تعرفوا على قصر زهران موقع حفل زفاف الأمير حسين بن عبدالله وموطن الاحتفالات الملكية الأردنية
بمناسبة حفل زفاف الأمير حسين بين عبدالله الثاني على خطيبته المهندسة رجوة آلـ سيف، الذي سيُقام في قصر زهران في العاصمة الأردنية عمان، تسيّدت القصور الملكية الأردنية ساحة الإعلام، واحتلت هذه القصور مساحة واسعة من اهتمام الصحافة. تاريخياً، جسّدت القصور الملكية الهاشمية، محطات تاريخية هامة في تاريخ إمارة شرق الأردن، ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية، والملوك الهاشميين، منذ عهود الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، والملك طلال بن عبدالله، والملك الحسين بن طلال، وحتى عهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. فما هي أبرز هذه القصور؟
قصر زهران: موطن حفلات زفاف الملوك والأمراء
عاد قصر زهران إلى الواجهة من جديد بمناسبة الزفاف الملكي المرتفب في الأول من يونيو والذي سيحتضن حدثاً ينتظره الأردنيون بترقب وشغف احتفالاً بزفاف ولي العهد الأردني على خطيبته رجوة. تم بناء قصر زهران في عام 1957، وهو القصر الملكي الرابع بعد "رغدان" و"القصر الصغير" و"بسمان"- في منطقة اختيرت لتكون حيّاً دبلوماسياً في غرب عمّان. هذا، ويتشابه قصر زهران مع قصر رغدان من حيث ارتفاع البناء وبساطة التصميم الداخلي وروعته، لا سيّما من خلال مدخله الكبير الذي يتميّز بأعمدة ضخمة وزخرفات منحوتة.
يحتضن قصر زهران فعاليات وأحداث هامة على مرّ تاريخ المملكة الهاشمية، وكان بمثابة مقرّ دائم للقاء الملك حسين وشاه بلاد فارس آنذاك، محمد رضا بهلوي.
استُخدم القصر لإقامة الملكة الوالدة "زين الشرف" (جدّة جلالة الملك عبدالله الثاني، ووالدة جلالة الملك الحسين، وزوجة جلالة الملك طلال)، حتى وفاتها في 26 نيسان 1994. وظلّ القصر بعد ذلك مقراً هاشمياً تجري فيه أهم المراسم، حيث سُمّيت منطقة زهران بهذا الاسم نسبة الى قصر زهران الملكي العامر والذي يعتبر من أبرز معالمها.
بالإضافة إلى استضافة حفل زفاف الأمير حسين وخطيبته رجوة، فقد استضاف قصر زهران 6 حفلات ملكية على مرّ التاريخ:
- زفاف الملك الحسين بن طلال عام 1972، من زوجته انطونيت غارنر التي غيّرت اسمها للأميرة بن حسين بعد اشهار اسلامها.
- زفاف الملك حسين من زوجته الأميركية ليزا نجيب الحلبي عام 1987. (يُذكر أنّ الملك قد أطلق عليها اسم الملكة نور).
- زواج الأمير طلال بن محمد ابن عم الملك الحسين من زوجته الأميرة غيداء عام 1991، وكان حفل زفاف استثنائياً حضرته شخصيات بارزة من الدول العربية كافة.
- حفل زفاف الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا عام 1993، وهو الحدث الرابع لحفلات الزفاف التي أُقيمت في قصر زهران. يُذكر أنّ حفل زفاف الملكة عبدالله والملكة رانيا كان حديث الوطن العربي، وقد شبّه كثر الملكة رانيا حينها بنجمة هوليوود بروك شيلدز، لإطلالتها المميّزة بفستان زفاف خطف الأنظار.
- حفل الزفاف الخامس كان عام 2010 للأمير فيصل بن الحسين وهو ثاني أبناء الملك حسين الذي تزوّج بسارة بسام قباني.
- حفل الزفاف السادس كان عام 2014، وقد شهد زفاف الأميرة آية الفيصل وهي بنت الأمير فيصل بن الحسين والأميرة عليا. وكانت الأميرة آية الفيصل قد تزوجت من محمد بن طلال في حفل أسطوري بكل تفاصيله وتميّز بحضور كثيف.
