أمراء أوروبيون اشتهروا بمخالفتهم البروتوكول الملكي
في حين أن الألقاب الملكية غالبا ما يأتي معها الكثير من الامتيازات إلا أنها يصاحبها أيضا قائمة طويلة من التقاليد والقواعد والبروتوكولات الملكية التي يجب اتباعها، إلا أنه هناك عدة مناسبات قام فيها أفراد من العائلات الملكية من أصحاب الألقاب الملكية بمخالفة مجموعة من أهم وأشهر القواعد الملكية، والأكثر إثارة للدهشة، أن بعض من هؤلاء ينتمون للعائلات الملكية بالميلاد وليس بالزواج، مما يعني أنهم أكثر اعتيادا وتقبلا لفكرة اتباع القواعد والتقاليد الملكية مهما كانت الصعوبات أو مشاعرهم الشخصية حيالها، وهو الأمر الذي غالبا ما يجد العديد من الأفراد المنتمين للعائلات الملكية بالزواج صعوبة في القيام به، مثل ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس وزوجة الأمير هاري Prince Harry والتي لم تقم فقط بمخالفة عدد ليس بالقليل من القواعد الملكية، وإنما لمحت في عدة تصريحات لها لوسائل الإعلام إلى صعوبة تأقلمها مع الحياة الملكية وقواعدها وتقاليدها التي لا تنتهي، والتي غالبا ما تصاحب أفراد العائلة المالكة البريطانية في حياتهم الشخصية أو خلف الأبواب المغلقة على حد وصفها، ولكن ميغان لم تكن الفرد الوحيد في العائلة المالكة البريطانية الذي تمرد على القواعد والتقاليد الملكية حيث قام بالمثل زوجها الأمير هاري والذي ينتمي للعائلة المالكة بحكم الميلاد، مما أوقعهما في العديد من المشكلات قبل أن يقررا في النهاية الانسحاب من الحياة الملكية للحصول على حياة أكثر حرية، ولا تخضع للقواعد والتقاليد الملكية. من بينهم الأمير هاري......تعرف على مجموعة من أشهر الأمراء الأوروبين الذين قاموا بمخالفة قواعد وتقاليد ملكية شهيرة:
الأمير هاري.....الأمير الذي تمرد على قيود الحياة الملكية وضحى بامتيازاته الملكية لحياة أكثر حرية
اشتهر الأمير هاري على مر السنوات كواحد من أكثر من أمراء العائلات الملكية الأوروبية تمردا حيث قام على مر السنوات بمخالفة أعداد لا حصر لها من القواعد والتقاليد الملكية، وتضمن ذلك قيامه بتناول مشروبات كحولية قبل بلوغه السن القانونية (وهو خطأ يقال إن شقيقه الأكبر الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، قد قام بارتكابه أيضا ,من قبلهما والدهما الملك تشارلز الثالث King Charles III والذي شاهده أحد الصحفيين بالمصادفة أثناء تناوله لمشروبات كحولية بينما كان لا يزال طالب في المدرسة الثانوية)، وتضمن أيضا-وباعترافه- تعاطي مواد مخدرة وعقاقير هلوسة (تحدث عن مساعدتها له في تجاوز الفترات الأكثر حزنا وتعاسة في حياته، وأبرزها وفاة والدته المفاجئة في حادث سيارة مروع، بينما كان عمره لا يتجاوز ١٢ عام).
مخالفة الأمير هاري للقواعد والتقاليد الملكية لم تتوقف حتى بعد تجاوز الأمير هاري لسن الثلاثين، وخاصة بعد كشف وسائل الإعلام عن علاقته بالممثلة الأمريكية السابقة، ميغان ماركل، والتي أصبحت زواجته فيما بعد، حيث قام وقتها بمخالفة واحدة من أشهر القواعد الملكية البريطانية والتي يعتبرها الكثيرون بمثابة تلخيص لطريقة العائلة المالكة البريطانية في التعامل مع التغطية الإعلامية السلبية وهي "لا تشكو أبدا، لا تشرح أو تفسر أبدا"، كان ذلك عندما أصدر بيان رسمي ينتقد فيه صراحة التغطية الإعلامية لعلاقته بميغان وهي من أصول إفريقية، ويتحدث فيه عن شعوره بالحزن والأسى، لعجزه عن حمايتها من التعرض للإساءة والعنصرية منذ الكشف عن أنباء علاقتهما.
