كيف تتخطين الأزمة المدمرة للطلاق أو الانفصال بعد قصة حب بتحليل علم النفس
تخطي أزمة الطلاق أو قصة الحب بين شريكين وصلت علاقتهما مثلاً إلى مرحلة الخطوبة، ليست بالأمر السهل بل تُعد من التجارب القاسية التي يعايشها الكثيرون حول العالم وتترك آثارها القاسية ونتائجها النفسية الصعبة على الحياة العاطفية لهؤلاء فيجد أغلبهم صعوبة في تخطي هذا الفشل خصوصا إذا حصل الانفصال بناء على مشاحنات أو تدخلات من أطراف أخرى، على عكس الانفصال الذي يتم برغبة كِلا الطرفين وباتفاق بينهما إذ يكون أسهل للتقبّل بعيدا عن الصدمة الانفعالية أو العاطفية.
ولكن في كل الأحوال فإن الانفصال سيُحدث تغيرات طارئة ومفاجئة على حياة الشخص مما يسبب له انعداماً في توازن مشاعره كما قد يؤثر على النوم بحسب المعالجة النفسية في العلاقات العاطفية بولا هال، فيسبب التعب والإرهاق وفقد التركيز إذ ينشغل المرء بعد الانفصال بالتفكير بكثيرٍ من الأمورِ، خصوصاً بما يتعلق بالاعتناءِ بالأَطفَال إن وُجدوا، وإخبار الوالدين والتعامل مع انْفِعَالهما والانتقالِ من المنزلِ وتقسيمِ الممتلكات وترتيب الحِسابات المصرفيَّة، ومتابعة العَمَل.
ولذلك لا بد من اتباع بعض النصائح التي يقدمها خبراء علم النفس لتجاوز هذه الأزمة وتخطي الوضعية الصعبة التي يمر بها المنفصلون حديثاً.
فما رأيك عزيزتي أن نتعرف على أبرز النصائح النفسية التي من شأنها أن تساعد في التعامل مع الوضعية الجديدة التي يمر بها المنفصلون وتجاوز آثار الطلاق والتعافي من الانفصال خصوصا إذا كنت تمرّين بتجربة مشابهة من انفصال عن الشريك حديثاً؟
خذي بعض الوقت لتجاوز الأزمة
يُجمع خبراء علم النفس على ضرورة أخذ بعض الوقت لتجاوز الأزمة. فمثلاً تؤكد الطبيبة النفسية جين كيم، الأستاذة المساعد للطب النفسي في جامعة جورج واشنطن، أنه ربما يكون من الأفضل عدم قمع المشاعر أو كبحها خاصة بعد الانفصال مباشرة حتى لو كانت المشاعر شديدة ومؤلمة. لذلك تنصح بأخذ وقت طويل والذهاب إلى مكان خاص للتعبير عن مشاعر الحزن بالصراخ أو البكاء أو حتى الحديث مع النفس بعيدا عن ضغوط الآخرين.
فيجب أن يتذكر الشخص الذي يعاني من الانفصال أن التعود على الوضعية الجديدة التي طرأت على حياته العاطفية تتطلب بعض الوقت، خاصة إذا كانت تربطه علاقة طويلة الأمد مع الشريك السابق الذي كان يتشارك معه أدق تفاصيل حياته مما يجعل مشاعر مختلفة ومتناقضة تتملكه في اليوم نفسه، فيصبح يشعر أحيانا بالغضب والحزن، وأحيانا أخرى بالحيرة أو الارتياح، ولا بد من تقبّل هذه التقلبات العاطفية في المشاعر وتفهّم هذه الحالة الجديدة.
الحصول على الدعم من المقربين أو المعالجين النفسيين
من المعروف أن المشاعر الأقسى التي تختلج النفس بعد الانفصال والطلاق هي الحزن والخوف والاستياء والشك والندم والذنب وهنا يبرز أهمية دور المحيطين بالشخص الذي يعيش أزمة الانفصال سواء كانوا أهلاً أو أصدقاء بحسب خبراء علم النفس مع ضرورة معرفة حدودهم أيضا في هذه الفترة. فلا يجب مثلاً اللجوء الى الشخص الذي سيزيد مشاعر الذنب لديك بقوله مثلاً "لقد قلت لك منذ البداية إن هذا الزواج فاشلاً"، بل تحتاج إلى الشخص الذي يستطيع أن يستمع لك ويدعمك نفسياً بطريقة إيجابية.
وفي حال عجزت عن إيجاد مثل هذا الشخص المتفهم لك ولما تمر به، يجب أن تلجأ إلى المساعدة من معالجين نفسيين لأن دورهم سيكون أفضل وسيساعد في تخطي الأزمة العاطفية بطريقة أسهل وأسرع.
