تعزز الإدراك والنمو المعرفي وتنمي المهارات وأكثر .. إليكِ تأثير الموسيقى على طفلك
يبدأ تأثير الموسيقى على طفلك في مرحلة مبكرة جداً في الرحم، فالأجنة في بطون أمهاتهن يتأثرون بالموسيقى تأثراً كبيراً، وتظهر هذه التأثيرات عليهم في تطور العديد من المهارات، واستكمال ذلك التطور بعد أن يخرجوا إلى العالم الذي نعيش فيه، لتتعمق صلتهم بالموسيقى غذاء الروح وأساس الحب. فهل تعلمين عزيزتي ما تفعله الموسيقى بطفلك؟ وما هي تأثيراتها الإيجابية عليه، وما هي ضوابط تعلم طفلك للموسيقى؟
العلاقة بين حاسة السمع لدى الجنين والموسيقى
تقول الدكتورة نجلة كاظم اختصاصية النساء والتوليد بدبي، أن الجنين يبدأ في سماع الأصوات الخفيفة من الشهر الخامس مثل: صوت تناول الأم للطعام، وتناول الماء، وصوت السائل الأمنيوسي الذي يحيا فيه، وكذلك صوت الهضم، والأروع وصف سماع الجنين لدقات قلب الأم في صورة ايقاع منتظم، ولا يقتصر سمع الجنين على الأصوات الداخلية فقط بل يمتد لسماع الأصوات الخارجية (خارج الرحم) مثل صوت الموسيقى، وأي أصوات أخرى بمختلف درجاتها، وكذلك المحادثات والكلام.
والعلاقة بين الجنين والموسيقى تبدأ مبكراً في الرحم لأن الأصوات الداخلية للأم يسمعها على شكل ايقاع منتظم ويتعرف عليها بسهولة، وخصوصاً دقات قلبها، وصوتها، وبحسب الدراسات المعلنة في هذا الصدد، يزيد معدل ضربات قلب الجنين بمجرد سماعه لصوت أمه، ما يعني قدرته على تمييز صوتها من بين كل الأصوات التي يستمع إليها سواء من الداخل أو الخارج.
ولذلك تنشأ علاقة الجنين بالموسيقى مبكراً لأنه اعتاد على سماع ضربات قلب أمه في صورة إيقاعية منتظمة يسهل عليه التعرف عليها بعد أن يألفها، ولذلك يهدأ الجنين في بطن أمه عندما يسمع صوتها تغني له أو تروي له قصة ما.
والآن .. إليك عزيزتي أهم تأثيرات الموسيقى على طفلكِ
إشارة إلى العلاقة بين حاسة السمع لدى الجنين والموسيقى، وخصوصاً تمييزه لضربات قلب أمه تعزز من مهارات الجنين في السمع، وكذلك مستوى انتباهه، وليس ذلك فحسب، فهي تساعده على التعبير عن نفسه في مرحلة لاحقة للولادة، إذ يحاول النطق ببعض الكلمات في سجع معين وبايقاع جميل يسهل عليه بدء الكلام، ويحفزه على النطق من خلال تطور حاسة السمع بعد الولادة حيث زيادة قدرته على تعلم المزيد من الكلمات.
وبحسب الدراسات العلمية المعلنة أكد الخبراء على انتباه الطفل بعد ولادته للموسيقى لا يقل أبداً عن انتباههنا نحن البالغين، كما أن تأثيراتها عليه لا تقل قوة عن مثيلاتها علينا، إذ تعمل الموسيقى على تحفيزه على الإبداع، وتساعده على الاسترخاء عندما تكون موسيقى هادئة وناعمة، كما أنها تحقق له نوماً أعمق وأكثر هدوءاً.
هل تختلف تأثيرات الموسيقى على الطفل بحسب نوعها؟
بحسب الدراسات المعلنة في هذا الصدد، التي من بينها دراسة أُجريت في جامعة كاليفورنيا، تبين أن الأطفال الذين استمعوا إلى معزوفة "موزارت" تمتعوا بمعدلات ذكاء أعلى، ولم يعانوا من أي قلق أو توترات وذلك بسبب إفراز الدوبامين الذي يسبب له السعادة ويحسن المزاج، ويحقق نوماً عميقاً للطفل.
ولم تقف تأثيرات الموسيقى على الطفل عند ذلك الحد فقط، بل تمتد لتشمل النمو المعرفي والإدراكي له، إذ تشجعه على القدرة على الإبداع، وتحفز خياله، وتقوي من انتباهه، وتعزز من تركيزه، الأمر الذي من كفاءة ذاكرته ويجعلها تعمل بشكل أفضل.
