روبيرتا فينتورا في حديث خاص لـ"هي" عن مشروع SEP Jordan: مشروع أزياء إنساني يحمل رسالة اجتماعية
في الأردن وتحديداً في منطقة جرش، مؤسسة أبصرت النور في العام 2013، سميت "SEP" وهي واحدة من أولى المؤسسات الاجتماعية التي تم إطلاقها في الأردن. هدفها الأساسي حفظ التراث الفلسطيني من خلال فن التطريز اليدوي التقليدي واحتضان نحو 500 عاملة من اللاجئات الفلسطينيات يتشاركن العمل وصعوبة الحياة، ويصنعن من خيوط وأقمشة أزياء وأكسسوارات مزركشة بألوان زاهية صديقة للبيئة.
مؤسسة شركة ومشروع "SEP" ورائدة الأعمال الاجتماعية، روبيرتا فينتورا Roberta Ventura حققت من خلال مشروعها الاقتصادي، دخلاً مالياً ثابتاً للعائلات الفلسطينية اللاجئة وحققت حالة اندماج وتوافق اجتماعي لتمكيهن في المجتمع. فالمشروع الذي أسسته روبيرتا فينتورا Roberta Ventura والتي كانت تشغل منصب مصرفية سابقة، يُمَكن اللاجئات الفلسطينيات من إنتاج أزياء حديثة من خلال إضافة لمسة عصرية للتطريز التقليدي القديم الذي يعود لقرون مضت وكسر حالة الاعتماد على المساعدات من قبل هذه المخيمات وضمان فرص عمل كريمة للنساء. في حوار حصري مع مجلة "هي" تعرفنا أكثر على روبيرتا فينتورا Roberta Ventura ومسيرتها في مشروع مؤسسة SEP.
1-ما الذي دفعك إلى إنشاء SEP Jordan؟
أردت أن أثبت بأن الموضة قادرة على فعل الكثير من الأشياء النبيلة في عالم مشبع بالعلامات التجارية الراقية. شغفي الكبير للأزياء والموضة يقوده حب للشرق الأوسط وحقوق الإنسان والأعمال الخيرية، دفعني مع زوجي إلى إنشاء علامة SEP. بعد لقائنا بلاجئات فلسطينيات في مخيم جرش بالأردن في العام 2013، أجمعن على أهمية العمل وتأسيس المستقبل، بدل العيش على المساعدات. وهكذا توصلنا إلى فكرة تحمل التراث الفلسطيني وتخلق فرص عمل ومسارات مستدامة للاستقلال الاقتصادي لمئات من النساء وأسرهن.
2- ما هي الأهداف التي ترغبين أن تحققها العلامة التجارية الخاصة بك؟
تأسست SEP كعلامة تجارية رائدة ومستدامة عبر إنتاج ملابس وإكسسوارات صديقة للبيئة، تسعى إلى التصدي لأزمة اللاجئين وتوفير فرص العمل والدخل للألاف اللاجئات لتخطي خط الفقر، والاستفادة مما يتمتعون به من مهارة وموهبة، كل ذلك ضمن ظروف عمل لائقة، مع مراعاة المعايير البيئية، وإدخال ونشر مفهوم السعادة وصفاء العيش المشترك والمتبادل. كلّ تصاميم SEP تجمع بين التقنيات الشرق أوسطية من أنماط هندسية مستوحاة من التراث الفلسطيني والذوق الإيطالي التقليدي، ومصدر إلهامنا هو تقديم علامة تجارية ومنتجات استثنائية تبيع قصصاً فريدة من نوعها بفضل الفنانات اللواتي يصنعن إكسسوارات الدار وحرفياتهن. فنانات SEP هن جوهر نموذج SEP حيث يتم احترامهن كأفراد بهدف تمكين المرأة وتغيير النظرة النمطية لدور وقدرات اللاجئين.
