السمع نعمةٌ يجب العناية بها.. وهذه أفضل الطرق
إن نعمة السمع لهي من أعظم ما أنعم به الله علينا، فهي وسيلةٌ أساسية للتواصل مع محيطنا وفهم بعضنا البعض . وفقدان هذة النعمة يعزلنا عن الوسط المحيط بنا.
وتقول هيلين كيلر، أول كاتبة جامعية صماء كفيفة عن نعمة السمع: "فقدان البصر يعزلنا عن الأشياء، ولكن فقدان السمع يعزلنا عن الناس".
أسباب ضعف السمع في مرحلة الشباب وهل يمكن علاجه
تُعد الضوضاء، والتقدم في العمر، والأمراض المزمنة والأمراض الوراثية من أكثر الأسباب التي تؤدي لمشاكل السمع. وضعف السمع هو مشكلةٌ شائعة بين الأفراد، فيما يعاني حوالي ثلث كبار السن من مشاكل السمع، التي تزداد مع التقدم بالسن. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن اكثر من بليون شخص من الناس الذين تترواح أعمارهم من 12 – 35 عامًا، معرَضون للإصابة بضعف السمع نتيجة التعرض للضوضاء. ولذلك قامت المنظمة الأممية بتنظيم يوم السمع العالمي في 3 مارس من كل عام، لزيادة الوعي بأهمية السمع والوقاية من أمراض السمع من خلال الفحص المبكر والعلاج المناسب.
ضعف السمع دليل على الإصابة بهذه الأمراض
ما هي مشاكل السمع
تشير الدكتورة شيري ميخائيل، أخصائية أنف أاذن وحنجرة من مراكز برايم الطبية، إلى أن مشاكل السمع تنقسم إلى 3 أنواع:
- ضعف سمع حسي.
- ضعف سمع توصيلي.
- ضعف سمع حسي توصيلي.
ضعف السمع الحسي من المشاكل التي تصيب الأذن الداخلية أو عصب السمع، في حين يحدث ضعف السمع التوصيلي من مشاكل الأذن الوسطى أو الخارجية. وهناك عدة نصائح مهمة للوقاية من هذه المشاكل تقدمها لنا الدكتورة ميخائيل، منها الإستشارة المبكرة والفحوصات الطبية قبل الزواج لتجنب أمراض السمع الوراثية عند الأبناء.
أسباب مشاكل ضعف السمع وطرق علاجها
فيما يخص الأسباب، تشير أخصائية الأنف والأذن والحنجرة إلى أن الضوضاء هي أكثر الأسباب المؤذية للأذن والتي تتسبب بضعف السمع؛ ويمكن الوقاية منها من خلال خفض الصوت عند استخدام سماعات الأذن، والحرص على حماية الأذنين عن طريق ارتداء سماعات كاتمة للصوت أو سدادات للأذن قبل التعرض للضوضاء.
أما العلاج، فيكمن أولًا في علاج المشاكل الصحية أو ضبطها والتي قد تتسبب بضعف السمع ومنها الأمراض المزمنة التي تؤثر على الأذن، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري ومرض الغدة الدرقية. كما أن العلاج المبكر لمشاكل الأنف والجيوب الأنفية له أبلغ الأثر على صحة السمع، كون التهاب هذه الجيوب قد يؤثر على الأذن الوسطى.
وتنصح الدكتورة ميخائيل أيضًا بوجوب تجنب تنظيف قناة الأذن الخارجية في المنزل، وعدم إدخال سلكات القطن أو أية أدوات في قناة الاذن؛ إذ أن هذه القناة الأذن تطرد المادة الشمعية بنفسها.ويؤدي استخدام هذه الأدوات في المنزل إلى تراكم المادة الشمعية والتهابات قناة الأذن، كما قد يؤدي أيضًا إلى ثقب غشاء الطبلة. فعند تراكم المادة الشمعية، يجب زيارة المتخصص لإزالتها بطريقة آمنة.
