نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض .. وهذه هي آراء المختصين
نعيش اليوم في عالم رقمي محفوف بالعديد من المخاطر، وخصوصاً مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده، والذي طال أطفالنا، وأثر عليهم بطريقة سلبية ليس فقط من ناحية تعرضهم لمخاطر التعلق بشاشة الموبايل، والأجهزة الذكية، وألعاب الكمبيوتر، ولكن أيضاً بسبب انتشار صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، ما يستدعي تسليط الضوء على الآثار السلبية والمخاطر التي تتربص بهم جراء ذلك. وخصوصاً مع تشعب الآراء بين مؤيد ومعارض لنشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، والتطرق إلى آراء المختصين.
"Sharenting"ظاهرة ضد سلامة الأطفال
يطلق على عملية نشر صور الأطفال عبر الانترنت "sharenting" ، وهو مصطح حديث مأخوذ من كلمة "Share"، التي تعني المشاركة، وكلمة ""Parenting التي تعني الأبوة، بحيث يصف ظاهرة قيام الآباء والأمهات بنشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً في المناسبات مثل: أعياد الميلاد، دخول المدرسة لأول مرة، أثناء الرحلات والسفر، كما أن البعض منهم لا يتردد في نشر صور أطفاله أثناء المرض، حتى الجنين في رحم أمه لم يسلم من ذلك.
وقد يكون السبب وراء ذلك، الحرص على مشاركة المشاعر مع الآخرين، وفي حالات أخرى يكون السبب الترفيه والتسلية، وذلك بحسب إفادة بعض الآباء والأمهات، وبغض النظر عن الأسباب تعد "Sharenting"ظاهرة ضد أمن وسلامة الأطفال، لأن صور الأطفال تنتشر بسرعة كبيرة وتلف العالم عبر الانترنت، وليس ذلك فحسب، إذ يصبح لكل طفل وجوداً رقمياً وهو ما يعرف باسم "البصمة الرقمية" حتى الجنين في رحم أمه في عصر العولمة أصبح له وجوداً رقمياً على الانترنت بمجرد نشره صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الانترنت، وهنا تكمن الخطورة، حيث مشاركة معلومات خاصة ومهمة عن الأطفال.
آراء ومخاطر
أكد الخبراء المختصين على أن نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت خطأ فادح يعرضهم لكثير من المشاكل، كونه خطراً مؤكداً يعرض الأطفال لمخاطر جمة، وذلك بحسب تقرير "سكاي نيوز عربية" ويتمثل هذا الخطر في ما يلي:
- اقتحام خصوصية الأطفال والتأثير على نفسياتهم سلباً في مراحل لاحقة، وخصوصاً مع تخزين الصور عبر الانترنت.
- انتهاز الغرباء من ضعاف النفوس تتبع أخبار الأطفال، وخصوصاً مع نشر معلومات عن الأطفال، كتاريخ الميلاد، واسم المدرسة، والأصدقاء.
- تعرض الأطفال للابتزاز الالكتروني.
- التعرض للتنمر عبر للانترنت وبالتالي تعرضهم لاضطرابات نفسية قد تؤثر في شخصيتهم بطريقة سلبية.
- التعدي على خصوصية الطفل والتسبب في تذمره وضيقه.
- إدمان الأطفال منذ الصغر لبريق مواقع التواصل الاجتماعي الزائف ولعادة نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيف يمكن حماية صور الأطفال على الانترنت؟
من أجل حماية الأطفال عبر الانترنت، وبحسب داليا شيحة مستشارة أسرية بدبي، يمكن للآباء والأمهات اتباع النصائح التالية:
- ضبط الإعدادات الخاصة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، واللجوء إلى فني متخصص لفعل ذلك للحصول على درجة عالية من الخصوصية.
- تحديد من يرى المنشورات الخاصة بالأطفال " الأصدقاء فقط"
- التفاهم مع الأصدقاء على حسابات التواصل الاجتماعي بشأن عدم مشاركة صور الأطفال مرة أخرى لأي سبب من الأسباب.