3- ما هي بعض تجاربك الشخصية أو الأسباب التي دفعتك للإهتمام بقضايا تمكين المرأة خصوصاً اللاجئات؟
اهتمامي بهذه القضية ليس اهتماماً طارئاً بل يعود إلى فترة طفولتي في إيطاليا عندما تعملت عن أزمات اللاجئين والنزوح القصري. منذ ذلك الوقت، أصبحت الطبيعة المروعة التي تتسم بها حياة اللاجئين جلية وواضحة في نظري وشعرت شخصياً بالقلق والعجز إزاء عدم وجود خيارات للنساء اللاتي يعشن في مخيمات اللاجئين. وهذا ما دفعني منذ 10 سنوات الى اتخاذ مبادرة لكي أصنع التغيير ومحاولة كسر اعتماد اللاجئين على المساعدات والمعونات والجمعيات الخيرية من خلال التوظيف وتطوير القدرات وتنمية المهارات.
4-ماذا تعني لك ريادة الأعمال الاجتماعية؟
يعني الإيمان بقوة الأعمال واستخدامها كقوة من أجل الخير وإحداث تغيير إيجابي. يتمثل الهدف الرئيسي لريادة الأعمال الاجتماعية أولاً وأخيراً في خلق قيمة للمجتمع بالإضافة إلى توليد الدخل، ونحن نقدّم علامة علامة تجارية راقية وفاخرة تستخدم ممارسات إنتاج مستدامة مبتكرة وفريدة من نوعها وصديقة للبيئة مع توفير فرص العمل والتدريب للاجئين. في SEP لا نراعي عملية تقديم المعونة الإنسانية التقليدية من المانحين، بل أصبحت جميع فنانات التطريز في SEP صانعات تغيير ويحدثن تأثيراً إيجابياً على مجتمعهن في جميع أنحاء العالم.
5- هل يمكن أن تخبرينا قليلاً عن السيدات من مخيم جرش؟
معظم فنانات SEP هن من اللاجئات اللواتي ولدن ويعِشن في مخيم جرش للاجئين في الأردن الذي أنشأ في العام 1967 أي منذ أربعة أجيال. بالنسبة لي هنّ أبطال قصة SEP الحقيقيين وحرفياتهن تظهر موهبتهن بشكل لا يضاهى. وقد أثر المشروع بشكل شخصي على النساء العاملات في المشروع، اللاتي أكدن أن هذا العمل وسيلة للعلاج من الاكتئاب لأنه يشعرهن بالقوة ويقضين لحظات ممتعة وثمينة بمفردهن أو مع صديقاتهن.
6- ما هو التأثير أو التغيير التي تريدين تحقيقه؟
ثمة قصة وراء كل قطعة ثياب نرتديها، لذلك لطالما سألت نفسي السؤال: ما القصة التي أريد أن أبرزها. في SEP، نسعى لتقديم قصص فريدة لها صدى لدى الجماهير المهتمة بالتراث الثقافي. نريد إلهام الآخرين للتفكير في القصة وراء الملابس التي يرتدونها وأهميتها الثقافية. عمليتنا الإبداعية في كل قطعة تحمل عبق التاريخ وعراقة التطريز الفلسطيني والحضارة الموروثة منذ آلاف السنوات وتجمع أيضاً فخامة الموضة الإيطالية.
7-كيف يمكن دعم وتمكين المرأة في المجتمع؟
ثمة عدة طرق من شأنها المساعدة في تمكين المرأة مثل شراء المنتجات والخدمات التي توفر بيئة قوية لتمكين المرأة. هذا يشجع القطاع الخاص على تفعيل دور المرأة والارتقاء به ووضعها على رأس جدول أعمالها. لا أعتقد أننا يجب أن ننتظر التغييرات السياسية، بل يجب أن نبدأ من أنفسنا ومن قرارات الإنفاق لدينا.
8- ما هي نصيحتك للنساء الراغبات في بدء مشروع خاص بهن؟
أي مشروع خاص هو ثقافة إيجابية ويصبّ في صالح تمكين المرأة، ولكن عليها أن تكون مستعدة والتحلي بالصبر والمثابرة والعمل على مدار الساعة.