كذلك توصي الدكتورة ميخائيل بضرورة تجنب السفر بالطائرة عند الإصابة بانسداد الأنف والتهابات الجيوب الأنفية والتهاب البلعوم إلا بعد العلاج؛ لأن ذلك يؤدي لصعوبة ضبط ضغط الأذن الوسطي مما يتسبب في حدوث التهابات قد تكون شديدة في بعض الأحيان.
ومن الإجراءات الأخرى للوقاية وعلاج مشاكل ضعف السمع:
- إجراء الفحص الطبي والعلاج المبكر عند ظهور عوارض مشاكل الاذن مثل التأخر اللغوي عند الأطفال (إذا وصل الطفل لسن العام والنصف عام، ولا يستطيع أن يقول كلمات بسيطة أو عدم قدرته على الإلتفات للصوت أو فهم كلمات بسيطة مثل توقف أو لا تفعل. أو إذا وصل لسن الثلاث سنوات ولا يستطيع قول جمل قصيرة)، هنا يجب الزيارة المبكرة للطبيب المتخصص وعمل فحص للاذن وفحص للسمع.
- عند سماع طنين الأذن أو حدوث ضعف مفاجئ للسمع، يجب الفحص لأن العلاج المبكر في هذه المشكلة يزيد من فاعلية العلاج، فيما يُقلَل التأخر من فاعلية العلاج.
طنين الاذن: هذه اسبابه و علاجاته
- عند حدوث ألم مستمر أو شديد بالأذن أو نزول سوائل من قناة الأذن أو عدم القدرة علي تمييز الأصوات، يجب زيارة الطبيب المختص لتحديد المشكلة والعلاج المبكر لتجنب المضاعفات.
وتضيف الدكتورة ميخائيل أن معظم حالات ضعف السمع تحدث تدريجيًا بدون تنبيه، لذلك يجب الفحص المبكر لتجنب التأخر عن العلاج. مؤكدةً أن الأذن هي بوابتك للتواصل مع الغير، فحافظي عليها!
ما هي اعراض ضعف السمع وما هي الامراض التي تسبب فقدان حاسة السمع
ضرورة التعامل مع مشاكل السمع عند الرضع والأطفال مبكرَا
من جهتها، شدّدت خبيرة طبية من مستشفى كليفلاند كلينك، على أهمية زيادة الوعي حول ضرورة التدخل المبكر لتحديد مشكلات السمع عند الرضّع والأطفال والتعامل معها بأسرع وقت ممكن.
أسباب فقدان السمع عند الأطفال وأهمية فحص السمع لحديثي الولادة
وبمناسبة اليوم العالمي للسمع الذي يصادف 3 مارس، أوضحت الدكتورة سامانثا آن، المديرة الطبية في برنامج اضطرابات الأذن والسمع لدى الأطفال في مستشفى "كليفلاند كلينك"، أنه كلما تم تحديد صعوبات ومشكلات السمع لدى الأطفال والتعامل معها في وقت مبكّر، تزداد احتمالية أن تتحسّن قدرة الطفل على النطق إضافة إلى لغته ومهاراته الاجتماعية إلى أقصى حد ممكن.
وأضافت الدكتورة آن: "تُعد الفحوصات الشاملة للسمع لدى الأطفال حديثي الولادة مهمةً للغاية في اكتشاف مشكلات السمع والتعامل معها في وقت مبكر. وقد ثبت أن التدخل المبكّر ومحاولة معالجة المشكلات من خلال تركيب المعينات السمعية أو غرسات القوقعة الصناعية - على سبيل المثال - له تأثيرٌ إيجابي واضح في تعزيز استيعاب الكلام وتحسين المهارات اللغوية لدى الأطفال المصابين بفقدان السمع".
وأشارت الدكتورة آن إلى أن بعض الأطفال يولدون مع صعوبات في السمع، بينما يمكن أن يُصاب آخرون بمشكلات في السمع في وقت لاحق من حياتهم. وتشمل العلامات التي تشير إلى وجود صعوبة في السمع أو النطق:
- عدم تحدث الأطفال تماماً مثل زملائهم.
