خاص "هي": حوار الطبيعة والجمال بأنامل مبدعات من الخليج العربي في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية

"الطبيعة". تلك الكلمة البسيطة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجوهرية والتي تحدد فعليا الكثير من نواحي حياتنا، لطالما كانت مصدر إلهام للفن منذ أقدم العصور حتى اليوم. وها هو مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية الذي تتواصل فعالياته في قرية الجزيرة الحمراء التراثية، الموطن التاريخي لقبيلة الزعاب العريقة وقرية صيد اللؤلؤ التي يمتد تاريخها إلى القرن السابع عشر يتخذ من الطبيعة شعارًا له. دورة عام 2023 من المهرجان الذي يحتفل بعامه الـ11 المهرجان الذي يُنظّم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم إمارة رأس الخيمة، استثنائية بموضوعها حيث يرسم الفنانون بحواسهم المبدعة انطباعاتهم ومفاهيهم الخاصة عن الطبيعة مع التركيز على اللمسة المبتكرة للرسامين والنحاتين والمصممين وصانعي الأفلام والمصوّرين مما سيمنح الجميع تجربة تفاعلية لا تضاهى.، حيث تعرض في المهرجان أعمال لأكثر من 120 فناناً محلياً وعالمياً من أكثر من 35 دولة تحت شعار "الطبيعة".

من الفنون إلى الحوارات التراثية والفعاليات المخصصة للحيوانات الأليفة، والبرامج الخاصة لإجازة نهاية الأسبوع، وورش العمل الفنية، والعروض الموسيقية، وعروض الأفلام وغيرها، تقدم نسخة العام 2023 من مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية لأفراد المجتمع مجموعة رائعة من التجارب الثقافية والإبداعية المتنوعة.

وعن مشاركة المرأة الخليجية في هذا المهرجان التقت "هي" الفنانة الإماراتية هند راشد التي تتميز بأسلوبها التجريدي الشيق والفنانة البحرينية هنادي الغانم ذات اللمسات المرفهة في اللوحات التي ترسمها.

تقول هند راشد لـ"هي" عن مشاركتها الأولى في فعاليات المهرجان إنها شاركت بعمل فني واحد لوحة "كنوز الطبيعة" لكنها ستكرر التجربة والمشاركة في المعرض خلال السنوات المقبلة حيث إن مصدر إلهامها للمشاركة كان موضوع المهرجان وهو الطبيعة من إحساس الفنان بشكل أساسي والجيولوجيا وما تحتويه من مواضيع الطبيعة والتاريخ. وتشرح أن أعمالها الفنية تعبر عن الخيال  والواقع بحيث اعكس الفكرة على اللوحة الفنية بأسلوب تجردي شيق يجعل الزائر يتسأل عن معنا العمل الفني و كيف وصلت للنتيجة النهائية".

أسرار الجمال اللؤلؤي 

وتتحدث لوحة " كنوز الطبيعة " التي شاركت الفنانة هند راشد فيها في المعرض عن الحياة البرية  والصحراوية لبعض الحيوانات المهددة بالانقراض "والتي تعتبر كنزًا يجب المحافظة عليها وتم رسم العناصر بأسلوب تجريدي واستخدام الألوان التي تعكس الحياة البرية  الجميلة الغنية بألوان ظلمة الليل وانعكاس اشعة الشمس هذا العمل الفني المميز يجعل كل من يراه يتعمق في الخيال والشعور بالفضول لفك وفهم عناصره".

أما الفنانة البحرينية هنادي الغانم من خلال لوحتها "يا شوق" فتتناول شخصية شوق التي تحمل المودة والسلام والجمال، وتقول عنها: "محبوبة تحيط من حولها بمشاعر الحب من كل جانب، في لوحتي" ياشوق " حوار بين تؤام الروح لشوق قد تكون مرآتها او شقيقتها او قريبتها ترتدي شوق الثياب الزاهية "زبرة العيد" ويدور الحوار بين الاثنتين عن اسرار الجمال اللؤلؤي للمرأة الخليجية .

وعن فكرة الطبيعة في اللوحة تقول الغانم إن "شوق مرتبطة بالطبيعة من خلال المشموم "الريحان"  ذا اللون الاخضر الطبيعي الزاهي ويشع اللون البرتقالي مع الاصفر ويبث الفرح والسعادة مع الأحمر الذي يعبر عن الطاقة العالية الامر يجعله لونا مميزا ً يحمل معه سلسلة من المعاني والمشاعر المبهجة والدافئة في نفس الوقت .