تجدر الإشارة إلى أنّ حفل زفاف الأمير حسين سينطلق في الأول من شهر يونيو –حزيران القادم، بعقد قران العروسين بحضور عائلتهما، لتبدأ بعدها المراسم الملكية التي يتقدمها موكب ملكي خلال مسيرة تجول في أهم شوارع عمان، فيما ستكون الزفة على الطراز الفلكلوري الأردني. ومن المتوفع أن تحيي فرقة معاني الحفل الذي سيليه مأدبة عشاء تجمع ضيوف العروسين. وكان قد صدر قرار وزاري بتأجيل أية حفل من 26 مايو حتى 1 يونيو لتركيز الجهود على حفل الزفاف الملكي. بعد حفل الزفاف في قصر زهران، سيتوجّه العروسان إلى قصر الحسينية.
قصر الحسينية
تم بناء قصر الحسينية في عام 2006، غرب العاصمة عمّان، في جوار مسجد الملك الباني الحسين بن طلال، وحدائق الحسين ومتحف السيارات الملكي ومتحف الأطفال.
يضم القصر المكاتب الجديدة الخاصة بالملك عبد الله الثاني، ومكتب الملكة رانيا العبدالله، ومكتب الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وليّ العهد الأردني. ويجمع القصر، من حيث التصميم، بين التراث المعماري العربي الإسلامي، المتمثل في الأقواس والزخارف على الجدران والأبواب، وبساطة التصميم الداخلي وروعته. هذا، ويُجري الملك عبدالله الثاني في رحاب هذا القصر، معظم اجتماعاته اليومية ومقابلاته الرسمية.
إلى ذلك، يحتوي قصر الحسينية على مكتبَي رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس التشريفات الملكية، وكذلك القاعات التي تجري فيها المباحثات الثنائية والموسّعة خلال زيارات الضيوف الرسميين للمملكة. كما يحتوي القصر على قاعة للطعام وأخرى للاحتفالات الكبرى، وساحة للمراسيم الخارجية يتم فيها استقبال ملوك الدول ورؤسائها، تقع في المساحة الفاصلة بين القصر ومسجد الملك الحسين. وأُطلق اسم "الحسينية" على هذا القصر نظراً لوجوده بجوار مسجد الملك الحسين بن طلال.
قصر رغدان: القصر الأقرب لقصر زهران
قصر رغدان هو البيتُ الهاشميُّ الأوّل فوق ذرى عمّان. تجسّد العِمارة الهاشمية الشامخة في قصر رغدان قصة عمّان بتاريخها وحضارتها، وتُنبئ عن عهد جديد من الازدهار والتطوير والعمل من أجل المستقبل. هذا البناء الذي اجتمعت في أركانه السياسةُ والاقتصاد والأدب، هو مركزُ القيادة، وعنوان الحكم، ودار الشعب، وبيت الأمة. وقد اختار الملك عبدالله بن الحسين اسم "رغدان" لأول قصرٍ يبنيه، تيمُّناً بالرغد والهناء، ومبعثاً للأمل والتفاؤل.
سُمّي برغدانَ مِنْ عَيْشٍ به رغدٍ ما نالَهُ في قديمِ العهدِ غُمدانُ
استغرق بناءُ قصر رغدان العامر ثلاث سنوات (1924-1927)، ويمكن تحديد تاريخ الانتهاء من بنائه استناداً إلى أمرين: استقبال الملك عبدالله الشعراء فيه، وكان أحدهم شاعراً عراقياً اسمه عبد المحسن الكاظمي أورد في ديوانه أنه زار قصر رغدان عام 1927 وأنشد فيه يقول:
هل مثل رغدان في الورى علمٌ تأوي إليه الدنيا وتلتجئُ
أمّا الأمر الثاني، فهو أبيات الشاعر سليم الحنفي التي تَظهر في سقف إحدى قاعات رغدان الرئيسية، والتي جاء في نهايتها: "كتبه سليم الحنفي 1343هـ"، وهو العام الهجري الذي يوافقه عام 1927م مع مراعاة فرق الأيام. ومن هذه الأبيات:
فإنْ تُسابِقْهُ للعَليا ربوعُ ندى حتى تفوقَ فأرِّخْ فازَ رغدانُ