الإلتزام بالجدول اليومي وعدم العزلة
ينصح خبراء علم النفس المنفصلين بضرورة الإلتزام بالجدول اليومي المعتاد من النوم والأكل وممارسة الرياضة فهذه الممارسات تساعد في إفراغ طاقة الغضب الموجودة داخله وتُسرّع من عملية الشفاء، كما أن تجنب العزلة، بحسب علماء النفس، يُعتبر طريقة فعالة في تخطي الآثار المحبطة للطلاق ويساعد في التحرر من ذكريات الشريك السابق.
عدم التسرع في الزواج مجدداً
يتجه العديد من المنفصلين إلى الاستعجال في الدخول بتجربة عاطفية جديدة ظناً منهم أن الخطوة تساعدهم في تجاوز التجربة الزوجية السابقة والفاشلة. ولكن علماء النفس يشددون على ضرورة عدم التسرع في هذه الخطوة التي تُعتبر من أكثر الأخطاء الشائعة عند المنفصلين لأن لها آثار سلبية جداً، بل يجب في البداية تجاوز العلاقة السابقة والبحث عن شخص يستحق الحب من جديد بعد أن تلتئم الجروح وليس قبلها.
تخصيص وقت وسط الطبيعة
من المعروف أن الاسترخاء وسط الطبيعة أو المناظر الساحرة تساعد في التخلص من الطاقة السلبية التي تعتري النفس، وهذا ما يحتاج إليه المنفصلين في أشد أزمة يمرون بها، لذلك ينصح خبراء علم النفس بضرورة تخصيص وقت للتمتع في مكان يحتوي على مناظر خلابة سواء كان الشخص لوحده أو بمصاحبة بعض الاصدقاء الموثوقين أو حتى العائلة. فمثل هذا النشاط لا يذكر الشخص الذي يعاني من الانفصال بالشريك السابق.
التفكير الإيجابي
صحيح أن الطلاق أو الانفصال يُعد مشكلة لا تحمل في ظاهرها إلا السلبية ومشاعر الألم والحزن والمآسي ولكن يجب أن يتذكر الشخص بأن لكل أزمة في الحياة جوانبها المشرقة التي لا يمكن الانتباه لها فوراً بل مع الوقت سيكتشف المطلقين أو المنفصلين هذا الجانب الإيجابي من الطلاق. فمثلاً إن التحرر من الشريك بالطلاق سيجنب الشخص أن يعيش الاستفزازات والنقاشات العقيمة أو السامة التي كان يعايشها يومياً، كما أن التحرر من العلاقة يمنحه قدراً كبيراً للشخص من الحرية ويمنحه فرصة لفعل ما يريد وللتغيير على عكس الزواج الذي يقيد حريته ويحد من اهتماماته سواء العملية أو الاجتماعية أو حتى الشخصية والمهنية. في هذه الفترة سيكون أمام الشخص في حال فكّر إيجابيا، بحسب خبراء علم النفس، فرصة لصياغة المستقبل مجدداً والقيام بكل ما يريد فعله وبكل ما يحبه والاستمتاع بأشياء لم يكن قادرا على القيام بها في السابق.
قراءة الكتب والاستماع للموسيقى
الطبيبة النفسية جين كيم، الأستاذة المساعد للطب النفسي في جامعة جورج واشنطن تنصح المنفصين بقراءة الكتب التي تتحدث عن الانفصال لأن برأيها، الكلمات في كتب الانفصال التي تصف ما تمر به يمكن أن تكون مهدئًا للشخص بطريقة ما، كما أنها تساعد على إعادة تشغيل المراكز المنطقية في الدماغ، التي ربما تكون توقفت عن العمل مؤقتا بسبب الحالة العاطفية الآنية. فهي ترى بأن المطلقين يحتاجون إلى حساب الأمور بالعقل والمنطق وليس بالمشاعر فقط. كما تنصح بضرورة الاستماع إلى الموسيقى الحزينة حتى ولو عززت هذه الموسيقى على المدى القصير، الذكريات المؤلمة أو أثارتها ولكنها أيضًا تجعل الحزن الذي يشعر به الشخص أمراً طبيعياً حتى يعرف الشخص أنه ليس وحده.
وفي النهاية يمكن التأكيد بأنه صحيح أن الانفصال عن الشريك أو الحبيب يُعتبر أزمة كارثية ولكن تجاوزها ليس بالأمر المستحيل ويمكن للشخص الذي يعاني أن يتعافى من هذه التجربة المدمرة بعد تجاوز المشاعر السلبية مع التذكر دائماً بأن اجتياز هذه المرحلة لا يتم بين عشية وضحاها إنما يحتاج إلى بعض الوقت. كما أن الانفصال يمكن أن يشكل أحياناً فرصة للنضج أكثر وللتعرف أكثر على الذات للوصول إلى أيام أفضل مما سبقها.
هل يمكن أن يعود المطلقان؟.... وكيف؟!
خمس حالات طلاق كل ساعة في السعودية !