- طلب الحصول على الأشياء بشكل متكرر، أو نقلهم إلى الصف الأول في مقاعد الدراسة بسبب تشتت انتباههم.
وأضافت: "من المهم للغاية إعلام الطبيب المختص عند الشك بوجود أي صعوبات في السمع لدى الطفل. وقد تكون بعض المشكلات مؤقتة أو أكثر خطورة - أو حتى دائمة، لذا من المهم التحرك بمجرد ملاحظة المشكلة".
أسباب الفقدان المؤقت للسمع عند الأطفال
لفتت الدكتورة آن إلى أن مشكلة الفقدان المؤقت للسمع غالباً ما يتم علاجها، وتشمل الأسباب المحتملة لمثل هذه المشكلات ما يلي:
- الإنسداد: يفشل بعض الأطفال في فحوصات السمع التي تجريها مدارسهم. وفي مثل هذه الحالات، يجب على الوالدين إجراء فحوصات جديدة للطفل لدى اختصاصي السمع. ويمكن أن يكون السبب مجرد وجود شمع زائد في الأذن، ولكن من المهم إجراء المزيد من الفحوصات.
- العدوى: يتسبب الزكام أو الفيروسات في بعض الأحيان بفقدان مؤقت للسمع بسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى. ويحدَ الاحتقان والسوائل في الأذن والناتجة عن العدوى من حركة طبلة الأذن؛ وعندما تختفي العدوى و/ أو السوائل، يعود السمع إلى الوضع الطبيعي.
- الصدمات: إذا تعرض الطفل لصدمة في الرأس، فقد يكون فقدان السمع مؤقتاً بسبب تدفق الدم إلى الأذن الوسطى. ولكن إذا تسببت الضربة بكسر في العظم الصدغي حيث تقع الأذن الداخلية، فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى فقدان السمع. وربما لا يكون بمقدور الجّراح إصلاح هذا النوع من مشكلات فقدان السمع.
أسباب الفقدان الدائم للسمع لدى الأطفال
من جهة أخرى، بيّنت الخبيرة وجود العديد من المشكلات الأكثر خطورة التي يمكن أن تتسبب في فقدان السمع بشكل دائم لدى الأطفال، بما في ذلك:
- الولادة المبكرة: قد يكون لدى الأطفال الذين يولدون مبكراً ويقضون فترة من الوقت في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة، عوامل خطر لفقدان السمع؛ بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة والعلاج بمضادات حيوية معينة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
- العوامل الجينية: تتسبب بعض المتلازمات والاضطرابات الجينية الموروثة في فقدان السمع عند الأطفال.
- تشوهات الأذن: يمكن أن يولد الأطفال بتشوهات في الأذن، بما في ذلك الأذن المشوهة أو قنوات الأذن الضيقة أو المسدودة.
- التعرض للضوضاء: يمكن للضوضاء التي تزيد شدتها عن 85 ديسيبل (معظم المشغلات الموسيقية المحمولة تصل إلى 100 ديسيبل) أن تلحق أضراراً بخلايا الشعر الصغيرة في الأذن. ويمكن أن يتسبب التعرض قصير المدى لمثل هذا النوع من الضوضاء في فقدان السمع المؤقت أو الدائم. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد للضوضاء إلى تلف خلايا الشعر بشكل دائم.
- الصدمات: إذا تعرض الطفل لضربة قوية في الرأس، فقد يتسبب ذلك في تلف الأعصاب. ولا يمكن للأطباء إصلاح هذا الضرر، ولكن قد يشمل العلاج أنواعاً مختلفة من أجهزة السمع.
- الأمراض: قد يتسبب التهاب الدماغ والتهاب السحايا في بعض الأحيان بفقدان السمع الدائم لدى الأطفال.