ماذا يحدث لجسمك في حال توقفك عن تناول السكر لمدة شهر فقط

السكر والملح من العناصر المهمة والأساسية في حياة الإنسان، وإن كان استهلاكهما بشكل مفرط يمكن أن تكون له عواقب شديدة على الصحة.

ويُعدَ السكر من أساسيات تحضير الحلويات والمشروبات بشكل خاص، كما أنه يدخل في بعض الأطباق. وهو ذو مذاقٌ حلوٌ جدًا، يجعل كل من يتناوله يتعلق فيه بشكل كبير يصل لحد الإدمان عند البعض. لهذا ينصح الخبراء الأمهات والآباء، بوجوب عدم تعويد الطفل في عمر صغير على السكر، كي لا يتحول الأمر إلى إدمان له مضاعفاته السلبية.

الحقيقة أن السكر يضفي الطعم الجميل والحلو للمأكولات؛ لكنه في المقابل قد يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، وعلى رأسها داء السكري والسُمنة. كما تربط بعض الدراسات غير المأكدة نهائيًا، الإكثار من تناول السكر والإصابة بمرض السرطان.

ومن هنا، نجد أن معظم الأطباء وخبراء التغذية، ينصحون مرضاهم وكافة الناس بوجوب التقليل من تناول السكر قدر الإمكان. حتى أن بعض الحالات الصحية الحرجة، قد يُطلب منها التوقف تمامًا عن تناول السكر، أو استبداله بمُحليات صناعية لا يخلو بعضها من بعض الآثار الجانبية.

فوائد واضرار سكر الدايت على الصحة

يلجأ الكثيرون للتوقف عن السكر بهدف إنقاص الوزن والحفاظ على الصحة، فهل الإستغناء عن السكر يفيد فعلًا؟ وما الذي يمكن أن يحدث للجسم في حال التوقف عن أكل السكر لمدة شهر فقط، على سبيل المثال؟ وما هو النظام الغذائي الخالي من السكر والأمثل لاتباعه في هذه الحالة؟

أسئلة طرحناها على فاتن بياضو، اختصاصية التغذية في "مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء"؛ والدكتور جافيد رزا، مدير جراحة السمنة والتمثيل الغذائي، واستشاري جراحة عامة في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وأفادونا بالتالي.

نظام غذائي خالي من السكر

لا يوجد نظام غذائي خالٍ من السكر تمامًا؛ إذ تحتوي معظم الأطعمة على السكريات الصناعية. ومع ازدياد الوعي المجتمعي بأهمية اتباع الأنظمة الغذائية الصحية ونوعية الأطعمة التي ينبغي تناولها أو الابتعاد عنها، تجدر الإشارة إلى حقيقة أن الأنظمة الغذائية التي يُروَج لها على أنها خالية من السكر قد لا تكون كذلك، إنما تستهدف تقليل مكونين رئيسيين: الأول هو الكربوهيدرات البسيطة كالسكريات الموجودة في أطعمة معينة مثل العسل، ومنتجات الألبان، والفواكه، والعصير الطبيعي؛ والثاني هو السُكر المُضاف إلى الأطعمة لتحلية مذاقها دون تقديم أي فوائد غذائية أخرى.

فوائد الاستغناء عن السكر المُضاف

إن الاستغناء عن تناول السُكر المُضاف وتعويضه بأطعمة صحية ومفيدة لجسم الإنسان، مثل الخضروات والفواكه له فوائد صحية عديدة؛ أهمها الحفاظ على الوزن المناسب ، إذ يساعد التوقف عن تناول السكر المُضاف على إنقاص الوزن الزائد، وتعزيز النشاط اليومي والحفاظ على صحة القلب وأعضاء الجسم الأخرى. بالإضافة الى تحسَن الوظائف الإدراكية والحسية للدماغ، وتقليل التوتر والقلق، وتحسين المزاج والحالة النفسية عمومًا.

فوائد تقليل السكر في الطعام

في حين يؤدي استهلاك السكر المُصنَع أو المُضاف، خاصةً قبل النوم، إلى اضطرابات في مستويات سكر الدم ويؤثر سلبًا وبشكل مباشر على جودة النوم. لذلك فإن استبعاد السكر المُضاف من النظام الغذائي، يسهم في تحسين جودة النوم وتأخير الشيخوخة، وإحداث تأثير إيجابي واضح على صحة الأسنان والبشرة.