تأثير الموسيقى على أطفال التوحد وفرط الحركة
بحسب الدراسات العلمية التي طرحت حول تأثير الموسيقى على أطفال التوحد، وفرط الحركة وتشتت الانتباه تبين أنها تعزز من الروابط بين الخلايا العصبية فينمو الدماغ وتعمل بشكل أفضل، وذلك بفضل الشبكات العصبية وتحفيز المسارات الموجودة في الدماغ على العمل بكفاءة، ولذلك يجب على آباء وأمهات أطفال التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه الاهتمام بتعليم الطفل الموسيقى للأخذ بأيدهم وعلاجهم بطريقة جميلة ومفيدة في نفس الوقت فضلاً عن تأثيراها الإيجابية عالية القيمة عليهم.
والآن كيف تختارين الموسيقى المناسبة لطفلك؟
يعد ذلك سؤال مهماً جداً، وخصوصاً مع ظهور نوعيات حديثة صاخبة من الموسيقى قد تؤثر سلباً على استجابة الطفل، ولذلك تقع عليكِ عزيزتي الأم مسؤولية اختيار الموسيقى الأنسب التي لها أن تحقق فوائد جمة لطفلك، إذ يجب اختيار الموسيقى الناعمة الهادئة له التي تهذب النفس، وتساعده على الاسترخاء، وتمهد له الطريق لاكتساب مزيد من الخبرات، والحصول على فوائدة جمة، وأيضاً لتفادي سلبيات استماع طفلك للموسيقى الصاخبة التي يصاحبها كلمات ليس من المفترض أن يستمع إليها طفلك، للحفاظ على سلوكه وكلامه، وليكون مهذباً دائماً، وبنفس المستوى الأخلاقي الذين تحبين أن يظل فيه للأبد دون أي انحدار.
تعليم الموسيقى للطفل .. من يختار الآلة الموسيقية أنتِ أم طفلك؟
من الجيد أن يتعلم الطفل الموسيقى منذ نعومة أظافره لتظهر تأثيراتها الإيجابية عليه في وقت مبكر لينشأ مهذباً ذو مشاعر جميلة وأخلاق حميدة وعلى سلوك قويم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. على من تقع مسؤولية الاختيار، وهل يحق لكِ عزيزتي الأم التدخل في ميول طفلك، واجباره على تعلم آلة موسيقية دون غيرها؟
بحسب دكتورة أميرة داوود أخصائية علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية وماجيستير صحة نفسية جامعة استانفورد الامريكية، من الضروري جداً ولاعتبارات نفسية لا يمكن إهمالها، عدم اجبار الطفل على تعلم آلة موسيقية معينة، لأن النتيجة لن تكون جيدة، وقد يكون للطفل ردة فعل سلبية تجاه ذلك الإجبار سواء كان ذلك بالنفور أو التذمر، ولذلك يجب أن يختار الطفل الآلة الموسيقية التي يحبها ليتعلم المزيد عنها عندما يكون في عمر يسمح له بذلك، ولكن إذا كان الطفل في عمر لا يمكنه الاختيار يجب أن تختار الأم آلة موسيقية مناسبة لعمره وحجمه وقدراته أيضاً، إذ يجب استبعاد الآلات النفخية لأنها تتطلب قوة أكبر للعزف ولحملها للأطفال الذين لم يبلغوا عامهم السادس بعد، ويمكن اعتماد الآلات الموسيقة الأقل حجماً والأقوى تأثيراً على الطفل في هذه المرحلة مثل تعلم آلة البيانو أو الكمان.
وقد شددت الدكتورة أميرة داوود على جزئية هامة جداً عند تعليم الموسيقى للطفل، وهي أنه يجب أن تتوافر الرغبة عند الطفل، وأن يوجد لديه اهتماماً وشغفاً بالموسيقى حتى يمكنه التوجه إليها بكامل حواسه ومشاعره، ولكي لا يتعثر قبل أن يبدأ، وحتى لا ينفر الطفل من الموسيقى للأبد، وعليه يجب ترك الطفل يتحدث عن الموسيقى كيف ما يشاء وبحسب ما يتراءى له.
وأخيراً: يُسعدنا غاليتي أن تشاركينا الرأي .. ما هي تأثيرات الموسيقى على الطفل؟ وكيف يمكن للأم مساعدة طفلها على تعلم الموسيقى؟، وما هي ضوابط ذلك؟