الأمير هاري استمر في مخالفة القواعد والتقاليد الملكية بعد زواجه من ميغان ماركل، حتى أعلن وزوجته في بيان رسمي، صدر بدون استشارة الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، ودون إعلام القصر الملكي، عن قرارهما الانسحاب من الحياة الملكية، قبل انتقالهما للإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
الأمير هاكون ولي عهد النرويج Crown Prince Haakon...الأمير الذي تزوج من أم عزبا
في حين أن إقامة حبيبين في منزل واحد قبل الزواج أو حتى الإنجاب خارج إطار الزواج، لم يعد من المحظورات الاجتماعية في أوروبا كما كان في الماضي، إلا أنه ليس أمر مقبولا تماما في الأوساط الملكية الأوروبية الأكثر تحفظا وتمسكا بالقواعد والتقاليد الملكية الصارمة، لذلك فإن قرار الأمير هاكون بالزواج من حبيبته ميت ماريت تجيسم هويبي Mette-Marit Tjessem Høiby (والتي أصبحت تعرف بعد زواجهما بلقب الأميرة ميت ماريت Mette-Marit, Crown Princess of Norway)، أثار الكثير من الجدل، ليس فقط لأنها كانت شابة تنتمي لعامة الشعب (وهو أمر لا يمثل مشكلة كبيرة للنرويجين حيث تزوج ملكهم الحالي، الملك هارالد الخامس King Harald V -والد الأمير هاكون-من امرأة من عامة الشعب وهي النرويجية سونيا هارالدسين Sonja Haraldsen والتي أصبحت تعرف فيما بعد بالملكة سونيا Queen Sonja of Norway)، أو لأنها كانت تعمل كنادلة، وإنما لأنها كانت أيضا أم عزباء، لطفل أنجبته خارج إطار الزواج إلا أن الأمير هاكون أصر على قراره بالزواج منها في مخالفة للتقاليد والقواعد الملكية والتي تضع شروط عديدة وصارمة لاختيار زوجة الملك المستقبلي للنرويج، بل وهدد الأمير هاكون، وهو الابن الوحيد للملك هارالد والملكة سونيا، في مرحلة ما، بالتنازل عن حق ولاية العرش وامتيازاته الملكية في سبيل الزواج من المرأة التي يحبها، وفي النهاية انتصر حبهما على التقاليد والعادات الملكية الصارمة، وتزوجا في حفل زفاف ملكي أقيم في عام ٢٠٠١، وأنجبا خلال زواجهما طفلين.
الأمير وليام William, Prince of Wales.....الأمير الذي تعرض لتوبيخ من الملكة لقيادته طائرة تحمل طفله الأكبر
على غرار والدته، الأميرة الراحلة ديانا Princess Diana، وشقيقه الأصغر هاري، كان للأمير هاري نصيبه أيضا من المخالفات للقواعد الملكية، من بينها قائدة عدم سفر أكثر من وريث للعرش البريطاني على متن رحلة طائرة واحدة، وهي قاعدة ملكية شهيرة تهدف إلى حماية خط وراثة العرش، وبالرغم من ذلك فلقد قامت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بالموافقة على مضض، على السماح للأمير وليام وزوجته كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales، بمخالفة هذه القاعدة، والسفر بصحبة أطفالهما الثلاثة (وهم الورثة الأوائل للعرش البريطاني) على متن رحلة طيران واحدة، احتراما لرغبتهما كوالدين شابين في اصطحاب أطفلهما معهما في رحلات سفرهما الدولية لتجنب تركهما لأطفالهم في المنزل لأيام طويلة.