وتوصي منظمة الغذاء والدواء الأمريكية باستمرار، بالتقليل من تناول السكريات المُضافة؛ ونقصد بالسكريات المُضافة هنا تلك التي تُضاف إلى الأغذية والمشروبات من قبل المُصنَعين أو الطهاة أو المستهلك. ووفقًا لتوجيهات المنظمة، يجب أن يكون إجمالي السكريات المُضافة أقل من 10% من كمية الطاقة اللازمة للشخص الذي يتمتع بوزن صحي للجسم ويستهلك نحو ألفي سعرة حرارية في اليوم (50 غراماً من السكر)؛ والأفضل أن يكون معدل السكريات المُضافة أقل من 5% من إجمالي الطاقة للحصول على فوائد صحية إضافية.

ماذا يحدث للجسم في حال التوقف عن تناول السكر لمدة شهر فقط

لقد أصبح استبعاد السكر المُضاف من النظام الغذائي، اتجاهًا شائعًا في أنماط وأساليب الحياة في السنوات الأخيرة. إذ يمكن أن يعود على الإنسان بفوائد صحية عديدة ذكرنا بعضًا منها في الفقرة السابقة، ومن المهم أن ندرك أن الانقطاع المفاجئ عن تناول السكر يقود إلى الشعور بأعراض محددة وقد يُسبَب آثارًا أخرى غير تلك المرجوة.

أعراض الانسحاب من تناول السكر

يُعدّ التعود على تناول السكريات، حالةً من حالات الإدمان ويؤدي الاستغناء عنها إلى ظهور ما يُسمى بأعراض الانسحاب، مثل الصداع والتعب وتقلَب المزاج. وعادةً ما تختفي هذه الأعراض بعد بضعة أيام أو أسابيع، ويحتاج التعامل مع هذه الحالة إلى القليل من الصبر ليعتاد الجسم على انقطاع السكريات، وكذلك إلى التدرج في الانقطاع عن السكريات.

المصدر الصحي للسكر

يعتقد بعض الأشخاص أن الأطعمة السكرية هي أيضًا مصادر للعناصر الغذائية والطاقة المهمة، في حين أن تناولنا للسكر يجب أن يأتي من مصادر طبيعية مثل الفواكه والخضروات والعسل والتمر ومنتجات الألبان؛ وذلك بهدف منع حدوث نقص في مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم.

لخفض السكر أطعمة خاصة، فماهي؟

الآثار الجانبية للتوقف عن تناول السكر

يمكن أن تكون أحد الجوانب السلبية لإيقاف السكريات هي الـتأثير على الحياة الاجتماعية؛ فالابتعاد عنها قد يكون أمرًا صعبًا باعتبار أن الحياة الاجتماعية ولقاءات الأصدقاء وأفراد الأسرة لا تغيب عنها أبدًا الحلويات والمشروبات الغنية بالسكريات. لذلك من الأهمية بمكان تحقيق التوازن اللازم بين الحياة الاجتماعية والالتزام بنظام غذائي صحي تحت إشراف اختصاصي تغذية.

مخاطر السكر على الصحة

للحديث عن مخاطر السكر والسُمنة على الصحة، قال الدكتور جافيد رزا من مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "من المعروف أن السُمنة لها تأثيرٌ كبير على الأشخاص المُعرَضين لمرض السكري، ناهيك عن أن المجتمع الطبي يؤكد دومًا على المخاطر المُحدقة بالمصابين بالسُمنة والسكري معًا. كما أن السمنة تزيد من مخاطر التعرض لأمراض القلب التي تُعتبر السبب الرئيسي للوفاة في شتى أنحاء العالم."

وأضاف: "ليس هذا فقط، بل تُسبَب السُمنة سلسلةً من المشاكل، تبدأ بتراجع قدرة البنكرياس على إدارة مستوى الجلوكوز في الدم بشكل فعال بسبب انخفاض الأنسولين؛ ثم تبدأ الدهون بالتراكم في منطقة الكبد الذي يُعتبر مخزنًا للجلوكوز الزائد في العادة، الأمر الذي يقود إلى فرط مستويات سكر الدم. وقد يُسبَب هذا الأمر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي والفشل الكبدي."

ونصح استشاري جراحة السمنة والتمثيل الغذائي قائلًا: "من المهم إدارة السُمنة، لذلك فإن تحقيق خسارة مستدامة في الوزن هي خيارٌ جيد. ومن الخيارات المتاحة لتجنب مضاعفات السُمنة تغيير النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني أو استشارة طبيب متخصص في علاج السمنة أو الخضوع لجراحة السُمنة في الحالات المتقدمة."

في الختام، يعود علينا التوقف عن تناول السكر بفوائد صحية عدة بشرط أن يكون تحت إشراف مختص ولمدة محددة. ولا تنسي عزيزتي أن السكر مهمٌ جدًا لعمل الخلايا في الجسم، لذا خذي حاجتك منه فقط ومن مصادر غذائية صحية كي تتجنبي مضاعفات الإكثار من السكر أو قلة الحصول عليه في نظامك الغذائي اليومي.