لغة الزهور.. انتبه لما تقول
تظهر بعض الآثار الموغلة في القدم بأن الناس تداولوا بعض الرموز والإيماءات التي تمثلها الزهور بأنواعها وألوانها، وكانت تستخدم كوسيلة للتواصل كبديل عن الكلمات. ويرجع تاريخ ظهور إيماءات ومعاني الزهور إلى قبيل فجر حضارة وادي الرافدين حيث عُثر في كهف على قبر لأمرأة يقدر أنه يعود إلى نحو 45- 60 آلف سنة قبل الميلاد، وفيه أكاليل من الزهور وبعض المقتنيات الخاصة. وهذا يدل على أن الإنسان، في ذلك المكان والزمان الموغل في القدم، كانت لديه فكرة خاصة عن الزهور ومعانيها ورموزها. وتم تناقل هذا الموروث لآلاف السنين قبل ظهور الكتابة.
وفي زمن الحضارة الفرعونية في مصر القديمة، وقبل أكثر من 2500 سنة قبل الميلاد، كان المصريون يضعون الزهور في الزهريات وعلى الطاولات. وكانت الزهور تستخدم في المواكب، وتنقش في الحجر وتزخرف على الجدران، ولهذا فهي تشكل جزءا من الرموز التي تمثل الكتابة الهيروغليفية.
وتوارثت إيماءات ومعاني الزهور في الحضارات الصينية والرومانية والإغريقية والبيزنطية والإسلامية، وأخيرا في الثقافة الأوروبية لاسيما في العصر الفيكتوري. ففي العصر الفيكتوري (1820-1901 ميلادي)، ازدادت شعبية معاني ورموز الزهور، وأصبحت الورود ومعانيها طريقة مميزة للتواصل بين الناس.
بدأت اللغة الفيكتورية للزهور بالتداول على شكل واسع بعد نشر كتاب "لو لونكفيج دو فلوغ - أو لغة الزهور"، للكاتب "شارلوت دي لاتوغ" والذي طبع في باريس عام 1819. ويرسل هذا الكتاب معلومة هامة فحواها: (إذا أعطاك أي شخص زهرة أو باقة من الزهور، حاول أن تفك رموزها وكأنها رسالة سرية). لذلك على من يهدي الزهور أن يختارها بعناية.
كتب وقواميس كثيرة طبعت لتشرح لغة الزهور.
يمكن للمرء أن يتعلم مثلا أن ورود الجوري أو الـ "روزيز" ترمز للحب بشكل عام، لكن كل نوع ولون من ورد الجوري له معنى بحدّ ذاته. فيما ترمز زهور "الليلي" عموما إلى الجمال.
لا يخفى على أحد، أن جمال الزهور له قدرة فريدة من نوعها على جلب السعادة والأمل والأحساس الجميل لكل شخص.. عاشق.. مريض.. مكتئب.
باقة من الزهور يمكن أن تعّبر عن العديد من الأفكار، لكن زهرة واحدة يمكنها أن ترسل ألف كلمة معبرة.
من رحيق الزهور لا يتعطر الجسد فحسب، بل الروح أيضا.
خاص بـ هي
الدكتورة أفنان الشعيبي
الأمين العام والرئيس التنفيذي
لغرفة التجارة العربية البريطانية
أول عربية وسعودية تتولى هذا المنصب