جواهر ملكية اشتهرت بأنها تجلب الحظ السيء لأصحابها
لطالما ما كانت الجواهر والمجوهرات الملكية، الأكثر شهرة وقيمة في عالم المجوهرات، حتى أن بعضها لا يقدر بثمن، ليس فقط بفضل جودة وحرفية صناعتها، ولكن أيضا بفضل التاريخ الطويل والعريق الذي يحيط بها، والذي يجعلها من بين أكثر الجواهر أو المجوهرات المرغوبة في العالم، ولكن ماذا لو كانت تحمل تاريخ طويل من الحظ السيء والمآسي والمعاناة لأصحابها، مثل الطلاق أو الإفلاس أو المرض أو حتى الموت؟ هل كنت لترغب في امتلاك أغلى الجواهر الملكية في العالم بالرغم من شهرتها بأنها تجلب الحظ السيء لأصحابها؟ دعونا نتعرف معا على مجموعة من أشهر الجواهر الملكية والتي كثيرا ما توصف بأنها تجلب الحظ السيء لأصحابها:
ماسة الأمل The Hope Diamond/الماسة الفرنسية الزرقاء French Blue
ماسة الأمل هي ماسة زرقاء مبهرة بوزن 45.2 قيراط، وتعد واحدة من أشهر الأحجار الماسية، بفضل جمالها المبهر، إلى جانب حقيقة أن جميع مالكيها تقريبا، عانوا من الحظ السيء منذ لحظة امتلاكهم لها وانتهى بهم الأمر بالإفلاس أو المرض أو الموت، وتعود أقدم سجلات تغيير ملكية لهذه الماسة الشهيرة إلى عام 1666، عندما حصل عليها تاجر أحجار كريمة من حجر ماسي أزرق ضخم، قام بقطعه وحصل منها على الماسة التي أصبحت تعرف فيما بعد بماسة الأمل، وكانت تعرف في الأصل باسم الماسة الفرنسية الملكية الزرقاء، بعد أن قام التاجر ببيعها للملك لويس الرابع عشر King Louis XIV في عام 1668.
بين الوقت الذي حصل فيه الملك لويس الرابع عشر على الماسة الفرنسية الزرقاء وحتى سرقتها في عام 1791، عانت العائلة المالكة الفرنسية لسنوات من الحظ والمشكلات، واختفت الماسة لسنوات، حتى ظهرت الماسة المسروقة في كتالوج لبيع الأحجار الكريمة في عام 1839 تحت اسم ماسة الأمل التي تمتلكها عائلة "هوب" المصرفية الشهيرة في لندن.
حتى ذلك الوقت لم ترتبط ماسة الأمل بالحظ السيء، ولم تظهر القصص التي تتحدث عن أنها جلبت اللعنات والحظ السيء لأصحابها حتى ثمانينيات القرن التاسع عشر، بعد أن قامت صحيفة أسترالية، ثم صحيفة واشنطن بوست في عام 1908، بنشر تاريخ الماس وأصحابها سيئي الحظ بالكثير من التفصيل، ووفقا لما نشرته الصحيفتان فإن الماسة انتقلت ملكيتها بين 14 مالك على الأقل، توفي معظمهم في حوادث مفاجأة أو مأساوية، أو عانوا من مشكلات مالية.
في عام 1910، استحوذ صانع المجوهرات الشهير بيرير كارتييه على Pierrer Cartier على الماسة، وقام بتسليط الضوء على الماضي الغامض للماسة وارتباطها بلعنة الحظ السيء، في محاولة لزيادة شهرة الحجر الماسي وجذب أكبر عدد من المشترين المحتملين للحجر الماسي الشهير، وبالفعل نجح في بيعه بمبلغ ضخم لزوجين ثريين في عام 1911، وهما إدوارد بيل ماكلين Edward Beale McLean وإيفالين والش ماكلين Evalyn Walsh McLean، ويقال إن إيفالين اختارت شراء هذه الماسة لأنها انبهرت بماضيها الغامض والمخيف، بعد فترة وجيزة من شرائهما للماسة، بدأت معاناة الزوجين من الحظ السيء واستمرت لسنوات تالية حتى
انفصل الزوجان عام 1932، ومات ابنهما وأفلست شركة عائلة إيفالين، كما توفي كلاهما في سن صغيرة نسبيا حيث توفي إدوارد عن عمر يناهز 51 عام وفالين عن عمر 60 عام.
ماسة الأمل حصلت على مالك جديد مرة أخرى في عام 1947 عندما حصل عليها صانع المجوهرات الأمريكي الشهير هاري وينستون Harry Winston والذي أهداها إلى متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي Smithsonian National Museum of Natural History في عام 1958 ولا تزال موجود من المتحف حتى يومنا هذا. هاري وينستون بدا وكأنه واحد من الملاك القلائل للماسة الذين لم يعانوا من سوء الحظ أو تنتهي حياتهم مبكرا، حيث توفي عام 1978 عن عمر يناهز 83.