بالرغم من سماح الملكة إليزابيث الثانية لحفيدها الأمير وليام بمخالفة قاعدة تجنب سفر أكثر من وريث واحد للعرش البريطاني على رحلة طيران واحدة إلا أنها حذرت الأمير وليام وهو طيار محترف، بقيادة طائرة تحمل أطفاله الثلاثة، بسبب خوفها من وقوع حادث طائرة مأساوي قد يهدد مستقبل النظام الملكي البريطاني بأكمله، وذلك وفقا لما ذكره الكاتب الصحفي والمذيع البريطاني الشهير، روبرت جوبسون Robert Jobson، في كتابه الجديد Our King: Charles III: The Man and the Monarch Revealed، والذي صدر في إبريل من هذا العام.
وفقا للكتاب فإن الملكة حذرت الأمير وليام عدة مرات من قيادة رحلة طائرة تحمل ابنه الأكبر الأمير جورج Prince George تحسبا لوقوع حادث مؤسف يهدد حياة اثنين من الورثة الأوائل للعرش البريطاني دفعة واحدة إلا أن الأمير وليام والذي يثق بمهاراته كطيار هليكوبتر بارع خدم في سلاح الجو الملكي وطيار في خدمة إسعاف إيست أنجليان الجوي، تجاهل ذلك التحذير في إحدى المناسبات وقاد طائرة هيلوكبتر تقل عائلته في رحلة طائرة سافرت لمسافة 115 ميل، من قصر كينسينغتون إلى منزل أنمر هول وهو منزل الأمير وليام وأسرته في مقاطعة نورفك، وتحدث الكتاب عن أن الملكة استاءت بشدة عندما علمت بذلك الأمر ووبخت الأمير وليام بحدة، لتجاهله مسئوليته في الحفاظ على استمرارية النظام الملكي البريطاني بحماية الورثة الأوائل للعرش وتجنب القيام بمخاطرات غير محسوبة بحياتهم.
الأمير فريزو Prince Friso....الأمير الذي تخلى عن حقه في المطالبة بالعرش من أجل الحب
في حين أن الأمير فريزو وهو الابن الثاني للملكة السابقة بياتريكس Queen Beatrix، ملكة هولندا الحاكمة السابقة، والذي اشتهر بتفوقه الأكاديمي، ليس أول الأمراء الذين يختاروا التنازل حق المطالبة بالعرش من أجل الحب، ولكنه من بين أشهرهم لأسباب عديدة أهمها قرر التنازل طواعية ودون أي محاولة تذكر للمقاومة أو التفاوض، عن حق مطالبته بالعرش ليتزوج من مابيل ويس سميت Mabel Wisse Smit، لدرجة أنه أسرع بالزواج منها قبل الحصول على موافقة البرلمان، مما أفقده حق المطالبة بالعرش، وبالرغم من ذلك، فلقد استمر بالاحتفاظ بلقب أمير وحصلت زوجته على لقب أميرة، وظل الأمير فريزو والأميرة مايبل زوجان حتى وفاته المفاجئة في حادث انهيار جليدي في عام ٢٠١٢ن عن عمر يناهز ٤٤ عام.
الأمير روستيسلاف Prince Rostislav …..الأمير الذي صمم ساعة بدمه
الأمير روستيسلاف هو أحد أحفاد عائلة رومانوف الإمبراطورية الروسية، والتي حكمت روسيا في الماضي، وعلى مر السنوات كان لديه نصيبه من مخالفة وتجاهل القواعد الملكية، بما في ذلك تصميم ساعة يد مثيرة للجدل بالاشتراك مع ماركة Raketa للساعات في عام ٢٠١٨، تحمل دمه، ووفقا لما نشره موقع Rösti فإن الساعة التي صممها الأمير روستيسلاف وهو حفيد حفيد الدوقة الكبرى زينيا Grand Duchess Xenia (شقيقة القيصر نيكولاس الثاني Tsar Nicholas I) تحمل أيضا شعار عائلة رومانوف النبيلة، وطرحت الساعة للبيع بالتزامن مع الذكرى المئوية لإعدام القيصر نيكولاس الثاني وعائلته في عام 1918.