الموضة والموسيقى والصداقة تتجسد في أحد أبرز إبداعات السيد ديور
كريستيان ديور، مصمم الأزياء الذي أحدث ثورة في باريس في 12 فبراير 1947 مع تنورة "New Look" الممتلئة وطياتها المثالية التي تلامس الكاحل بمسافتها الى الارض مقترنة ومنسقة مع سترة البار بأكتافها المستديرة وخصرها المحدد، خلقت صورة ظلية مميزة للغاية. تعتبر بصمة وأساسًا متينًا لإرث لا يعيش ويستمر فحسب، بل يزدهر.
كريستيان ديور المصمم امتلك العديد من الصفات الإبداعية التي جعلته يعلو ويسمو على صناعة الأزياء ويصعد إلى قمة الهرم ، لكنه كان أيضا فنانا عاطفيا ومخلصا لأصدقائه، وأظهر لهم المودة والتقدير من خلال تسمية إبداعاته الخاصة باسمائهم.
في طرق الأزياء الخاصة به وأصول حرفته، عمل ديور من وجهة نظر عاطفية إلى الإبداع.
عندما ننظر الى داره عن قرب من التصميم الداخلي وألوانه إلى أساس الالهام وهي امرأة ديور نجد أنها مستوحاة وتنبع من الزهور، والزهور والبستنة كانا عنصران أحاطا بديور خلال نشأته في جرانفيل، نورماندي.
من خلال حديقة والدته وحبها للزهور وبستنة حديقتها الخاصه في المنزل.
بوجود هذا الجانب العاطفي في شخصية السيد ديور نجد انه من المنطقي أن يكرم أحباءه وأصدقاءه في إبداعات الأزياء الراقية ويمنحهم شرف تسميتهم بأسمائهم.
في مجموعة الأزياء الراقية ربيع وصيف 1950 يتواجد ثوب ساحر. فستان بلا حمالات بلون كريمي بخطوط ظليه بقصة حرفA مصمم بالكامل بطيات أوريغامي محددة. تشبه إلى حد كبير Junon الشهير من خريف 1949 للأزياء الراقية، تتميز التنورة بتقنية متداخلة حيث تتداخل طيات الأوريغامي مع بعضها البعض لتحاكي بتلات الزهرة ، وهي عنصر أساسي في الهام السيد ديور ، الفستان مشدود عند الخصر مع وشاح ملفوف بإحكام حوله و تتساقط اطرافه بهدوء على الجانب. يكسر الوشاح الخطوط الرأسية للطيات بخطوط أفقية عريضة ويعطيه بذلك هيئة شاعرية رقيقة.
عند التدقيق في التصميم نلاحظ تشابه الطيات في هيكلها الصلب والناعم وأحجامها المختلفة مفاتيح البيانو، وهو مصدر الإلهام المستمد من صديق كريستيان ديور والملحن الفرنسي فرانسيس بولينك.
فستان "فرانسيس بولينك"
فستان "فرانسيس بولينك" هو تصميم معاصر حقا، جذاب في شكله الأنثوي ، حديث ومثير للاهتمام في ملمسه وهيكله. مصمم من طيات محددة بدقة متناهية تشبه تقنية الأوريغامي مما يجعلها بلا شك خالدة جماليا وحرفياً.
يميل المديرون الابداعيون التابعون للمؤسس في الاخراج الابداعي وقيادة التصميم إلى النظر إلى الأرشيف للحصول على الإلهام كجهود مبذولة لتخليد التصاميم الرئيسية والتقنيات التي تحمل توقيع المؤسس والحمض النووي للدار من خلال إعادة التفسير. إن إعادة تفسير الإبداعات المتميزة والايقونية من المؤسس وفقا لوجهة نظر المدير الابداعي الحالي يؤدي إلى الحداثة المتجددة التي نتيجتها مواكبة الاجيال ومعاصرة الازمان بتجدد.
أعادت المديرة الإبداعية الحالية لدار ديور ماريا غراتسيا كيوري تفسير "فرانسيس بولينك" في مجموعة الأزياء الراقية لربيع عام 2017. قامت بتقصير الطول إلى طول منتصف الساق مع حاشية غير متماثلة. تحولت طبقات التنورة من بتلات متداخلة إلى حواف مقطوعة بشكل حاد للطبقات فوق بعضها البعض، مع رموز وكتابات متلألئة مخبأة داخل الطبقات تطل بوضوح ناعم مع كل حركة.
كما أعاد راف سيمونز، سلف كيوري، تفسير التصميم الأيقوني في فستان مصمم خصيصا لماريون كوتيار لحضور عرض فيلم L'Homme qu'on Aimait Trop خلال مهرجان كان السينمائي السنوي بدورته 67 لعام 2014.
فستان ماريون كوتيار مشابه جدا من حيث الطيات المحددة بالكامل والصورة الظلية على شكل حرف A ، ومع ذلك فإن التنورة بها قطع متداخلة أقل وأكثر هندسية من القطعة الأصلية بحوافها المنحنية التي تشبه البتلة.