ماسة كوه نور Koh-i-Noor diamond
ماسة كوه نور والتي يعني اسمها "جبل النور" هي نموذج رائع آخر للجواهر الملكية الملعونة حيث امتلكها على مر السنين العديد من الحكام وانتهى الأمر بهم بفقدان إمبراطورياتهم أو حياتهم أو معاناتهم لسنوات من الحظ السيء، وفقا للمؤرخين فإن الحظ السيء طارد ملاك هذه الماسة منذ عام 1306، عندما انتقلت ملكيتها بين أسر ملكية حاكمة في الهند وأفغانستان وإيران وباكستان بعد الكثير من القتال وسفك الدماء، وبعد نهاية الحرب الأنجلو-سيخية الثانية وضم مملكة البنجاب، استولى التاج البريطاني على الماسة ضمن أصول وممتلكات المهراجها الحاكم لمملكة البنجاب.
بعد أن استحوذت شركة الهند الشرقية البريطانية على الماسة ونقلتها إلى بريطانيا على متن إحدى سفنها، لم يمض وقت طويل قبل انتشار الكوليرا على متن السفينة التي استخدمت في نقل الماسة، وأسفر ذلك وفاة العشرات على متن السفينة، وبعد وصول الماسة إلى بريطانيا ونقل ملكيتها إلى الملكة فيكتوريا Queen Victoria، بفترة وجيزة، تعرضت الملكة فيكتوريا لهجوم من رجل بعصا أثناء مرور عربتها عبر بوابات القصر، وتسبب الهجوم في إصابتها بكدمة في وجهها، وبعدها أقل من شهر، وتحديدا في يوليو 1850، توفي رئيس الوزراء البريطاني وقتها روبرت بيل Robert Peel بعد أن سقط من على حصانه، وداسه حصانه بأقدامه، ومنذ ذلك الحين ارتبطت الماسة في الأذهان بالحظ السيء، ومع ذلك، يعتقد البعض أن اللعنة المحيطة بالماسة أكثر تأثيرا أو ذات تأثير قاتل بشكل خاص على الرجال المرتبطين بها وليس النساء، ولذلك استخدمت هذه الماسة في تزيين تيجان التتويج الملكية الخاصة بالملكات البريطانيات القرينات وليس الملوك، واستخدمت الماسة في تزين تاج تتويج الملكة ماري Queen Mary في عام 1911 ثم تاج تتويج الملكة الأم Queen Mother عام 1937 لتتويجها، ووفقا للتقاليد الملكية، فإن الماسة كان يفترض أن تزين تاج تتويج الملكة ماري والذي ارتدته الملكة كاميلا Queen Camilla في حفل تتويج زوجها الملك تشارلز الثالث King Charles III، بدلا من صنع تاج تتويج مصنوع خصيصا من أجلها، إلا أنها اختارت أن يزين التاج أحجار ماسية من مجموعة مجوهرات الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، لتجنب المثار حول ملكية ماسة كوه نور والتي ترتبط ارتباط وثيقا بالماضي الاستعماري البريطاني، ويتنازع على ملكيتها ما لا يقل عن 4 دول. ماسة كوه نور لا تزال تزين تاج الملكة الأم والمعروض في برج لندن.
جوهرة أوبال مرسيديس ملكة إسبانيا Opal of Queen Mercedes of Spain
ارتبطت لعنة الحظ السيء التي تحيط بجوهرة أوبال مرسيديس ملكة إسبانيا بالغيرة والتنافس بين الملكة الإسبانية مرسيدس والعاشق وعشيقة زوجها، ويقال إن لعنة جوهرة أوبال مرسيديس ملكة إسبانيا كانت سبب في وفاة عدد أفراد العائلة المالكة الإسبانية في القرن التاسع عشر. بدأت قصة لعنة جوهرة أوبال مرسيديس ملكة إسبانيا، عندما حصلت الملكة مرسيدس على الخاتم مزين بجوهرة أوبال عرفت فيما بعد بجوهرة أوبال مرسيديس ملكة إسبانيا، الكونتيسة دي كاستيجليون Comtesse de Castiglione، عشيقة زوجها الملك ألفونسو الثاني عشر King Alfonso XII، وبعد 6 أشهر من حصول الملكة مرسيديس على الخاتم كهدية، توفيت بسبب معاناتها من الإجهاض وحمى التيفوئيد في عام 1878، بعد وفاتها انتقلت ملكية الخاتم إلى نساء مختلفات من العائلة المالكة الإسبانية، وتوفين جميعهن بعد فترة وجيزة من حصولهن على الجوهرة، وفي النهاية أصبح الخاتم المزين بالجوهرة الملعونة كما يطلق عليها في إسبانيا، ملك للملكة كريستينا Queen Christina، وهي الزوجة الثانية للملك ألفونسو، وبعد وفاته عام 1885، حثها أفراد العائلة المالكة على تدمير الخاتم والجوهرة، لكنها رفضت، وبدلا من ذلك علقتها حول عنق تمثال القديس الراعي لمدريد، ولا تزال الجوهرة تزين رقبة التمثال حتى يومنا هذا.