غرفة من القلعة مفتوحة أمام الزوار كما تم تحويل بعض من غرف القلعة إلى قاعات عرض للقطع الأثرية داخل القلعة، وتتضمن دروع من العصور الوسطى وسيف بامبورغ الشهير الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع.

6. قلعة أروندل Arundel Castle

وهي مقر الإقامة الرسمي لدوق نورفك، وتقع في منطقة غرب مقاطعة ساسكس في جنوب إنجلترا، وتعد قلعة أرونديل واحدة من أجمل القلاع المأهولة في إنجلترا، فإلى جانب تصميمها الخارجي الجذاب، تتميز القلعة بتصميمها الداخلي المبهر والمزين بالعديد من اللوحات النادرة والمنسوجات والمفروشات الاصلية الأثرية، من بين السمات المميزة أيضا للقلعة، التلة الترابية التي ترتفع عليها القلعة بارتفاع 30 متر (100 قدم) من الخندق الجاف أدناها.

ظلت قلعة أروندل مقر إقامة لدوقات نورفك وأسلافهم لأكثر من 850 عام، وكان المبنى الأصلي للقلعة قد تم تدمير معظمه خلال الحرب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر وأعيد بنائه وتجديده عدة مرات على مر القرون، وفي القرن التاسع عشر، أكمل دوق نورفك الخامس عشر مشروع ترميم طويل للقلعة وأصبحت كما تبدو عليه الآن منذ ذلك الحين. هناك عدة مواقع من القلعة مفتوحة حاليا أمام الجمهور، أبرزها كنيسة القلعة، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر وحدائق الرائعة مترامية الأطراف إلى جانب العديد من غرف القلعة.

7. قلعة ليدز Leeds Castle

قلعة ليدز هي واحدة من بين أضخم القلاع التاريخية في بريطانيا، وأهم ما يميزها هو الخندق المائي العريض الذي يحيط بها، وتقع القلعة في مقاطعة كينت في الركن الجنوبي الشرقي من إنجلترا وشيدت القلعة في عهد هنري الأول وأصبحت مقر إقامة ملكي خلال الجزء الأكبر من تاريخها والذي يمتد لما يزيد عن 900 عام، أقام في القلعة ست ملكات بريطانيات وهو ما كان سبب في إطلاق اسم "قلعة السيدات الملكيات" على قلعة ليدز، آخر ملاك القلعة، كان أيضا امرأة وهي ليدي أوليف ويلسون فيلمر Olive Wilson Filmer والتي أوصت بتحويل القلعة إلى مزارع سياحي وهو ما حدث بالفعل بعد وفاتها في عام 1974.

قلعة ليدز يحيط بها مساحات ممتدة من الحدائق والأراضي مترامية الأطراف والتي تقدر بنحو 500 فدان، أما عن الخندق المائي الذي يحيط بمبنى القلعة فهو في الواقع بحيرة يغذيها نهر لين، أرض القلعة تضم أيضا متاهة عشب رائعة ومصممة خصيصا من أجل الأطفال الصغار