الفن والطبيعة 

وعن مصدر الهامها للمشاركة في المهرجان، تقول الغانم لـ"هي" إن "في هذه النسخة كانت الفكرة التفكير بعلاقة الفنانين والمصورين بالطبيعة والنباتات وماهو مكننا وكيف يمكن للفن التحدث للطبيعة.  هذا هو مصدر الهامي في هذا المهرجان  الطبيعة وعلاقتي معاها وعلاقتها معي . ومصدر الهامي بشكل عام هو  جمال المراة الخليجية والبحرينية تحديدًا بالعباية الحرير". وتقول: "ارسم المرأة في لوحات تشع بالسعادة والالوان الزاهية والفخامة التى تدخل البهجة والحب في قلب من ينظر اليها". وتعتبر أن مشاركتها في مهرجان راس الخيمة "إضافة نوعية لي في مسيرتي الفنية التشكلية والتي أدت الى تبادل الخبرات والرؤى مع الفنانين المشاركين من كافه انحاء العالم  والتي كان لها  فوائد ومميزات في هذا المهرجان العظيم المميز، وذلك لأن الفنان مهما ارتقى مستواه الابداعي، فهو لا يزال بحاجة إلى الاطلاع على بقية الفنون الموجودة حول  العالم والحصول على فرصة للتعرف على الانطباعات والآراء المختلفة حول ما يقدمه،يتواجد الفنان في مثل هذه الاجواء و على مقربة من الفنانين الآخرين من مختلف انحاء العالم والمهتمين بمجالات الثقافة، وذلك لخلق حالة فنية عامة وحب الفن والتأكيد على ان الحياة وجميلة".كما تعرب عن سعادتها بلقاء صاحب السمو حاكم راس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي الذي أبدى اهتمامه ودعمه.  

نهضة إبداعية خليجية 

وعن النهضة الفنية الخليجية ومشاركة المرأة في هذا المجال، تؤكد الفنانة الإماراتية هند راشد أن "هناك اهتمام كثير بالفن والابداع وهذا هو السبب الي يجعلني أتقدم بالمشاركة في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية 2023 والاستعداد للمشاركة في العام القادم وأيضا نوعية الاعمال التي تم عرضها في الهرجان مميزة ومن مختلف الدول حيث كان هناك العديد من الفنانات من مختلف المدارس الفنية شاركن في هذا المهرجان المميز وأيضا كانت المرأة عنصر مميز في الاعمال الفوتوغرافية المعروضة في المهرجان". وتضيف إن "طموحاتي الفنية بان استمر في عمل وتطوير مهاراتي الفنية والمشاركة في العديد من المعارض المهتمة بالفنان والفن لتصل رسالتي الفنية لفئة اكبر حيث ان أعمالي الحالية و المستقبلية تركز على إحساس الفنان نفسه وأيضا ما يدور حولنا ولكن اعكسه بأسلوب تجريدي و تعبيري شيق متناسق بالعناصر والألوان والموضوع وذلك ما يجعل الزائر في المعارض يتمعن كثيرا و يفرح عندما يشاهد اعمالي الفنية ".

من جانبها، ترى الفنانة البحرينية هنادي الغانم أن "في الوقت الحاضر تضم البحرين عدة من المؤسسات الثقافية الحكومية وخاصة تلك التي تهتم وتدعم الحركة الفنية الثقافية ومنها جهات غير ربحية تشجع التفكير الابداعي وتغذي الانتاج الثقافي والفني وتضم متطوعين وفنانين وايضاً تقيم ورش ومحاضرات وعروض الافلام والمعارض ومنها مؤسسات تجارية". وتؤكد أن "للمرأة في المشهد الفني  حضور عميق لعكس معنى الحياة والطبيعة، الأرض والجمال والمحبة، فهي تمتاز بصفات متنوعة تمتزج مع الفكرة الفنية التي تحدد الجانب الجمالي المطروح فيها. كما أن دور المرأة في الفن لم يتوقف عند حضورها كفكرة ورمز وصورة بل تجاوزت تلك الأطر العامة ليصبح للمرأة حضور ذاتي مشرق في الفن والابداع فكانت فنانة وأديبة ومسؤولة فاعلة في هذا المجال".

وعن طموحاتها تقول: "إنها كبيرة وليس لها نهاية، واطمح للوصول للعالمية بطموحات عالية جداً احب الالوان كما احب أن اعبر عن مشاعرى بالرسم والالوان منذ طفولتي  حتى انني كرمت عدة مرات في سن صغير ودائما تعبر لوحاتي عن شخصيتي الجميلة والهادئة المحبة للحياة فالفن بالنسبه لي رؤية خاصة تحمل معاني كثيرة لا يعرفها الا من يدقق في لوحاتي".

إلى ذلك، في نسخة هذا العام، سيتضمن مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية ستة معارض خاصة بالتعاون مع شركائه الثقافيين بما في ذلك مؤسسة مارينكو سوداك، وبعثة الولايات المتحدة الأميركية في الإمارات العربية المتحدة، وسفارة مملكة هولندا في أبوظبي، والقنصلية العامة لجمهورية كوريا في دبي، والقنصلية العامة الفرنسية في دبي، وكاميرا فليك. واحتفاءً بالوحدة والتنوّع، سيكون كل بيت أو منزل بمثابة مساحة مخصصة لشركاء المهرجان لرسم وتحديد انطباعاتهم ومفاهيمهم الخاصة عن الطبيعة. ومن أبرز مميزات المهرجان لهذا العام الأعمال الفنية الرائدة من أوروبا الوسطى والشرقية من القيّم الفني الكرواتي وجامع الأعمال الفنية مارينكو سوداك، ضمن مشاركة مؤسسة مارينكو سوداك ومجموعة جورجونا. سيشمل المعرض تحت عنوان "عزلة الفكر" أعمالاً لمجموعة متنوعة من الفنانين منهم فنانون شهيرون مثل ماركو بوغاسنيك وديفيد نيز.