من قدماء المصريين إلى العصر الحديث.. تاريخ طويل لطاولة الطعام
تعد طاولة الطعام قطعة أثاث أساسية مركزية ومحورية في أغلب المنازل، فهي المكان الذي يجتمع أفراد الأسرة عليه سواء بمفردهم أو مع ضيوفهم، لتناول الطعام الشهي والتواصل الاجتماعي وقضاء الأوقات الممتعة.
ورغم صعوبة تخيل وقت لم تكن فيه الطاولة هي النقطة المحورية في غرفة الطعام، فإنه طوال فترة طويلة من تاريخ الأثاث، كان الناس يأكلون على طاولات صغيرة أو منصات حجرية بدلاً من الطاولات الكبيرة لغرف الطعام، نظرًا لأنها كانت تستخدم للكتابة واللعب فقط.
طاولات الطعام واحدة من أقدم قطع الأثاث الموجودة، ومن العصور القديمة إلى العصر الحديث، قطعت طاولة الطعام شوطًا طويلًا ولعبت دورًا رئيسيًا في المنازل حول العالم ومرت بتاريخ طويل للغاية منذ الحضارة الفرعونية.
ونقدم لكِ في هذا التقرير تفاصيل التاريخ الطويل لطاولة الطعام.
طاولة الطعام في عصر قدماء المصريين
في حين أن كلمة "table" مشتقة من الكلمة اللاتينية "tabula تابولا" والتي تعني اللوح الخشبي أو اللوح أو القطعة المسطحة، فقد استخدم المصريون القدماء النماذج الأولى من طاولات الطعام.
تم العثور على أقدم طاولات طعام معروفة في مصر القديمة، حيث استخدم الأثرياء من قدماء المصريين طاولات الطعام لعرض ثرواتهم والتي غالبًا ما كانت مصنوعة من الخشب أو المعدن وتم نحتها وتزيينها بشكل معقد.
وكانت عبارة عن طاولات مستطيلة أو بيضاوية الشكل ومدعومة بأربعة أرجل، وغالبًا ما كانت مزينة بنقوش الهيروغليفية وغيرها من الأشكال الزخرفية.
وبشكل عام، كانت طاولات الطعام المصرية القديمة رمزًا للثروة والمكانة وكانت جزءًا مهمًا من الحياة اليومية للأثرياء.
وتم العثور على بعض هذه الطاولات في المقابر القديمة، وكانت تُعرف باسم " offering tables أو موائد القرابين" وتوفر طعامًا للآخرة.
طاولة الطعام عند الإغريق والرومان
يعود تاريخ مائدة الطعام إلى العصور الإغريقية والرومانية الأوائل، وهي حضارات اشتهرت بحبها للمآدب.
استخدم الإغريق القدماء طاولات صغيرة لتناول الطعام وتخزينها تحت أسرتهم، في حين صنع الرومان طاولات بأرجل من الرخام أو المعدن أو المواد الخشبية.
في اليونان القديمة، كانت طاولات الطعام غالبًا مستديرة الشكل ومنخفضة على الأرض وكانت مصحوبة بوسائد أو حصائر للجلوس، وغالبًا ما كان لديها 3 أرجل لخلق شعور أفضل بالتوازن.
وكانت مصنوعة من المعدن "عادة الفضة أو البرونز"، الرخام أو الخشب، بأرجل مزخرفة.
في روما القديمة، كانت طاولات الطعام، أو " tricliniumالتريكلينيوم" تستخدم أيضاً في وضع وجبات الطعام.
وعلى الرغم من أنها كانت أكثر تفصيلاً وتضم 3 أرائك مرتبة على شكل حرف U، تم ترك وسط حرف U مفتوحًا للطاولة، والتي غالبًا ما كانت مزينة بالمنحوتات والعناصر الزخرفية الأخرى.
وفي الرسومات التاريخية التي تصور المآدب، ظهر في البعض منها أن رواد المطعم كان لدى كل واحد منهم، طاولة صغيرة، بدلاً من استخدام طاولة كبيرة للجميع.
طاولة الطعام في العصور الوسطى في أوروبا
خلال العصور الوسطى في أوروبا، تطورت طاولات الطعام لاستيعاب التغيير في عادات تناول الطعام، إذ بدأ الناس يجلسون على الكراسي بدلاً من الاتكاء على الأرائك، وأصبحت الطاولات أكبر وأكثر مستطيلة لاستيعاب ترتيبات الجلوس الجديدة.
كما أنها غالبًا ما تكون مصنوعة من خشب البلوط، وهو خشب قوي ومتين يمكنه تحمل التآكل والتلف الناتج عن الاستخدام اليومي.
وكانت المائدة بمثابة حجر الزاوية في قاعة الطعام، إذ كانت أوقات الوجبات تتعلق بالتواصل الاجتماعي بقدر ما كانت تتعلق بتناول الطعام والشراب.
طاولة الطعام في إنجلترا في القرن السادس عشر
في القرن السادس عشر، بدأت طاولات الطعام تأخذ أشكالًا مزخرفة أكثر.
وشهدت فترة تيودور "وهو فترة زمنية في إنجلترا وويلز تنسب لأسرة تيودور الذين حكموها بين عامي 1485 و1603، وتشمل العصر الإليزابيثي في عهد إليزابيث الأولى حتى عام 1603"، ظهور " great tableالمائدة الكبيرة" ، وهي قطعة أثاث كبيرة منحوتة ومذهبة أحيانًا بشكل متقن كانت تستخدم في حفلات العشاء والمآدب الرسمية.
طاولة الطعام في القرن السابع عشر والثامن عشر
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، أصبحت طاولات الطعام أكثر عملية، وأدى صعود الطبقة الوسطى إلى إنشاء طاولات أصغر حجمًا وبأسعار معقولة يمكن استخدامها في المنزل.
غالبًا ما كانت هذه الطاولات مصنوعة من خشب البلوط أو الماهوجني وتم تصميمها لتكون قابلة للتوسيع بسهولة لاستيعاب عدد أكبر من الأشخاص.
طاولة الطعام في القرنين التاسع عشر والعشرين
في القرنين التاسع عشر والعشرين، استمرت طاولات الطعام في التطور مع تغير الزمن.
جلبت الثورة الصناعية مواد جديدة وتقنيات التصنيع، مما أدى إلى إنشاء طاولات طعام مصنوعة من المعدن والزجاج وغيرها من المواد الحديثة.
شهدت طاولة الطعام الحديثة أيضاً إدخال ميزات جديدة، مثل امتدادات الأوراق المدمجة وتصميمات الألواح المنسدلة التي سهلت تعديل حجم الطاولة لتناسب المساحات والاحتياجات المختلفة.
طاولات الطعام الحديثة
اليوم، تأتي طاولة الطعام في مجموعة متنوعة من الأساليب والمواد والأحجام لتناسب أي منزل وأي حاجة.
ومن الطاولات الخشبية التقليدية إلى التصاميم الأنيقة والحديثة، توجد طاولة طعام تناسب كل الأذواق والميزانيات.
وتتنوع التصميمات والمواد التي تصنع منها طاولات الطعام، فمنها المصنوع من الخشب والزجاج أو الرخام أو المعدن وغيرها الكثير، وبكافة الألوان والأشكال والطرازات.