أنصتي إلى قلبك
بقينا لسنوات وسنوات نسمع الموعظة نفسها: لا تفكروا بقلوبكم بل بعقولكم. وكنا أيضاً نتلقى توبيخاً من الجميع، وبسخرية أحياناً، أن التفكير للعقل وليس للقلب.
اليوم ثبت العكس مع اكتشاف علماء الأعصاب أن 65% من القلب يتألف من الأعصاب وليس من الخلايا العضلية، مما يعني أن القلب هو عضوٌ مفكَر. للقلب أفكاره أيضاً، هو عضوٌ حسي وجزءٌ من التجاوب العاطفي الذي يساعدنا في التعبير عمَا نحس.
إذن سيدتي أنصتي إلى قلبك ولا تتواني عن الإستماع إليه، حيث أن العقل قد يعرف الحقائق لكن القلب يعرف الحقيقة.راقبي ما في عقلك وأرسليه إلى قلبك، وعندما يتناغم القلب والعقل معاً، يمكنك التفاعل مع العالم بشكل مذهل. فنحن نعيش أوقات مرهقة ومحيرة، ولنتمكن من مواجهة قسوة الحياة نحتاج إلى الصلابة العاطفية.
القلب مرآتك الداخلية التي تعرف مكنوناتك، وصوتك الداخلي الذي يصرَح ويصرخ بما تشعرين به فلا تتعاملي معه كأنه مضخة للدم فقط. هو إحساسك الصحيح والقلب لا يخطئ أبداً.
يمنحنا القلب أربع قدرات مميزة على التجاوب:
1.التجاوب العاطفي: أي القدرة على التعايش التام مع الواقع، ومن خلال تلك القدرة يمكننا أن نكون على طبيعتنا بطريقة بنَاءة وأكثر إيجابية. هذا التجاوب يساعدك على عيش اللحظة بكل تفاصيلها.
2.المرونة العاطفية وهي القدرة على البقاء منفتحين غير منطوين على أنفسنا في مواقف الحياة التي تعج بالتوتر والتنافسية. يساعدنا ذلك على استدعاء مجموعة من المشاعر الإيجابية كالفكاهة، ويمنحنا التوازن العاطفي وبالتالي يحافظ على إبداعنا وقدرتنا على حل المشاكل.
3.القوة العاطفية: القدرة على استدراج مستويات كبيرة من القوة العاطفية الإيجابية في أكثر الظروف صعوبة. ومن خلال تلك القدرة يمكنك الشعور بالشغف وسط العاصفة، وأن بإمكانك مقاومة قوتها الهائلة.
4.المقاومة العاطفية: وهي القدرة على العودة بمرونة إلى الوضع العاطفي. ومن خلال ذلك يمكنك أن تتلقي ضربة عاطفية وتعرفي أن المشكلة لم تحدث لتقتل أحلامك بل لتختبرها.
هناك دوماً طريق لتحقيق ما نريد. أحبي من قلبك، وعيشي من قلبك. كوني الرائدة من قلبك، أصغي إلى قلبك واستمتعي بحياة بلا حدود.