- يجب مراجعة قائمة الأصدقاء الموجودين عند الأبناء للتأكد منهم قبل مشاركة صور الأطفال معهم.
- استخدام أسماء وهمية للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يتم تقديم معلومات عن الأطفال للشركات التي ترى في ذلك قيمة عالية جدأً وفرصة للتربح من وراء ذلك.
- التفكير في خصوصية الطفل لتجنب اقتحامها، وخصوصاً عند رفضه لنشر صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مراحل عمرية لاحقة، واحترام رأيه وخصوصيته.
- عدم نشر موقع الطفل على الملأ عند تصويره في مكان ما.
وأخيراً، أشارت داليا شيحة إلى ضرورة البحث عن وسائل أخرى لنشر صور الأطفال مع العائلة بأمان سواء من خلال عمل جروب على الواتس أب بين الأهل والأقارب والأصدقاء، أو من خلال تقنية حديثة وهي منصة "Tinybeans"وهي عبارة عن تطبيق من تطبيقاتApple Store" " ويتم من خلاله نشر صور الأطفال مع العائلة عليه بخصوصية عالية، وذلك بهدف حماية الأطفال من التعرض لأي مخاطر عبر الانترنت.
والآن .. ما هي آراء الآباء والأمهات حول نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
التقت هي بمجموعة من الأمهات لمعرفة آرائهن حول ظاهرة نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلخصت ردودهم في ما يلي:
م م ن محامية .. أرفض ذلك رفضاً باتاً لأني على علم بخطورة ذلك، وخصوصاً في ما يتعلق بكثير من القضايا التي تتعلق بالابتزاز الالكتروني والتحرش، خصوصاً وأن الأمر لا يقتصر على نشر صور الأطفال فقط، بل يقوم بعض الآباء بعمل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للطفل في سن صغيرة ما يعرضهم للكثير من المخاطر.
آيات محمد.. اخصائية تربوية ونفسية، لا أحبذ نشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي أو نشر أسماء أو أي معلومات عنهم، لأن يوسع دائرة المخاطر عليهم، كما أن تسليط الأضواء على الطفل في سن صغيرة يعرضه لضغوطات كبيرة جداً، ويزيد من توتر، ويعجل بدخوله في نوبات نفسية.
منة محمود .. حوادث كثيرة يتعرض لها الأطفال، ومنهم من يهاجمه المرض بين يوم وليلة بسبب عرض صورهم على الملأ، ولذلك أبداً لا أوافق على نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت بوجه عام، فالعين حق وكثير من الأطفال يتعرضون لمشاكل خطيرة بسببها، ولذلك على الأبوين حماية أطفالهم من العيون القاسية والنفوس الضعيفة.
مشاهير عالميون رفضوا نشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي
قرر النجم والموسيقي الكندي ريان جوسلينغ، ومعه زوجته النجمة الأميركية إيفا منديز، ترك خيار ظهور ابنتيهما إلى حين بلوغهما سن الرشد، لاتخاذ رأيهم أولاً وعدم التعدي على حقهم في ذلك.
المؤلفة والمغنية الإنجليزية أديل التي ترى ضرورة الحفاظ على خصوصية الطفل، وعدم تعرضه لمواقف محرجة في الصغر تظل عالقة في الذهن.
النجمان كاميرون دياز والمغني والموسيقي بنجي مادن، قرروا عدم نشر أي صور لها، وقرورا عدم نشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعية حفاظاً على حياتهم الخاصة.
ومن أشهر المشاهير العرب، الذين رفضوا نشر صور أطفالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زينة، وبخلاف ذلك يوجد العديد من الآباء والأمهات لا يقومون بنشر صور أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي لأي سبب تحقيقاً لحمايتهم.
والآن .. ماذ عنكِ غاليتي .. وما هو رأيك حول نشر صور الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكيف يمكن للأهل حماية أطفالهم من مخاطر ذلك؟، وما هو رأيك بتطبيق "Tinybeans"